سجلت الاحتياطيات الرسمية التركية من الذهب والعملات ارتفاعًا مفاجئًا بأكبر قدر منذ فبراير/ شباط الماضي، بعد ضخ أموال من جانب شركة "روساتوم" النووية الروسية لروسيا لصالح شركة تابعة في تركيا.
وقد زادت الاحتياطيات بنحو 3 مليارات دولار خلال الأسبوع الماضي، وشكّل الذهب 1.6 مليار دولار من الزيادة والباقي عملات أجنبية. وبلغ إجمالي احتياطيات العملات الأجنبية 61.1 مليار دولار والذهب 40.2 مليار دولار وفقاً لبيانات نشرها البنك المركزي التركي يوم الخميس المنصرم.
تحويلات ضخمة!
في هذا الصدد، أكد وزير الخزانة والمالية التركي "نور الدين نباتي"، عبر مقابلة تلفزيونية مؤخرًا، أن الاحتياطيات آخذة في الارتفاع بفضل التحويلات الضخمة من دولة أخرى دون تحديدها.
وقد رفض البنك المركزي التركي في أنقرة التعليق عندما سُئل عن المصادر الدقيقة لعمليات التحويل. بينما يوضّح التحليل الأسبوعي للبنك المركزي لتدفقات رأس المال أن المركزي التركي اقترض ملياري دولار من البنوك التجارية. كما تلقى حوالي 1.8 مليار دولار من بنوك مركزية أخرى أو صندوق النقد الدولي أو بنك التسويات الدولية.
وبينما يحاول البنك المركزي التركي زيادة الاحتياطيات في وقت يشهد اتساع الفجوة في التجارة الخارجية، يحتاج أيضاً إلى مواصلة دعم الليرة. مما يعني أن المسؤولين بالمركزي التركي يجب أن يحافظوا على تدخلات غير معلن عنها في سوق العملة لمنع استنزاف حيازات العملات الأجنبية والحفاظ على حالة من التوازن.
محطة نووية في تركيا:
تقوم شركة روسية مملوكة للدولة بتحويل الأموال إلى شركة تابعة تقوم ببناء محطة للطاقة النووية بتكلفة 20 مليار دولار في تركيا قبالة ساحل البحر المتوسط، مما يخفف من المخاوف بشأن تأجيل المشروع بسبب العقوبات المرتبطة بالحرب في أوكرانيا.
وقد حولت شركة "روساتوم" (Rosatom Corp) نهاية الشهر الماضي الماضي نحو 5 مليارات دولار إلى شركة بناء في تركيا، والمعروفة رسميا باسم "أكويو نيوكلير" (Akkuyu Nuclear JSC)، مع عزمها إجراء عمليتي تحويل مماثلتين بالدولار خلال الأسبوع الجاري والمقبل، وفقاً لمسؤولين أتراك بارزين مطلعين بشكل مباشر على الأمر.
15 مليار دولار أخرى قادمة؟
قال وزير الخزانة "نباتي" مساء الأربعاء إن الاحتياطيات ستواصل الارتفاع خلال الأسابيع القليلة المقبلة بواسطة التحويلات الأجنبية.
وقال مسؤولون أتراك لـ "بلومبرغ" الشهر الماضي إن شركة "روساتوم" الروسية بصدد تحويل 15 مليار دولار إلى شركة فرعية مقرها تركيا لبناء محطة "أكويو" النووية على ساحل البحر الأبيض المتوسط بتكلفة 20 مليار دولار.
اعترضت الشركة الروسية على رواية المسؤولين الأتراك، قائلة إن "المعاملات الحالية أقل بكثير".
الجدير بالذكر أنه بمقدور أي بنك تركي بعد تلقيه الأموال (الروسية) أن يقرضها للبنك المركزي عن طريق المقايضات أو عبر السلطة النقدية بموجب ما يسمى بآلية الإيداع.
ويقترض البنك المركزي العملات الأجنبية بانتظام من البنوك التجارية من خلال مقايضات العملات الأجنبية بالليرة منذ عام 2019. إذ بلغ إجمالي المبلغ المستلم من خلال الآلية 59 مليار دولار، وفقا لبيانات البنك المركزي الشهرية، المنشورة في الشهر الماضي. حيث تسمح هذه المقايضات للبنوك التجارية بإيداع بعض الأموال المستلمة حديثاً لدى البنك المركزي، وفي المقابل يقرض الليرة للبنوك.
وقد أبرم المركزي التركي عدداً كبيراً من اتفاقيات تبادل العملات مع دول مثل الصين وقطر وكوريا الجنوبية والإمارات العربية المتحدة منذ عام 2012 لتعزيز احتياطياته.
وقد تعرّضت حيازات الأجانب من الأصول لدى تركيا لضغوط منذ أن بدأت التدخل من الباب الخلفي لدعم الليرة في عهد وزير المالية السابق "بيرات البيرق" في عام 2019.
وقال الرئيس "رجب طيب أردوغان" إن حصيلة مثل هذه التدخلات بلغت حوالي 165 مليار دولار في أوائل العام الماضي، مدافعاً عن الاستراتيجية باعتبارها رئيسية لتمويل عجز الحساب الجاري والوفاء بالتزامات تركيا في ظل تدفقات رأس المال إلى الخارج.
مع ذلك، فقدت الليرة حوالي ربع قيمتها منذ بداية عام 2022 ، ليصل إجمالي خسائرها في السنوات الثلاث الماضية إلى 70%.