في وقتنا الحالي فإن المشاريع الصغيرة والمتوسطة تتعرض لاختبار صعب، بسبب الأزمة المالية العالمية، إذ يجد العديد من التجار ورجال الأعمال أنفسهم على حافة الفشل والإفلاس.
في الواقع إن حصول ذلك هو أمر طبيعي، بل هو إيجابي من ناحية دوره في تصفية الأسواق من المشاريع الهشة أو التي تفشل في أن تثبت نفسها، فتبقى مع انقضاء العاصفة المشاريع القوية والمفيدة بحق، وتتخلص الأسواق من الازدحام الزائد عن الحاجة الذي يخلق منافسة سامة.
وعلى وجه العموم، فإن 25% فقط من الشركات الصغيرة هي التي تثبت نفسها وتنمو لكي تصبح مترسخة ولها اسم في السوق، ومصير ال 75% الباقية هو الفشل.
لكن يؤسفنا إخبارك أن مجرد امتلاك مشروعٍ قوي وآفاق كبيرة للمستقبل، لن ينقذك من جنون الاقتصاد الحاصل حاليًا، وقد تجد نفسك على شفا الإفلاس، حينها ننصحك بالاستفادة من 4 نصائح قدمتها مجلة فوربس، هي كما يلي:
أولًا: لا تجزع!
بدايةً وقبل كل شيء، عليك أن "لا تصاب بالذعر"، حيث من الطبيعي أن تشعر بالإرهاق عندما يواجه عملك صعوبة ما أو تواجه أزمة مالية، لكن حاول أن تظل هادئاً وركز على إيجاد حل.
وتقول المجلة إن "الخوف من الفشل قد يندفع، إذا سمحت له بذلك". وهذا حقيقي لأن رأس المال جبان، وستجد نفسك تميل للهروب والخوف واتخاذ قرارات غير منطقية بمجرد التعرض لأي هزة.
الأمر هنا لا يتعلق بأنك تاجر فطن أو رجل أعمال لا يشق له غبار في الوقت العادي، فالناس في أوقات الأزمات تظهر لهم طباع مختلفة. لذلك فإن التحلي بالمنطق والتمتع بالانضباط والحكمة سيكون كنزك الذي لا يقدر بثمن.
ثانيًا: خطوة نحو الوراء
أما النصيحة الثانية، فهي "خذ خطوة للوراء واكتشف أين حدث الخطأ"، إذ يتوجب على رجل الأعمال أن ينظر ما هي الأهداف الأصلية للشركة وكيف خطط لتحقيقها؟ ما هي العقبات التي واجهته؟
ويتابع تقرير المجلة: "اجلس وأعد تقييم عملك وأهدافك الشخصية. احصل على صورة واضحة لما تريد، وقم بتقييم موقعك الحالي، ثم ضع خطة جديدة للمضي قدماً".
في الواقع إن ما ينقص أكثر رجال الأعمال الذين يقعون بالأزمات هي النظرة الحيادية التي تستطيع تقييم العمل من وجهة نظر شخص خارج المعمعة. فقط وفقط هذه النظرة هي ما سيريك المشكلة بحجمها الحقيقي ويمكّنك من فهم الحلول المتوفرة واحتمالات تطبيقها.
الحصول على هذه الميزة ليس بالأمر السهل، وهو ما يفرق بين رجل الأعمال والتاجر المحنك، وبين الغر الذي يدعي فهم عالم التجارة والأعمال... لن نتوقع من جميع أصحاب الأعمال امتلاك هذه الميزة النادرة، لذلك فإن الاستشارة وطلب النصيحة ممن هم أكثر خبرة ودراية منك سيكون غاية في الضرورة.
ثالثًا: تقييم شامل للنفقات
النصيحة الثالثة هي: "قم بتقييم نفقاتك ومعرفة أين يمكنك خفض التكاليف دون التضحية بالجودة أو الخدمة"، حيث تعد إدارة إنفاق الأعمال أمراً حيوياً لتحقيق النجاح.
ويضيف التقرير: "ادرس متى كانت آخر مرة نظرتَ فيها إلى أين تذهب أموال الشركة؟ إذا كنتَ لا تستخدم نظام محاسبة لتتبع نفقاتك، فانتقل إلى كشوف حسابك المصرفي وراجع كل حساب على مدار الأشهر القليلة الماضية. قد تجد أنك لا تزال تدفع مقابل الاشتراكات أو الخدمات التي لم تعد تستخدمها".
ويتابع: "انظر إلى نفقاتك العامة واسأل نفسك الأسئلة التالية: هل تحتاج هذا المكتب؟ هل تدفع الكثير في العمل الإداري الذي قد تحتاجه لتولي نفسك لفترة أو تفويض بطريقة مختلفة؟ هل يمكنك التفاوض على عقود جديدة مع البائعين بتكلفة أقل؟ هل تدفع مقابل تراخيص البرامج التي لا تستخدمها؟ احفر وابحث عن تلك التسريبات المالية حتى تتمكن من إعداد رقعة للبقاء المالي".
رابعًا: قم بتواصلاتك فورًا واطلب المشورة من أهلها
أما النصيحة الرابعة بحسب مجلة "فوربس" فهي: "تواصل مع شبكة جهات الاتصال الخاصة بك للحصول على المساعدة والمشورة"، حيث إنك لستَ وحدك، وسيسعد العديد من رواد الأعمال الآخرين بمشاركة خبراتهم وتقديم الاقتراحات.
إذا لم يكن لديك شبكة، فابحث عن واحدة، هناك طرق متعددة للتواصل مع أصحاب الأعمال الآخرين ذوي التفكير المماثل. انضم إلى مجموعة شبكات في منطقتك، وابحث عن مجموعات على الإنترنت في مجال تخصصك، وابحث عن مركز تطوير أعمال صغير أو مكتب مشابه بالقرب منك للحصول على دعم فردي.
وأخيرًا فنخبرك أن "لا تستسلم"، حيث تواجه معظم الشركات صعوبات في مرحلة ما، ولكن من خلال المثابرة والتخطيط الذكي، يمكنك إعادة الأمور إلى مسارها الصحيح، وتذكر دوما أنك أنتَ المسؤول عن فوزك، وإذا لم يعجبك المسار الذي تسلكه، فلديك القدرة على تغييره.