مع كل هذه التوقعات بشأن استمرارية تشدد الفيدرالي في رفع الفائدة، نتج عن ذلك أن أغلب الأسواق عززت من الفرضية القائلة بأن الذهب سيشهد هبوطًا قويًا بفعل هذا التشدد في الفترة القادمة.
لكن في الاتجاه المقابل، عدلت وكالة "فيتش" رؤيتها لأسعار المعادن، بما يعكس تطور توقعات النمو الاقتصادي وديناميكيات العرض والطلب في ظل الاضطرابات الخطيرة التي تشهدها وستشهدها الأسواق الفترة الحالية والقادمة، وتوقعت بأن يشهد الذهب انتعاشة ولكن سيعاود الهبوط مرة أخرى.
صعود لافت وهبوط مدوي:
أظهر تقرير الوكالة أن الاستثمار في المعدن الأصفر كملاذ آمن ذو جدوى ولكن على المدى القصير، خاصة في ظل عدم الاستقرار الجيوسياسي والضغوط التضخمية، إذ تتوقع الوكالة قفزة سريعة في أسعار الذهب نحو الـ 1800 دولار هذا العام بالرغم من تهاوي الأسعار في الآونة الأخيرة بفعل قوة الدولار المتنامية.
ولكن – يستدرك التقرير – من المتوقع أن يسقط الذهب بداية من العام القادم، وأن القفزة المفاجئة في الأسعار لن تستمر طويلاً، حيث رجحت الوكالة أن يصل لمستويات الـ 1600 دولار في 2023، في ظل توقعاتها بانخفاض هذه التوترات واستمرار تنامي قوة الدولار.
على عكس توقعات الجميع:
في السياق ذاته، جاء "لوك ألكسندر"، الرئيس التنفيذي لشركة تعدين الذهب "Newcore Gold Ltd " برأي يخالف التوقعات هو الآخر ويتماشى مع توقعات الوكالة على المدى القصير وقال: "إن رفع أسعار الفائدة الفيدرالية أدى إلى ضغط هبوطي على سعر الذهب، لكن الذهب سينفجر في النهاية بقوة".
وذكر "ألكسندر" أنه مع رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، سيستمر الدولار الأمريكي في الأداء الجيد، وهو ما سيكون "عبئًا كبيرًا على الذهب".
وأضاف: "عندما تبدأ التوقعات في التغيير، أعتقد أن هذا هو الوقت الذي سنبدأ فيه في رؤية أداء قوي للذهب، ويمكن أن تكون خطوة عدوانية للغاية نحو الاتجاه الصعودي."
وقال أيضًا: "الذهب مقدر بأقل من قيمته، وذلك من حيث الزخم الذي أراه في الأشهر الستة المقبلة، ومن حيث بدء التضخم في التراجع، وكذلك بعض التوترات التي ما زلنا نشهدها في جميع أنحاء العالم التي، فكما نعلم جميعًا أن الذهب ينشط ويرتفع أوقات الكوارث، الأمر الذي يجعل صعود الذهب حتميًا".
وعلى الرغم من كون الذهب ملاذا آمنا للعملة للتحوط ضد المشكلات الاقتصادية والتضخم، إلا أن رفع أسعار الفائدة يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الثمين، حيث يقبل المستثمرون على زيادة حيازاتهم من الدولار على حساب الذهب عديم العائد.
الذهب الآن:
شهدت أسعار الذهب تذبذبًا لافتًا يوم أمس الأربعاء، واستقرارًا خلال تعاملات يوم الخميس بعد الخسائر الكبيرة التي شهدتها عقود السبائك أمس عقب صدور قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن رفع أسعار الفائدة وتصريحات محافظ البنك "جيروم بأول" بمؤتمر السياسة النقدية بعدها.
أما حاليًا فيتم تداول الأونصة عند مستويات 1675 دولار، علمًا أنها وصلت البارحة في ذروة انخفاضها إلى حوالي 1655 دولارًا.