ارتفاع قريب قد ينتظر الذهب مع تقهقر يبديه الدولار

رغم معاناة مستثمري الذهب معظم الوقت خلال عام 2022، خاصة بعد قرارات الفيدرالي المتتالية برفع الفائدة، لا تزال معنويات المستثمرين مرتفعة نسبيًا تجاه المعدن الثمين. ويستخف بعض محللي الأسواق بقوة الدولار معتبرين أنه سيرى ارتدادًا قويًا لصالح الذهب في وقتٍ قريب.

شاهدنا جميعًا كيف تعرض الذهب لضغوط سلبية في سبتمبر/ أيلول وخلال الربع الثالث من هذا العام، مع رفع الاحتياطي الفيدرالي معدل الفائدة 75 نقطة أساس للشهر الثالث على التوالي إلى نطاق 3% و3.25%.

حيث انخفض الذهب بحوالي 3% في إجمالي شهر سبتمبر/ أيلول، كما هبط بنسبة 7.5% في الربع الثالث من هذا العام، وسط توقعات بمزيد من عمليات رفع الفائدة حتى بداية العام المقبل.

وكانت قصة الذهب لتبدو مأساويةً أكثر لولا تقهقر الدولار وانخفاضه من أعلى مستوياته في أكثر من 20 عام، أي من قمة 115 نقطة مقابل سلة من العملات الرئيسية خلال الأيام الماضية.

أما عن تداولات اليوم فقد بدأ الذهب بارتفاع ملحوظ ثم عاد إلى حالة من الاستقرار، وكذلك الدولار ما زال يتم تداوله عند مستويات أدنى من 115 نقطة القياسية التي فشل بالصمود عندها، وقد شهد مؤشر الدولار انخفاضًا أيضًا في افتتاح تداولات اليوم.

الذهب سيرتد مجددًا:

قال الخبير المخضرم "نيكي شيلز"، إنه يرى مكانًا لسطوع بريق الذهب من جديد، إذ سيرتد مقابل الدولار الأمريكي الذي تبدو قيمته مبالغًا فيها. وأشار الخبير إلى أن الدولار قد ارتفع بنسبة 7٪ خلال الـ 12 يومًا الماضية، مما قد يدل على انفجار القمة الفني.

في الوقت نفسه، بعد انخفاضها إلى أدنى مستوى جديد لها في عامين، شهدت أسعار الذهب ارتدادًا قويًا فوق 1650 دولارًا للأونصة.

وأضاف الخبير: "الآن، من الواضح أننا لا نعرف ما إذا كان الدولار الأمريكي قد بلغ ذروته بالفعل أم لا؛ ويمكن أن يمتد بشكل خاص بالنظر إلى قوة الاتجاه الهابط في أوروبا إلى الشتاء، وذلك من منظور هيكلي."

وتابع قائلًا: "أما من الناحية الفنية وفي ضوء السياق التاريخي، فالدولار الأمريكي أقرب إلى نهاية صعوده؛ والذهب يقترب من قاعه".

وأشار "شيلز" إلى أنه تاريخيًا، عندما بلغ الدولار الأمريكي ذروته، ارتفعت أسعار الذهب بنحو 6٪ في الشهرين التاليين.

ما الذي يحدد قمة الدولار؟

فيما يتعلق بما يمكن أن يشير إلى قمة في الدولار الأمريكي، سيتعين على المستثمرين مراقبة مدى تشدد بنك الاحتياطي الفيدرالي في سياسته النقدية. ففي الأسبوع الماضي، أشار البنك المركزي الأمريكي إلى أن دورة التشديد الحالية قد تبلغ ذروتها عند 4.6٪ العام المقبل.

ومع ذلك، قال "شيلز" إن الضغط المتزايد في أسواق العملات قد يجبر مجلس الاحتياطي الفيدرالي على اتخاذ موقف أقل تشددًا في اجتماعه المقبل هذا الشهر.

ويرى الخبير أنه "على الرغم من تراجع العولمة المستمر، لا يمكن لمجلس الاحتياطي الفيدرالي أن يتصرف من جانب واحد أو يدير السياسة النقدية في الفراغ؛ فمن المحتمل أن تحدث حوارات بين القنوات الخلفية، وخاصة حلفاء مجموعة العشر مثل المملكة المتحدة وبنك الاحتياطي الفيدرالي. لذلك هناك الآن احتمال متزايد لزيادة قدرها 50 نقطة أساس فقط هذا الشهر، وهي أقل من توقعات الأسواق".