قواعد وأصول الاستثمار بالذهب... 6 نقاط لا تشتري غرامًا واحدًا دون معرفتها

01/10/2022

من بين كافة الأصول في أسواق البورصة والسندات والسلع والعملات، يعتبر الذهب هو الأكثر شهرةً وقابليةً للاستثمار والتداول بالنسبة للجميع. وهو أيضًا مخزن ممتاز للقيمة، فالمعدن الأصفر الثمين قد ينخفض وقد يرتفع لكنه لن ينهار أبدًا... ببساطة الذهب سيبقى ذهبًا.

في الاتجاه المقابل، فإن الاستثمار في الذهب يحتاج إلى مراعاة أصول ومبادئ معينة، سنقوم بسردها عليكم بطريقة "سؤال وجواب"، مستفيدين من نصائح خبراء مخضرمين، أبرزهم المختص في مجال الذهب والمعادن "رجب حامد".

أولًا: متى وإلى متى ترغب بالاستثمار في الذهب؟

لا يوجد جواب واحد على سؤال: "متى يجب أن أشتري الذهب؟"، فالأمر متعلق أولًا بالهدف من استثمارك؛ هل هو تخزين وتحوط لسنوات بعيدة، أم أنه ملاذ آمن إلى حين نهاية أزمة معينة؟

إذا كانت أهدافك من الاستثمار بعيدة الأمد فلن يكون وقت الشراء أهم أولوياتك، فعلى سبيل المثال، من استثمر في المعادن بداية عام 2019 كانت الأونصة 1490 دولارا، ومن اشترى بداية 2018 كانت 1280 دولارا، وحاليا الأونصة عند مستويات 1660.

العبرة هي أن الذهب على المدى البعيد يرتفع بشكل مستمر بغض النظر عن تذبذباته، لكن على المقدم على الاستثمار في الذهب البدء بكميات متدرجة حتى يفهم السوق وأسسه، ويحدد هدفه الذي يرغب في تحقيقه.

أما إذا كنت تشتري الذهب ملاذًا آمنًا، فلدينا نصيحة واحدة لك: "اطمع حين يخافون وتراجع حين يطمعون".

ثانيًا: هل الذهب هو بالفعل أصل آمن وقليل المخاطرة؟

الفكرة القديمة أن الذهب استثمار ثقيل بعوائد قليلة، وهو قليل المخاطر أو معدوم المخاطر؛ لكن هناك عامليْن في حال الاهتمام بهما تكون المخاطر قريبة من صفر:

النقطة الأولى أن تكون المشتريات هي الذهب الفعلي يدا بيد، وأن يشتري المستثمر بالإمكانيات المتوفرة لديه حاليا، وعدم اللجوء إلى الاقتراض؛ لأن الذهب والمعادن حتى لو انخفضت قيمتها في وقت ما، فإنها تعاود الصعود مرة أخرى ما يجعلها الأكثر أمانا في مجال الاستثمار على الإطلاق.

أما النقطة الثانية: فأن يكون شراء الذهب هادفًا للتخزين وليس للمضاربة، فإذا حاولت المضاربة ستزداد فرص الربح والخسارة على حد سواء.

ثالثًا: هل سوق الذهب هو أيضا عرضة للتكهنات تماما كغيره من السلع؟

الذهب سلعة في البورصات، فهو يخضع لقاعدة العرض والطلب، ويتأثر بالأحوال الاقتصادية المختلفة، والتكهنات دائما ما تذهب إلى التذبذب، فإذا سألت أحدا يقول لك إن الذهب دائما في صعود على المدى الطويل؛ لكن على المدى القصير، الأمور تختلف، فيتم قياس أسعار الذهب والمعادن على المدى القصير من خلال عوامل تحليلية لوضع السوق ومدى التداول ونقاط الدعم والمقاومة.

القاعدة الثابتة أن على المدى المتوسط والبعيد يكون الذهب في صعود، أما القريب فيخضع للعديد من المتغيرات؛ لكن عند دراسة السوق، وانتهاز الفرص يمكن أن يحقق الشخص أرباحا كبيرة في الاستثمار على المدى القصير، والفضة تخضع لمعايير الذهب نفسها، وإن كانت نسبة التذبذب فيها أعلى، فلو كان الذهب تحرك 2% صعودا، فإن الفضة تتحرك من 4% إلى 5% صعودا.

خيارات الراغبين في الاستثمار في الذهب والمعادن محدودة فيمكنهم شراء الأصول المادية، أو صناديق الاستثمار المتداولة، أو المتاجرة بالعقود الآجلة. أي هذه الخيارات مناسبة وأكثر فاعلية؟

يجيب الخبير: "كل هذه الخيارات تحقق الأرباح والعوائد؛ لكن من خلال متابعتي في الفترة الأخيرة، فإن الناس تميل إلى الأصول لعدة أسباب، ففي فترة كورونا لاحظنا الناس يتجهون بقوة إلى شراء الأصول، والذهاب بها إلى منازلهم لحرية التصرف". لذلك فإن شراء الذهب بشكله المادي هو الأكثر رواجًا وربما الأفضل.

رابعًا: ارتباط الذهب مع الدولار والنفط

في السابق كانت هناك صورة واضحة، حيث كانت علاقة الدولار بالذهب عكسية، فكلما ارتفع الدولار قلت أسعار الذهب وكذلك العكس، والعلاقة مع النفط كانت طردية.

حاليًا، نحن نعلم أن هناك بورصة عالمية بها سيولة كبيرة، والسيولة دائما تذهب إلى الأقوى، فإذا رأيت مؤشرات صعود للنفط أو الدولار، فالمستثمرون سيذهبون إلى الأقوى بأن يتركوا الذهب، ويستثمروا في النفط والدولار والعكس، هذه علاقات تحدث بنسبة كبيرة، وغالبا ما يكسر الذهب كل القواعد في عملية الصعود، وعندما توجد أي مخاوف سياسية أو اقتصادية يذهب الجميع إلى الذهب.

خامسًا: هل يصلح الذهب لأصحاب رؤوس الأموال المتواضعة؟

قديما كان الذهب للأغنياء فقط، عندما كان هناك اقتران بين الاستثمار في الذهب بالكيلو، وهذه وحدة كبيرة للغاية بالنسبة لصغار المستثمرين، فالكيلو يصل سعره إلى مبلغ خيالي بالنسبة للبعض، وكان الشخص إذا طلب نصف أو ربع كيلو، واجه صعوبةً في الحصول عليه؛ لكن الآن الأمور اختلفت كثيرا، فيمكن أن تصل وحدة البيع إلى غرام واحد أو أقل.

ومن الصعب حاليا أن تجد بيتا في العالم لا يملك ذهبا، وبدأ التجار بتنويع العرض، فإذا كان شخص يرغب في الاستثمار في الذهب، ولا يمتلك أموالا كافية، فهناك وسائل سهلة مثل الليرة الذهب والسبيكة، وتناسب كافة الإمكانيات المالية.

كلما زاد رأس المال طبعا كلما زاد الربح، فضلا عن وجود شاشات شراء إسلامية، فبدلا من أن تذهب وتشتري الذهب يتم فتح حساب لدى إحدى الشركات، ويتم شراء الغرام، وعندما ترتفع أسعار الذهب يبيعه... الاستثمار في الذهب حاليا باب مفتوح وسقف مرفوع، فيستطيع الفرد الشراء بأي كمية.

سادسًا: هل الذهب يحمي دائمًا من التضخم؟

هناك قواعد أساسية بنيت عليها هذه التجارة، هي الذهب ضد التضخم، الذهب ملاذ آمن، الذهب مخزن للقيمة، هذه القواعد منتشرة بشدة منذ عشرات السنين، وهي قواعد فعلية، وليست شعارات، فإذا شاهدت ارتفاع الدولار وانخفاضه، وارتفاع التضخم وانخفاض القوة الشرائية للعملات؛ مما يؤكد بالفعل أن هذه الشعارات واقعية، فتحويل الثروات إلى الذهب يعني أنها في مأمن كامل وضمان الحفاظ على القوة الشرائية.

ولكننا – ورغم القناعة التامة بقاعدة الذهب ضد التضخم – لا نستطيع أن نضمن أن الذهب يمكن أن يصمد أمام سياسات الدول الكبرى المتلاعبة، فإذا قرر الفيدرالي الأمريكي على سبيل المثال التلاعب بالأسواق، والتسبب بحالة مصطنعة من الركود أو التضخم خلال وقت قصير، حينها لن يكون منا لممكن التنبؤ بردة فعل الذهب على المدى المتوسط.

شارك رأيك بتعليق

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات متعلقة: