استفحال التضخم في أمريكا ليبلغ ذروة 4 عقود... بايدن يشعر بالعجز ويهاجم شركات النفط

11/06/2022

بعد 6 أشهر من تأكيدات المسؤولين أن ما تتعرض له الولايات المتحدة من تضخم ما هو إلا "أمر عارض قصير الأجل، وليس مشكلة طويلة الأجل"؛ نرى أن التضخم يستمر بالتسارع في أيار/مايو، مسجلا أعلى رقم قياسي منذ أربعين عاما، بينما يدعو الرئيس "جو بايدن" بهذا الصدد إلى بذل "جهد أكبر وأسرع".

وازداد تضخم أسعار المستهلكين بشكل متسارع في الولايات المتحدة خلال مايو /أيار مع ارتفاع أسعار البنزين إلى مستوى قياسي، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، مما أدى إلى أكبر زيادة سنوية للتضخم في أكثر من أربعة عقود.

وتشكل هذه الأرقام نبأ سوءٍ للرئيس الأمريكي الذي تتآكل شعبيته، خصوصا أنها تأتي قبل أشهر قليلة من استحقاق انتخابي مفصلي يطال قسما كبيرا من أعضاء الكونغرس.

وإذا كانت أرقام التضخم المرعبة لا تكفي لبيان جدية الأمر، فقد اعتبر "جيمي ديمون"، الرئيس التنفيذي لمصرف "جيه بي مورغان-تشيس" -وهو أكبر المصارف الأميركية- أن هناك "عاصفة تلوح في الأفق بالنسبة للاقتصاد الأميركي" وأشار إلى أن أركان الاقتصاد قوية لكنه غير متأكد من أنه "لا يزال في جيوب المستهلكين ما يمكن إنفاقه".

وقال "ديمون" متخوفًا: "الجميع يظنون أن بنك الاحتياط الفدرالي يمكنه التعامل مع التضخم... هناك إعصار موجود وقادم في طريقنا، نحن فقط لا نعرف ما إذا كان الأمر يتعلق بإعصار صغير أم عاصفة ضخمة، أو شيء من هذا القبيل، ومن الأفضل أن تستعد بنفسك لما هو قادم".

بايدن يفتح النار على شركات النفط بعد شعوره بالعجز أمام التضخم:

وجّه الرئيس الأمريكي "جو بايدن" أصابع الاتهام إلى صناعة النفط الأمريكية، وبالأخص شركة إكسون موبيل، معتبرًا أنها قامت باستغلال نقص الإمدادات لتضخيم الأرباح.

وقال "بايدن"، الذي كان قد أشبع آذان الناس بتصريحاته حول تقليل اعتماد الولايات المتحدة على الوقود الأحفوري، إنه يأمل في تسريع إنتاج النفط، الذي من المتوقع أن يصل إلى مستويات قياسية في الولايات المتحدة العام المقبل

لكنه وجه أيضا تحذيرا للقطاع الذي قفزت أرباحه مع زيادة الأسعار، مشيرا إلى أن المستهلكين يدفعون لأسباب أبعد من مجرد ارتفاع تكاليف العمالة والشحن، في إشارة لاستغلال الشركات.

واتهم الرئيس الأمريكي شركات النفط أنها لا تستخدم أرباحها في التنقيب المفيد لاقتصاد البلاد، لكنها عوضًا عن ذلك تشتري المزيد من الأسهم مهتمةً بكسب المزيد من المال فحسب.

وأضاف: ”لماذا لا يقومون بالتنقيب؟ لأنهم يكسبون المزيد من الأموال من دون إنتاج المزيد من النفط“. وخاطب إكسون قائلا إن عليها ”البدء في الاستثمار والبدء في دفع ضرائبها“.

وفي بيان صدر في وقت سابق يوم أمسٍ الجمعة، حول بيانات التضخم لشهر مايو /أيار، انتقد "بايدن" صناعات النفط والغاز والتكرير الأمريكية لاستغلالها ”التحدي الذي خلقته الحرب في أوكرانيا كسبب لجعل الأمور أسوأ بالنسبة للعائلات، من خلال جني أرباح مفرطة أو رفع الأسعار“.

يأتي ذلك بينما تسجل شركات النفط عمومًا، وشركة إكسون التي أخذت النصيب الأكبر من الاتهامات على وجه الخصوص، أكبر أرباح لها منذ ما يقارب عقد من الزمن.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة أصبحت أكبر منتج للنفط والغاز في العالم، يستمر ارتفاع أسعار البنزين الذي يؤثر سلبا على العائلات، دون ظهور أي مؤشرات على انخفاض الأسعار قريبا.

فمنذ وصول الرئيس "جو بايدن" للحكم في يناير/كانون الثاني 2021، قفزت أسعار النفط والغاز داخليا بنسبة أكثر من 100%.

شارك رأيك بتعليق

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات متعلقة: