ثمن سياسة الطفل الواحد... الصين تبحث عن حلول لزيادة المواليد وإنقاذ اقتصادها من الفناء

17/10/2022

أعلن الرئيس الصيني "شي جين بينغ" أن بلاده ستطبق سياسات لزيادة معدل المواليد، إذ يخشى صناع السياسات من أن يؤدي التراجع الوشيك في عدد السكان إلى الإضرار بثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وأضاف الرئيس الصيني على هامش افتتاح مؤتمر الحزب الشيوعي والذي يُعقد مرة كل خمس سنوات اليوم الأحد السادس عشر من أكتوبر/ تشرين الأول أن بكين ستؤسس نظام سياسة لتعزيز معدلات المواليد واتباع استراتيجية وطنية استباقية استجابة لشيخوخة السكان.

وكانت السلطات الصينية طبقت نظام طفل لكل أسرة منذ عام 1980 وحتى 2015، ثم تحولت إلى سياسة ثلاثة أطفال لكل أسرة وسط مخاوف من الانكماش الديموغرافي.

وكانت الصين أدخلت العام الماضي تدابير جديدة للتشجيع على الإنجاب من بينها التخفيضات الضريبية وإجازة الأمومة الأطول، وإعانات السكان وأموال إضافية للطفل الثالث.

ومع ذلك فإن رغبة النساء الصينيات في الإنجاب هي الأقل في العالم، وفقاً لـ YuWa Population Research. 

بلد العجائز والشيوخ:

وفقا لتقرير صدر عن مؤسسة أبحاث التنمية الصينية، فإنه بحلول عام 2050 سيكون في الصين أكثر من 500 مليون شخص تبلغ أعمارهم 60 عاما أو أكثر، أو ما يقرب من ثلث إجمالي السكان المتوقع في ذلك الوقت.

وأقرت بكين بالتحديات الديموغرافية، وأعلنت العام الماضي أنها سترفع تدريجيا سن التقاعد الإلزامي، وهو 60 للرجال و55 بالنسبة لمعظم النساء.

وبلغ عدد السكان في سن العمل في الصين ذروته عام 2014، ومن المتوقع أن يتقلص إلى أقل من ثلث تلك الذروة بحلول عام 2100، وقد يتأثر النمو الاقتصادي مع تقلص القوة العاملة خلال 15 عاما من الآن.

وقال كبير الاقتصاديين الصينيين في مجموعة "ماكواري" للخدمات المالية "لاري هو" في مذكرة بحثية "إن الحقيقة المرعبة هي أن الصين تتقدم في السن قبل أن تصبح غنية".

سكان الصين في خطوات متسارعة نحو الانقراض:

حسب دراسة أجرتها الأمم المتحدة، فإن عدد سكان الصين البالغ نحو 1.4 مليار نسمة قد ينخفض إلى النصف تقريبا بحلول عام 2100، وأشارت الدراسة إلى انحدار شديد في النمو السكاني بات يثير أسئلة عميقة للبلاد وقادتها.

قد يبدو عام 2100 ليس قريبًا بالنسبة لنا كأفراد، لكنه فترة قصيرة للغاية في عمر الأمم والدول، وإذا تحققت هذه الفرضية من الأمم المتحدة، فذلك يعني حرفيًا أن الصين العملاقة تسير بخطى متسارعة نحو الانقراض!

وبينما يعتقد الخبراء الديموغرافيون أنه لا يزال هناك متسع من الوقت لتجنب أزمة سكانية، فإن بكين ستحتاج إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات القوية في الوقت المناسب؛ فشيخوخة السكان ومعدل المواليد المتناقص والزيجات الأقل -التي تحدث بوتيرة متسارعة- جعلت نقطة التحول تحين أسرع بعقد من الزمن مما كان متوقعا.

وتختلف النظريات حول سبب استمرار تردد النساء الصينيات في إنجاب الأطفال رغم ما أعلنته الحكومة من جهود لتحسين السياسات المتعلقة بإجازة الأمومة والتأمين، وكذلك لتعزيز الضرائب ودعم سياسة الإسكان، وأحد الاحتمالات أن السكان اعتادوا على الأسر الصغيرة، وهناك سبب آخر يتعلق بارتفاع تكاليف المعيشة، في حين يعتقد آخرون أن الأمر قد يكون بسبب تأجيل الزواج، مما يؤخر المواليد ويثبط الرغبة في الإنجاب.

شارك رأيك بتعليق

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات متعلقة: