تتحدث تقارير إعلامية ومصادر مطلعة عن توجه نظر الغرب نحو إيران الغنية بالنفط والغاز في سبيل إيجاد بديل سريع لموارد الطاقة الروسية قبل حلول فصل الشتاء وتحقق السيناريو المأساوي بالانتقام الروسي.
وقد رجح تقرير اقتصادي نقلته "بلومبيرغ" يوم الأحد الماضي، أن يحل النفط الإيراني محل الخام الروسي في أوروبا بشكل أسرع، إذا تم رفع العقوبات عن طهران في حال تم إحياء الاتفاق النووي مع القوى الغربية.
واعتبر التقرير أنه ”في حالة التوصل إلى اتفاق نووي ورفع العقوبات الأمريكية عن إيران، فمن المحتمل أن يدخل النفط الإيراني الأسواق العالمية بشكل أسرع من المتوقع ويعوض انخفاض مبيعات النفط الروسي في أوروبا“.
وأضاف: ”على الرغم من أنه من غير المتوقع أن يصل إنتاج النفط الإيراني وصادراته إلى مستوى حقبة ما قبل العقوبات بحلول ذلك الوقت، إلا أنه يمكن أن يعوض جزئيًا الانخفاض في واردات أوروبا النفطية من روسيا“.
تطورات جديدة بخصوص إحياء الاتفاق النووي:
بحث قادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، هاتفيا الأحد، المفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية.
وقال البيت الأبيض في بيان نشر على موقعه الإلكتروني، إن الرئيس "جو بايدن" تحدث هاتفيا مع الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، والمستشار الألماني "أولاف شولتز"، ورئيس الوزراء البريطاني، "بوريس جونسون".
وأضاف البيان أن قادة الدول الأربعة "ناقشوا المفاوضات الجارية حول برنامج إيران النووي، والحاجة إلى تعزيز الدعم للشركاء في منطقة الشرق الأوسط والجهود المشتركة لردع وتقييد أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة".
كما كشفت وكالة "الجزيرة" القطرية تفاصيل المقترح الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، ويتضمن 4 مراحل وفترتين زمنيتين، تستغرق كل منهما 60 يوماً.
تأتي هذه التطورات في حين تتوجه الأنظار نحو واشنطن لمعرفة موقفها النهائي من الرد الإيراني على المقترح الأوروبي، حيث قدمت إيران بعض الضمانات والتنازلات وقالت إن ذلك هو "أقصى ما يمكن تقديمه".
ونقلت الوكالة، عن مصادر وصفتها بالمطلعة، يوم الجمعة الماضي، تأكيدها أن اليوم الأول بعد توقيع الاتفاق سيشهد رفع العقوبات عن 17 بنكاً و150 مؤسسة اقتصادية في إيران، على أن تبدأ الأخيرة من اليوم الأول لتنفيذ الاتفاق بالتراجع التدريجي عن خطواتها النووية.
وبينت المصادر أن تنفيذ الاتفاق سيتزامن مع الإفراج عن 7 مليارات دولار من أموال إيران المجمدة في كوريا الجنوبية.
وأوضحت أن الاتفاق المقترح يتضمن تصدير طهران لـ2.5 مليون برميل نفط يومياً بعد 120 يوماً من التوقيع، فيما سيكون على عاتق إيران تصدير 50 مليون برميل كجزء من آلية التحقق، خلال فترة الـ120 يوماً.
كما ينصّ الاتفاق على دفع واشنطن غرامة مالية في حال انسحبت مجدداً من الاتفاق النووي.
وفي عام 2018، انسحب الرئيس الأمريكي آنذاك "دونالد ترامب" من الاتفاق النووي الإيراني، الذي تم التوصل إليه في عهد سلفه "باراك أوباما" عام 2015، وأطلق "ترامب" سلسة من العقوبات الصارمة ضد إيران، بينما قامت طهران بتخصيب اليورانيوم بمستويات أعلى، وبسرعة متزايدة منذ ذلك الحين.