جاء في تقرير حديث نشرته شركة دولية مختصة، أن أسعار العقارات في إسطنبول والعاصمة التركية أنقرة وإزمير سجلت زيادةً كبيرة في الأشهر الماضية.
وأشار التقرير إلى أن الأسعار كانت مؤخرًا أعلى من العقارات الموجودة في دول أخرى من بينها ولاية ميامي الأميركية، ما يعني أن سوق العقارات في تركيا يتأثر جداً بمعدلات التضخم التي تجاوزت أكثر من 80% للمرة الأولى منذ العام 1998.
تصدر عالمي لتركيا من حيث غلاء العقارات:
بحسب نتائج مؤشر أسعار المساكن العالمية الصادر عن وكالة الاستثمارات العقارية الدولية، فقد احتلت إسطنبول وإزمير وأنقرة المراتب الثلاث الأولى من بين 150 مدينة في ترتيب زيادة أسعار المساكن خلال الربع الثاني من عام 2022 الجاري.
وتعليقاً على هذه النتائج المربكة، أشار أكاديمي تركي وخبير في تحليل اقتصاد العقارات إلى أن "غلاء أسعار العقارات هو أمر تشهده مختلف المدن التركية، حيث لا يتوقف الأمر فقط على إسطنبول وأنقرة وإزمير".
وقال الأكاديمي التركي المعروف "أحمد بويوك دومان"، في حديثٍ لوكالة إعلام عربية شهيرة، إن "أسعار العقارات ارتفعت في مختلف المدن التركية جراء ارتفاع معدّلات التضخم في البلاد، وقد أدى ذلك إلى وضع المدن التركية في مقدّمة مدن العالم التي ارتفعت فيها أسعار العقارات".
وأشار إلى أن "تراجع الليرة التركية أمام العملات الأجنبية جعل سوق العقارات ملاذاً آمناً للحفاظ على قيمة الأصول الثابتة، إذ يعد هذا الأمر سبباً آخر لارتفاع أسعار العقارات في البلاد".
ووفق الخبير التركي، لم ترتفع أسعار العقارات في تركيا بشكلٍ كبير مقارنة بقيمتها بالعملات الأجنبية، إلا أنها ارتفعت بالعملة المحلية بشكلٍ ملحوظ كما هو الحال في إسطنبول وأنقرة وإزمير، وذلك على خلفية ارتفاع معدلات التضخم التي أدت بدورها إلى رفع تكاليف البناء بعد تراجع الليرة التركية.
ألا يجب أن تتأثر أسعار العقارات سلبًا بالظروف السياسية؟
نفت شركة استثمارات عقارية تعود ملكيتها لرجل أعمالٍ سوري يعيش في إسطنبول أن تتأثر سوق العقارات بالظروف السياسية الراهنة في تركيا، كاستعداد التحالف الحاكم للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة والتي ستشهدها البلاد في يونيو/ حزيران من عام 2023 القادم.
ومع تراجع الليرة التركية أمام الدولار الأميركي، ارتفعت معدلات بيع العقارات في تركيا للأجانب خصوصاً في المناطق السياحية في إسطنبول ومدن أخرى تقع شمال غربي البلاد، مما يُفترض أن يعني زيادةً في العرض، لكن هذه الزيادة لم يقابلها انخفاض بالسعر بل على العكس.
في الاتجاه المقابل فإن تراجع الليرة ساعد بعض اللاجئين في تركيا على شراء العقارات عوضاً عن استئجار المنازل، رغم أن السلطات لا تسمح لهم بتسجيلها بأسمائهم، لذلك يعتمد القسم الأكبر من السوريين المقيمين منذ سنوات في تركيا بمسألة تسجيل العقارات على أقاربهم الذين حصلوا على الجنسية التركية.
وإلى جانب السوريين، قام عدد كبير من الإيرانيين بشراء العقارات في عددٍ من المدن التركية بينها إسطنبول وأنقرة وإزمير، لكن ترتيبهم لم يأتِ في الصفوف الأولى، في حين يحتل العراقيون المرتبة الأولى من بين الجنسيات العربية التي اشترت عقاراتٍ في تركيا خلال آخر عامين، وفق ما تظهر احصاءات تركيّة شبه رسمية.
ويلي العراقيون، الروس والبريطانيون والألمان والأفغان. وهؤلاء جميعاً يشترون عقارات بشكلٍ أساسي في إسطنبول وأنطاليا وأنقرة وموغولا.