جسر القرم وأهميته الاقتصادية والاستراتيجية… تعرف على السيناريو المحتمل لأسعار الذهب

08/10/2022

أعلنت السلطات الروسية عن وقوع تفجير باستخدام شاحنة مفخخة على جسر كيرتش الذي يربط شبه جزيرة القرم بأراضيها، إذ أدى الانفجار إلى دمار وانهيار جزئي في مساري عبور السيارات، مما تسبب في شلل حركة النقل.

وقد قدّر الاتحاد الروسي لشركات التأمين قيمة الأضرار التي لحقت بجسر القرم بسبب الحادث، أنها بين 200 و500 مليون روبل (4 ملايين-10ملايين دولار).

بينما وصف مستشار الرئيس الأوكراني، التفجير بأنه "البداية"، وقال إن "كل شيء غير شرعي يجب تدميره".

بدوره، قال "أوليغ موروزوف"، نائب رئيس مجلس الدوما في تصريح لوكالة سبوتنيك الروسية "إن حربا خفية تشن على روسيا وإن الهجوم الإرهابي المعلن منذ فترة طويلة على جسر القرم لم يعد مجرد تحدٍ بل هو إعلان حرب بلا قواعد".

أهمية جسر القرم:

يُعدّ جسر كيرتش -الذي افتتحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مايو/أيار 2018 والممتد على طول 19 كيلومترا- مشروعا ضخما ومكلفا استغرق بناؤه عامين لربط روسيا بشبه جزيرة القرم، ويرمي إلى الحد من عزلة شبه الجزيرة بعد 4 سنوات على ضمها من قبل الاتحاد الروسي.

في هذا الصدد يقول الباحث والخبير الروسي "تيمور دويدار"، إن "الجسر المبني فوق مضيق كيرتش الذي يربط القرم بروسيا يتمتع برمزية بالغة بطبيعة الحال، والآن هو يحظى بأهمية عسكرية مضاعفة كونه حلقة الوصل بين المنطقة العسكرية الجنوبية للقوات الروسية مع القوات بشبه جزيرة القرم."

ويضيف الخبير: "علاوة على ذلك هو يتمتع بأهمية تجارية واقتصادية حيث تضخ عبره استثمارات روسية هائلة، وهو قبل كل ذلك يشكل رمزا لاستعادة الوحدة بين شبه الجزيرة والوطن الروسي الأم".

هذا وتشير تقديرات إلى أن تكلفة بناء الجسر بلغت 3 مليارات دولار. وبالنسبة لسكان القرم الروس، يعد هذا الجسر "شريان الحياة" يربطهم بوطنهم الأم.

السيناريو المتوقع لأسعار الذهب مع تصاعد التوترات:

قبل حادثة جسر القرم، وبسبب فشل المعدن الثمين في الإغلاق عند مستويات أعلى من 1700 دولارًا للأونصة، أوضح محللو بنك "كريدي سويس" أنهم يتوقعون تعرض الذهب لضغوطات هبوطية قوية خلال الربع الرابع، وعلى المدى القصير.

وأشار كريدي سويس بأن تلك الضغوطات على أسعار الذهب كانت ستقل في حال أغلقت التداولات هذا الأسبوع فوق 1724 دولارا للأونصة.

وأضاف كريدي سويس أنه يلاحظ أن مستويات الدعم التالية سوف تظهر عند 1620، ثم 1560 دولار أمريكي، وإذا هبطت دون ذلك، فقد تختبر مستوى الدعم عند 1451 دولارا.

هذا السيناريو المذكور أعلاه هو الشكل النموذجي لحركة الذهب، لكن لو أدى تفجير الجسر إلى سلسلة من التوترات التي تؤجج نيران الحرب في المنطقة، حينها لن يحترم الذهب النماذج والتحليلات الفنية وسيرى صعودًا عنيفًا بسبب تدفق الأموال نحو الملاذ الآمن كما يحدث عادةً في أوقات الأزمات والحروب.

لذلك فإن الرهان على صعود الذهب حاليًا متعلق بردة الفعل الروسية، وما إذا كانت ستهب رياح عكسية تُدخِل العالم في دوامة النزاع الروسي – الأوكراني مجددًا؛ علمًا أن الذهب انخفض سابقًا على الرغم من استمرار الحرب بسبب برود جبهات الصراع نسبيًا بعدما تبين أن الأطراف المتنازعة تخوض الحرب بنفسٍ طويل.

شارك رأيك بتعليق

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات متعلقة: