من النفط والذهب حتى الليرة والين والبيتكوين... أسواق العالم في دوامة هبوط جماعي

تشهد الأسواق العالمية حالة من الذعر تترافق مع موجة هبوط جماعية لأغلب الأصول المالية، بشكل استباقي وتجهيزًا لقرار رفع فائدة مرتقب من المركزي الأمريكي.

وسيعقد الاحتياطي الفيدرالي اجتماعًا يوم غدٍ الثلاثاء والأربعاء؛ إذ يبدو أن رفع سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، أو 50 نقطة أساس، بات أمراً مؤكداً. لكن فرضية زيادة أكبر، بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية، أو 75 نقطة أساساً، هي التي تثير اضطراب الأسواق الآن. وستشكل هذه الزيادة سابقة لم تحدث منذ عام 1994.

النفط يفتتح على هبوط:

تشهد أسعار النفط هبوطًا مستمرًا في تعاملات اليوم الإثنين، بعدما أدى تزايد الإصابات بكوفيد-19 في العاصمة الصينية بكين إلى تبديد آمال حدوث زيادة سريعة في طلب الصين على الوقود في الوقت الذي أدت فيه المخاوف بشأن التضخم العالمي والنمو الاقتصادي إلى مزيد من الكساد في السوق.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.81 دولار أو 1.48 بالمائة إلى 119.95 دولارا للبرميل بحلول الساعة 04:43 بتوقيت غرينتش، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 118.81 دولارا، منخفضا 1.86 دولار أو 1.54 بالمائة. وتراجعت العقود الآجلة للخامين أكثر من دولارين في وقت سابق من الجلسة.

وقال "ستيفن إينيس" من "إس بي آي أسيت مانجمنت" في مذكرة: "أثبتت المخاوف من ارتفاع الدولار والركود التضخمي أنها تحد من اتجاه السوق نحو الصعود. ما زالت الصين تمثل الخطر الكبير على المدى القريب لهبوط السوق ولكن معظمهم ينظرون إلى عودة الطلب الصيني لطبيعته بشكل تدريجي على أنه أمر إيجابي قوي للنفط على الرغم من الضجة المثارة بشأن احتمال حدوث عملية إغلاق في الأسابيع المقبلة لأن الطلب الحالي لا يعكس بشكل كبير الظروف الطبيعية".

الذهب يستهل تعاملاته على انخفاض:

تراجعت أسعار الذهب اليوم، بعد ارتفاعه إلى أعلى مستوى له منذ شهر في وقت سابق من الجلسة، وبعدما أدت بيانات قوية للتضخم في الولايات المتحدة إلى رفع عوائد سندات الخزانة والحد من مكاسب الذهب الذي يمثل ملاذا آمنا.

وانخفض سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية 0.85 بالمائة إلى 1855 دولارا. بعدما كان المعدن الثمين قد وصل إلى أعلى مستوياته منذ 9 مايو/أيار الماضي عندما سجل 1877.05 دولارا. لكن عائدات سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات ارتفعت أيضا إلى أعلى مستوياتها منذ 9 مايو الماضي، مما أثر على الطلب على الذهب.

الليرة التركية والين الياباني:

انخفض الين الياباني إلى أدنى مستوياته مقابل الدولار في 24 عاما يوم الاثنين، حيث اتسعت الفجوة بين العوائد القياسية اليابانية والأميركية بعدما أدت بيانات التضخم الأميركية الساخنة إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية.

وارتفع الدولار إلى 135.22 ينا، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول 1998، بعدما حقق مكاسب في كل جلسة من الجلسات السبع الماضية، حيث أصبح الاختلاف في السياسة بين البنوك المركزية المتشددة في الخارج وبنك اليابان المتشائم أكثر وضوحا من أي وقت مضى.

وانخفضت الليرة التركية رغم بيانات اقتصادية هامة جاءت جميعها إيجابية مع افتتاح اليوم الإثنين، وباتت العملة على بعد خطوات من تسجيل أدنى مستوى على الإطلاق

تتداول الليرة التركية خلال هذه اللحظات على تراجع في حدود 0.3% نزولا إلى مستويات قرب الـ 17.3 ليرة / دولار وهي الأدنى منذ 20 ديسمبر/ كانون الأول 2021.

سوق العملات الرقمية وعلى رأسها البيتكوين في حالة ذعر شديدة:

هبطت البيتكوين إلى أدنى مستوياتها في نحو عام ونصف لتتجاوز مستويات قاع ديسمبر/ كانون الأول 2020، حيث هبطت إلى ما دون مستويات الـ 25 ألف دولار.

وتم مشاهدة بتكوين قرب مستويات 24.7 ألف دولار بتراجع بلغت نسبته حوالي 10%، بينما سقطت قيمتها السوقية إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من 18 شهر عند 470 مليار دولار.

هذا وتنخفض بيتكوين بحدود 20 % خلال أسبوع وبنسبة 15% خلال ثلاثين يومًا وبنسبة 40% خلال ستين يومًا، بينما تتراجع بنسبة 50% منذ بداية العام.