انخفض الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأميركي، في تداولات يوم أمسٍ الجمعة، إلى أدنى مستوى له منذ حوالي 4 عقود (تحديدًا 37 عامًا)، وإلى أدنى مستوى في 17 شهرًا مقابل اليورو، بعد أن أدت الأرقام الأضعف من المتوقع لمبيعات التجزئة إلى زيادة المخاوف بشأن صحة الاقتصاد البريطاني.
في التفاصيل، فقد هبط الجنيه في ذروة انهياره أكثر من 1٪ مقابل الدولار إلى 1.1351، وهو أدنى مستوى له منذ العام 1985، وتسارع انخفاضه بمجرد تجاوزه أدنى مستوى في 37 عامًا الأسبوع الماضي.
بينما ارتفع سعر اليورو مقابل الإسترليني إلى 87.66 بنسًا، وهو أعلى مستوى منذ فبراير(شباط) 2021.
وجاءت الصفعة الأحدث للإسترليني من بيانات صدرت يوم أمس، وأظهرت أن مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة انخفضت بأسرع وتيرة خلال 8 أشهر في أغسطس(آب) الماضي، فيما أجبر تفاقم أزمة ارتفاع تكلفة المعيشة وانخفاض الثقة، المستهلكين، على الحد من الإنفاق.
ماذا يحدث في بريطانيا؟
يشرح "جون هاردي"، رئيس استراتيجية العملات الأجنبية في ساكسو بنك أن "الخلفية الطاحنة لكل ما يحدث تلقي بثقلها على الجنيه الإسترليني، حيث تدير المملكة المتحدة هذه العجوزات الخارجية الهائلة والمخاطر المحيطة بسياسات رئيسة الوزراء الجديدة التي تضاف إلى ذلك".
وقد أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة "ليز تراس"، الأسبوع الماضي، عن وضع حد أقصى لفواتير الطاقة لمدة عامين للتخفيف من الصدمة الاقتصادية للحرب في أوكرانيا، بإجراءات من المرجح أن تكلف البلاد ما يزيد عن 100 مليار جنيه إسترليني (115 مليار دولار).
ومن المقرر أن يصدر وزير المالية البريطاني "كواسي كوارتنج"، بيانًا ماليًا هذا الشهر لشرح كيفية تمويل الخطة، ومن المتوقع أيضًا أن يوضح كيف ستُقدم التخفيضات الضريبية التي وعدت بها "تراس" خلال حملتها لقيادة حزب المحافظين.
بدوره، قال "ديريك هالبيني"، المحلل لدى بنك "إم يو إف جي" الياباني: "بيانات مبيعات التجزئة التي صدرت قبل قليل سيئة، وسينخفض سعر صرف الاسترليني مقابل الدولار في ظل ظروف زيادة تقلب سوق المال".
ومعظم اضطرابات السوق سببها معدل مرتفع جدا للتضخم في المملكة المتحدة هو الأعلى بين مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى.
وكانت بنوك استثمار توقعت أن يواصل الجنيه الإسترليني تراجعه إلى مستويات متدنية أمام الدولار فيما تبقى من العام الجاري، وخلال العام المقبل، ليقترب من مستوى التعادل مع العملة الأميركية.
وقال المدير التنفيذي لشركة المتداول العربي "أحمد عياد"، إنه "مع إصرار بنك إنجلترا على عدم تشديد السياسة النقدية بقوة على غرار الفيدرالي الأميركي والبنوك المركزية الكبرى، فقد يعتبر ذلك هو العامل الأهم الذي سيجعل الإسترليني يسجل خسائر قوية أمام الدولار، وربما قد نشاهد نقطة التعادل بين العملتين في المستقبل القريب".