لأصحاب الأموال المحدودة والمدخرات المتواضعة... هكذا تدخل في عالم الاستثمار

01/11/2022

لا شك أن الاستثمار هو أهم خطوات الاستقلال المالي، فالأموال التي لا يتم استثمارها لا يفيد تكديسها، والشخص الذي يحصل على 5000 آلاف دولار ويصرفها كاملةً، هو أسوأ حالًا – من وجهة نظر اقتصادية – من شخص آخر يحصل على 1000 ويستثمر منها 300 دولار شهريًا.

في هذا الصدد، نشر موقع "ميلينيال موني" (Millennialmoney) مقالًا تحت عنوان "أفضل إستراتيجيات الاستثمار" للكاتب "غرانت ساباتير"، الذي تناول فيه تجربته في الاستثمار والإستراتيجيات التي اتبعها في إدارة استثماراته بنجاح حتى وصل إلى مبلغ مليون دولار خلال 5 سنوات فقط.

البداية في عالم الاستثمار للمبتدئين:

حول البدايات الاستثمارية للمبتدئين ورواد الأعمال، يقول "ساباتير"، إن هناك كثير من القراء يسألون عما ينبغي القيام به للاستثمار إذا كان لديهم ألف أو 5 آلاف أو 10 آلاف دولار، وهذه الأفكار كلها تنطبق عليها.

ولكن ينبغي العلم أولا أنه لا يتعين امتلاك كثير من المال لبدء الاستثمار، فيمكنك أن تبدأ باستثمار الفائض القليل الخاص بك أو إذا كان لديك 100 دولار إضافية للاستثمار، يمكنك أن تبدأ اليوم!

لا أستثمر في أي شيء لا أفهمه:

بحسب الكاتب، هناك فرق كبير بين الاستثمار طويل الأجل والاستثمار قصير الأجل، كثير من الناس لا يستثمرون في الأسهم لأنهم يخشون من خسارة المال على المدى القصير؛ وهو أمر مهم حقا، فقط إذا كنت بحاجة إلى المال على المدى القصير. ولكن إذا كنت تستثمر على المدى الطويل، فيقول الكاتب إنه لا يعرف استثمارا أفضل من الأسهم أو العقارات في هذه الحالة.

من المؤكد أن الأسهم قد تنخفض، ولكن على مدى بعيد -أي فترة 10 سنوات- دائما ما ترتفع بنسبة 7%على الأقل سنويا، عندما يتم حساب متوسط المكاسب والخسائر. وفيما يلي توضيح كيف يمكن الاستثمار على المديين الطويل والقصير.

إستراتيجية استثمار طويلة الأجل (10 سنوات):

يقول الكاتب "أدير 100% من استثماراتي طويلة الأجل وما زلت أتبع عاداتي الاستثمارية اليومية، وأضع المال في حساباتي الاستثمارية كل صباح عندما أشرب القهوة؛ أنا لا أعمل مع أي نوع من المستشارين الماليين أو الشركات".

إنه في الواقع من السهل جدا القيام بذلك بنفسك مع قليل من القراءة، في أغلب الحالات، من أسباب حصول الناس على عوائد استثمارية ضعيفة هو أنهم يصبحون عاطفيين. وهذه واحدة من الفوائد الأساسية للعمل مع مستشار مالي، فهو يمكن أن يساعدك على التحكم في عواطفك.

في المقابل، يمكنك أيضا تعليم نفسك بقراءة الكتب الاستثمارية والمدونات.

بقول الكاتب أيضًا: إذا كان لديك القدرة على قراءة كتاب واحد في الاستثمار، فهذا هو كتابي المفضل "مستثمر المقهى: كيفية بناء الثروة، وتجاهل وول ستريت، والاستمرار في حياتك".

بمجرد أن تدرك كيف يعمل الاستثمار والفرص وكيفية تقليل المخاطر الخاصة بك، فإن ذلك يساعد على التخلص من الاستثمار المبني على العاطفة.

الاستثمارات طويلة الأجل:

يضع "ساباتير" نحو 80% من استثماراته في صناديق المؤشرات المحلية، و20% في الدولية؛ إذ يقول "أنا مستثمر بشكل كبير في الأسهم على المدى الطويل. أفضل شيء بالنسبة لحفظ المال في صناديق المؤشرات، هو أنه لا ينتابني القلق بشأنها، وأنها منخفضة الضرائب نظراً لقلة التداول داخلها. فكل دولار استثمرته عندما بدأت رحلة الاستقلال المالي عام 2010 يساوي اليوم أكثر من 3 دولارات".

أما 20% من استثماراته على المدى الطويل، فهي في الأسهم الفردية التي يخطط لتشغيلها على المدى الطويل مثل "أمازون" (Amazon) و"آبل" (Apple)، و"فيسبوك" (Facebook).

ويعلل ذلك بقوله "أنا أستثمر في الشركات التي أستخدمها وأؤمن بها. كما أحرص على الشراء؛ أشتري، لكنني لا أبيع الأسهم في كثير من الأحيان لأنني أريد التقليل من ضرائبي إلى أدنى حد، وإذا كنت تستثمر لمدة عام على الأقل فهذا يخضع فقط لضريبة الأرباح الرأسمالية، وهي نحو 15-20%".

ويؤكد "ساباتير" أنه لا يتداول يوميا اليوم أو يوصي بأن يتداول أي شخص يوميا؛ فهذا -برأيه- أمر عاطفي ومحفوف بالمخاطر للغاية. كما أنه يأخذ الكثير من الوقت ومعظم الناس يفقدون المال خلال هذا القرار. وعليه، يرى أن التداول اليومي هو في الواقع واحد من أكبر أخطائه المالية.

الاستثمار في العقارات:

أوضح "ساباتير" في مقاله أنه يستثمر 5% في العقارات المادية وصناديق الاستثمار العقارية. ويخطط لمواصلة استثمار ما لا يقل عن 5% من محفظته في العقارات والبدء في استكشاف الاستثمار في المباني متعددة الوحدات، ولكن العثور على صفقة أمر صعب وهذا النوع من الاستثمار يأتي مع الكثير من العناء.

كلما كسبت المزيد من المال، يصبح التنويع أكثر أهمية، ما دمت لا تريد وضع كثير من أموالك في نوع واحد من الاستثمارات.

إستراتيجية استثمار قصيرة الأجل (من 1-5 سنوات):

لا يرحب "ساباتير" بالاستثمارات قصيرة الأجل، قائلا "ليس لدي أي شيء أقوم بادخاره على المدى القصير".

ولكن، إذا كنت ترغب في الادخار لقضاء عطلة، أو شراء منزل أو سيارة، أو القيام باستثمار في غضون سنة إلى 5 سنوات قادمة، فإن "ساباتير" لا يوصيك "بوضع 90% فما فوق من أموالك في الأسهم مثلما فعلت أنا، فذلك على الأرجح أمر محفوف بالمخاطر لأن الأسهم يمكن أن ترتفع و تنخفض بشكل كبير على مدى أي فترة قصيرة الأجل"؛ وآخر شيء تريده هو أن يتدهور استثمارك بنسبة 20% قبل أن تجد المنزل المثالي أو تكون على استعداد لأخذ تلك العطلة.

لذلك، فيما يتعلق بالاستثمار قصير المدى، يوصي "ساباتير" بالاحتفاظ بالأموال في صندوق سندات مثل صندوق مؤشر سوق الأوراق المالية الإجمالي أو "شهادة الإيداع" (CD) في البنك المحلي الخاص بك. هذان الخياران بالتأكيد أفضل من الاحتفاظ بأموالك في حساب التوفير بفائدة 0.1%، حيث ستخسر المال بسبب التضخم.

وأردف الكاتب أن اتباع هذه الإستراتيجية الاستثمارية وإدارة استثماراته بنفسه كانت عوامل أساسية في مساعدته للوصول إلى مليون دولار في 5 سنوات. كما أن استثماراته ظلت تنمو، وما زال يستفيد من مضاعفة الأموال التي بدأ الاستثمار فيها عام 2010.

وأخيرا يؤكد "ساباتير" أنه ليس مستشارا ماليا وأن أي استثمار تحفه المخاطر، ولكن يأمل في أن تساعد نصائحه المبتدئين في مجال الاستثمار ورحلة الاستقلال المالي وما بعده.

شارك رأيك بتعليق

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات متعلقة: