بينما تبتعد أسعار السلع الأساسية ومستلزمات الحياة الضرورية عن متناول السوريين، تسجل المطاعم خلال الأشهر الماضية تراجعا كبيرا في معدلات البيع والإنتاج، جراء عزوف الناس عن شراء الوجبات السريعة، كالفروج والبطاطا والفلافل. أما بالنسبة للمطاعم غير الشعبية والراقية، فهي تحتفظ ببعض الزبائن الدائمين الذين لا يبالون كثيرًا بالغلاء، لكنها فقدت تمامًا حضور الفئة متوسطة الدخل.
واللافت هنا، أنه رغم الانخفاض النسبي الذي سجلته أسعار بعض المواد والسلع الأساسية المستخدمة في صناعة وجبات المطاعم (كالفروج والبطاطا)، بقيت الأسعار في ارتفاع مستمر على الأغلب.
في هذا الصدد، أفادت صحيفة حكومية في تقرير نشرته حديثًا، بأن سعر سندويشة البطاطا في المطاعم، تجاوزت سعر كيلو البطاطا في الأسواق، فبعد أن تراجع سعر كيلو البطاطا إلى حدود 1600 ليرة، ما يزال ثمن السندويشة العادية 4500 ليرة، وثمن السندويشة المدعومة (الدبل) سبعة آلاف ليرة. كما وصل سعر سندويشة الفلافل إلى 3 آلاف ليرة سورية، في حين سجل قرص الفلافل سعر 250 ليرة.
وتقول الصحيفة في تقريرها: "لا تبدو الوجبات الأكثر رفاهية، والتي تتضمن الفروج ومشتقاته بأفضل حال، حيث وصل ثمن الفروج المشوي إلى 35 ألف ليرة، وسعر كيلو الشاورما 51 ألف، أي نصف راتب موظف تقريبا، أما وجبة الكريسبي 10 قطع فسجّلت 29 ألف ليرة، ووجبة الشيش 19 ألف ليرة".
ويؤكد الأهالي أن استهلاك وجبات المطاعم، بات حكرا على طبقة معينة، بعد الارتفاع الجنوني في أسعارها خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث تجاوز متوسط نسبة الغلاء 75 بالمئة مقارنة ببداية العام الجاري.
ويعزو أصحاب المطاعم هذا الارتفاع في الأسعار إلى زيادة تكاليف الإنتاج، لا سيما فيما يتعلق بالمواد الأولية كالسمن والزيوت وغيرها، فضلا عن الضرائب والرسوم المرتفعة المفروضة عليهم. ثم يضاف إلى كل ذلك الغلاء الكبير في أسعار الغاز والمحروقات، اللازمة للطهي وتشغيل المولدات عند انقطاع الكهرباء وتبريد اللحوم.
وقد أكد صاحب أحد المطابخ مؤخرا أن مبيعاته قد تراجعت بنسبة تصل بين 60 إلى 70 بالمئة خلال الشهرين الماضيين. وقال إن عمل المطبخ: “يكاد يقتصر على طلبات الجمعيات الخيرية خاصة خلال شهر رمضان، وبعض المناسبات“.
وكشف عن تراجع نسبة الزبائن خلال الفترة الماضي، حيث أن هنالك فئة محدودة جدا ما زالت قادرة على طلب الوجبات الجاهزة من المطابخ والمطاعم، في حين أن الطبقة الوسطى وما دونها خرجت من قوائم المستهلكين لهذه الوجبات.
وبرّر صاحب المطبخ ارتفاع الأسعار، بارتفاع تكاليف صنع وجبات الطعام، والذي وصل إلى أكثر من 70 بالمئة مقارنة بأسعار العام الماضي للمواد الأولية.
وأردف قائلا: "يوجد نقص كبير في الكميات، التي نحصل عليها من أسطوانات الغاز، نضطر لترميم الحاجة من السوق السوداء، ولكن بأسعار مرتفعة جدا، إذ أن سعر الأسطوانة التي لا يقل عن 175 ألف ليرة في حين يجب ألا يتجاوز سعرها المدعوم 50 ألف ليرة".