يحدث عادةً في الأزمات الاقتصادية ما هو أشبه بالتصفية، حيث تتدهور أو تنهار عملات الدول الضعيفة أو الفاشلة اقتصاديًا، أما الدول التي تبني اقتصاداتها على أسس متينة فإن عملاتها تصمد أو تكون أقل تضررًا.
وبالفعل في هذه الأزمة لاقت العملات الوطنية للعديد من الدول على مستوى العالم أضرارًا جسيمة، وبعضها وصل إلى حافة الانهيار، ولو خصصنا الدول العربية بالحديث سنجد 6 دول تعاني عملاتها من وضعٍ بائس أمام الدولار:
أولًا: سوريا
ما زالت الحرب تلقي بظلالها السيئة على الواقع الاقتصادي، وتظهر الأزمة بوضوح على سعر صرف الليرة السورية، حيث بلغ سعر الدولار في أكتوبر/تشرين الأول 2022 نحو أكثر من 5 آلاف ليرة بالسوق غير الرسمية، ونحو 2800 ليرة وفقًا لسعر الصرف الرسمي.
ثانيًا: مصر
كان سعر عملتها أمام الدولار 15.6 جنيها خلال عام 2021، ولكن بعد أزمتي كورونا وحرب أوكرانيا، تأثرت أسعار الصرف بشكل كبير، بسبب خروج الأموال الساخنة، وتضرر قطاع السياحة، مما أدى إلى لجوء مصر لطلب اتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي.
وقد تأثر سعر صرف الجنيه المصري بهذه الأحداث منذ مارس/آذار 2022، ووصل في أكتوبر/تشرين الأول 2022 إلى 19.6 جنيها للدولار في السوق الرسمية، وثمة تقديرات بأن الدولار عند سعر 23 جنيها في السوق السوداء.
ثالثًا: تونس
أثرت أوضاع عدم الاستقرار السياسي على الأوضاع الاقتصادية، كما تركت أزمتا كورونا والحرب الروسية على أوكرانيا أثرهما على سعر صرف العملة المحلية هناك، فأصبح سعر صرف الدولار 3.29 دنانير، بعد أن كان 2.7 دينار في 2021، ولا يخفى الأثر السلبي للعوامل الأخرى على سعر صرف العملة التونسية، من تراجع معدلات النمو، وزيادة عجز الموازنة العامة، وكذلك زيادة الدَّين العام.
رابعًا: لبنان
كانت الأزمة الاقتصادية محركا لغضب الشارع، بعد عجز الحكومة عن سداد التزاماتها تجاه السندات الدولارية في نهاية 2019، وأضافت تداعيات كورونا والحرب الروسية على أوكرانيا، عبئا آخر أسهم في تراجع سعر صرف الليرة اللبنانية بشكل كبير.
ومع تزامن الأزمة الاقتصادية مع الأزمة السياسية في لبنان، وفشل التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، قفزت أسعار سعر صرف الليرة اللبنانية، من 1500 ليرة للدولار في 2019، إلى أكثر من 40 ألف ليرة للدولار بالسوق السوداء، وأكثر من 24 ألف ليرة للدولار بالسوق الرسمية.
خامسًا: السودان
قفز سعر صرف الدولار من 45 جنيها عام 2019، إلى أكثر من 500 جنيه للدولار، ومما زاد من أزمة الجنيه السوداني، تراجع الوضع السياسي، ووقوع اختلاف كبير بين المكونين المدني والعسكري، فضلا عن توقف الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وتجميد غالبية برامج المساعدات الخارجية.
سادسًا: اليمن
تعكس أسعار صرف عملة اليمن المحلية، مدى الأزمة السياسية والاقتصادية في البلد، فهناك سعران للصرف داخل البلاد، أحدهما في عدن وحضرموت وهو يقدر بنحو 1132 ريالا للدولار، وسعر آخر في صنعاء عند 558 ريالا للدولار، بعد أن كان سعر الدولار عام 2015 بحدود 230 ريالا.