كشف تقرير جديد نقلته وكالة CNBC عن شركة سويسرية شهيرة تقوم بتتبع شحنات النفط، أن بعض الدول التي تدعي مقاطعة النفط الروسي، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تستورد هذا النفط فعليًا عن طريق الهند.
ووفقاً لما أكدته بيانات شركة Petro-Logistics، فقد قفزت واردات الهند من روسيا بشكل هائل هذا العام، إذ استفادت المصافي الهندية من الخصم على براميل النفط التي تجنبها الغرب بعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية.
وللاستدلال على ذلك الارتفاع الهائل، ذكر التقرير أن الهند استوردت بالمتوسط 583 ألف برميل يومياً من روسيا، في الفترة بين أبريل/ نيسان وحتى يونيو/ حزيران، مقارنة بـ 36 ألف برميل يومياً فقط في 2021.
واللافت في الأمر أن هذه الزيادة تزامنت مع زيادة موازية لصادرات الهند من النفط، التي رجح التقرير أن أغلبها من الخام الروسي. وهذه البيانات تؤكد بما لا يدع مجالًا للصدفة أو الشك، أن بعض الدول المقاطعة للنفط الروسي تحصل عليه من الباب الخلفي.
وعلى الرغم من صعوبة إثبات أن النفط الخام الذي تستورده الولايات المتحدة من الهند يحتوي على نفط روسي، لكن التقرير يفترض أن البيانات يمكن أن تعطي صورة قوية حول المكان الذي انتهت إليه الصادرات الهندية.
وبحسب التقديرات فإن إجمالي الصادرات الهندية من النفط التي قد تضم الخام الروسي بلغت 308 آلاف برميل يومياً من أبريل/ نيسان وحتى يونيو/ حزيران، وعلى الأرجح أن 37% من تلك الصادرات اتجهت إلى دول تفرض العقوبات على روسيا.
وكانت الولايات المتحدة فرضت حظرًا تامًا على النفط الروسي، فيما اتجهت دول أخرى لفرض عقوبات دون تطبيق حظر النفط من موسكو بشكل مباشر.
اقتصاد أوروبا ينهار من عطش الطاقة:
بينما تقف أمريكا على قدميها بالدولار القوي وتستورد النفط الروسي من الهند، تشير كافة المعطيات إلى أن الاقتصاد الأوروبي ليس على ما يرام.
في آخر المستجدات، صرح "ألكسندر نوفاك"، وهو نائب رئيس الوزراء الروسي لقطاع الطاقة، بأن الانهيار في سوق الطاقة الأوروبي لم يصل إلى نهايته وقد يمتد إلى الشتاء مع زيادة أسعار الغاز. وقال إن سياسة أوروبا "قصيرة النظر" تسببت في انهيار أسواق الطاقة الأوروبية.
وأضاف: "هذه ليست النهاية لأننا لا نزال في موسم دافئ ولا يزال الشتاء أمامنا وهناك كل أنواع الأشياء التي لا يمكن التنبؤ بها". لكنه شدد على أن استمرار ارتفاع الأسعار هي مسألة غير مستبعدة.
وكانت شركة الطاقة الروسية غازبروم أعلنت توقف نقل الغاز تمامًا عبر خط نوردستريم 1 بسبب تسرب نفطي. وعلى وقع ذلك هبط سعر اليورو، اليوم الاثنين، تحت 0.99 دولار وذلك، وهو الأمر الذي أثار غموضًا شديدًا بآفاق الاقتصاد الأوروبي.
وسجل الدولار الأمريكي أعلى مستوى له منذ 20 عاما أمام سلة من العملات الرئيسية، اليوم الاثنين، في حين كان الجنيه الإسترليني واليورو أكبر الخاسرين بعد أن أثار وقف روسيا لإمدادات الغاز الأوروبية مخاوف بشأن أسعار الطاقة والنمو. حيث تراوح مؤشر الدولار عند مستوى 110 نقاط أمام العملات الرئيسية الأخرى.
وتوقع بنك "جولدمان ساكس" أن يرفع البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في اجتماعه الأسبوع القادم، بعد صدور بيانات التضخم.
ويعتبر معدل التضخم الحالي أعلى بأكثر من أربعة أضعاف هدف المركزي الأوروبي البالغ 2 بالمئة، ومن المتوقع أن يستمر في الارتفاع مع زيادة تكاليف الطاقة التي تضعف القوة الشرائية للمستهلكين، وتباطؤ النمو.