تستمر أسعار الحجوزات الفندقية في قطر بالارتفاع بشكل جنوني، لتسجل أرقاماً قياسية مع اقتراب موعد انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم اعتباراً من 20 نوفمبر/ تشرين الثاني وحتى 18 ديسمبر/ كانون الأول 2022.
5000 دولار لليلة الواحدة:
أظهر رصد قامت به شبكة CNBC أن أسعار المبيت الفندقي خلال فترة المونديال تتراوح بين 5000 و3000 دولارً أمريكيًا لليلة الواحد في فنادق فئتي الخمسة والأربعة نجوم، بينما تتراوح بين 2000 إلى نحو 500 دولار في فنادق فئة الثلاثة نجوم والنجمتين.
هذا ويبلغ إجمالي عدد الفنادق في قطر 128 فندقاً، ويزيد عدد الغرف الفندقية عن 30 ألف غرفة حالياً، ويصل فيها عدد الأّسرة إلى نحو 43 ألفاً.
وستكون الفنادق في قطر أحد خيارات ضيوف المونديال للإقامة والمبيت، إلى جانب الشقق والوحدات السكنية الموزعة داخل العاصمة، وكذلك الخيم الصحراوية، والسفن السياحية التي ستوفر أكثر من 5000 غرفة فندقية عائمة.
وتتوقع قطر استقبال أكثر من مليون مشجع من جميع دول العالم لمتابعة مباريات أول بطولة لكأس العالم تقام في فصل الشتاء وقبل موسم أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية.
أكد وزير البلدية القطري "عبد الله السبيعي" أن قطر أول دولة في العالم تستضيف كأس العالم وجميع مدنها مدن صحية، ومطابقة لمعايير منظمة الصحة العالمية، وحاصلة على شهادة الاعتماد الصحي.
وقال "السبيعي"، خلال استضافته يوم الجمعة الماضي على قناة "الكأس" الرياضية القطرية، إن "التجهيز لاستضافة كأس العالم مرّ بمراحل عدة وبالتحديد منذ إعلان فوز قطر باستضافة البطولة عام 2010، فقد بدأ العمل منذ ذلك الوقت ولم نكن لنصل إلى ما وصلنا إليه لولا كل تلك الجهود المُتضافرة عبر السنوات الماضية".
وأضاف وزير البلدية "وصلنا إلى مرحلة الاستعداد لتشغيل الحدث (كأس العالم فيفا قطر 2022)"، لافتًا إلى "اعتماد جميع مدن وبلديات قطر مدنا صحية من منظمة الصحة العالمية لتكون قطر أوّل دولة في العالم جميع مدنها مطابقة لمعايير المدن الصحية، وذلك وفق أكثر من 80 معيارا، مما يعني مطابقة تلك المدن لمعايير الصحة والاستدامة".
وكشف أن الوزارة جهزت 8 شواطئ عامة وعائلية الشهر القادم، وتضم مرافق وخدمات رئيسة من أجل الزوّار.
مكاسب قطر الاقتصادية من كأس العالم:
عما تأمله قطر من بطولة كأس العالم، يقول الدكتور "سهيل محمود" إن صادرات النفط والغاز تعد ركيزة اقتصاد قطر، التي تمتلك ثالث أكبر احتياطي غاز طبيعي في العالم، وتعد من أكبر الدول المصدرة للنفط.
ورغم أن الموارد الطبيعية أسهمت في رخاء البلاد، فإن قوى السوق التي تهيمن على صادرات المواد الهيدروكربونية تسفر عن تقلب في الإيرادات؛ وبالتالي تهدف قطر إلى زيادة حجم اقتصادها الذي لا يعتمد على الطاقة، حيث تطمح إلى أن تصبح مركزا تجاريا وسياحيا في المنطقة.
وتعد استضافة كأس العالم أمرا أساسيا لتحقيق هذا الطموح؛ ففي الفترة بين 2013 و2018 نقص نصيب المواد الهيدروكربونية في إجمالي الناتج المحلي من 55% إلى 39%؛ مما يعكس زيادة الإنفاق المرتفع المرتبط بالاستعدادات لكأس العالم، ودعمت البطولة التطورات في القطاعات الحيوية غير المرتبطة بالطاقة، وسيكون نموها المتواصل أولوية بالنسبة لقطر بعد نهاية كأس العالم.
ورغم المكاسب المحتملة من وراء كأس العالم، فإن الفعاليات الرياضية الدولية الكبرى تحقق مردودات سيئة بالنسبة لاستثمارات الدولة المضيفة لها، وتشير التوقعات إلى أن اقتصاد قطر سينمو بنسبة 3.4% عام 2022 و2023، بفضل زخم كأس العالم، ولكنه سينخفض إلى 1.0% بحلول عام 2024.