بعدما كانت تحفًا أثرية عفا عليها الزمن، عادت أواني الفخار مجددًا إلى واجهات عدد كبير من المحال التجارية في اللاذقية، مع عودة إقبال المواطنين على شراء هذه الأدوات في ظل انقطاع الكهرباء لساعات طويلة ما جعلها مصدرًا فعالًا لتبريد مياه الشرب في فصل الصيف.
ويستفيد الأهالي من أن "كوز الفخار" يحفظ برودة الماء لساعات طويلة من دون أي مادة أخرى على عكس البرادات الهوائية والغازية التي تتطلب وجود الكهرباء لتبرد المياه وحفظ الطعام بشكل عام، مشيرين إلى حاجة السوق من هذه المواد بشرط أن تكون أواني فخار أصلية وغير تجارية.
وذكر عدد من باعة الأواني الفخارية أن استجرار هذه المواد بات مطلباً من معظم المستهلكين ما جعل التجار يقبلون على إدخال هذه المواد من محافظات أخرى وفق أسعار مرتفعة مقارنة بسنوات سابقة كانت هذه الأواني منسية فيها نوعاً ما، إلا أنها تبقى أوفر من تشغيل المولدات أو البرادات على الطاقة الشمسية وفق قولهم.
ويباع "كوز الفخار" وهو عبارة عن مصب ماء يشبه الإبريق وله فتحة جانبية وغطاء فخار في المنتصف، بأسعار تتراوح بين 7 – 12 ألف ليرة حسب حجمه، والجرة الفخارية من 30 – 50 ألف ليرة، والكؤوس الفخارية تتراوح بين 3 – 6 آلاف ليرة، والوعاء الفخار من 20 – 35 ألف ليرة ويستعمل للطهي على النار.
آلية عمل آواني الفخار في تبريد المياه:
تتركز فكرة تبريد الفخّار للماء في أن وعاء الفخار يحتوي على مسام صغيرة على السطح ويتبخر الماء بسرعة من خلال هذه المسام، إذ تضمن عملية التبخر ضياع حرارة السائل داخل القدر، مما يقلل من درجة حرارة الماء.
باختصار فإن المَاء يتغلغل خلال مسام الجسم الفخّاري للخارج ولكي تتبخر المياه تسحب الحرارة اللازمة للتبخُر من جسم الفخَّار، بالتالي يُبرّد الفخار المَاء الذي بداخله طالما استمر تبخر المَاء.
ومن فوائد أواني الفخار، أن الطين المصنوعة منه ذو طبيعة قلوية، مما يجعله يتفاعل مع الماء الحمضي وبالتالي يخلق توازنًا في درجة الحموضة، وبسبب ذلك يتم تخفيف الحموضة الناتجة من الطعام بشرب الماء المخزن في أوعية الفخار.
أما عن أفضل أنواع الفخار، فهو الفخّار المصنوع من الطين الطمي مثل الزير، ويكون متوافراً بكثرة على ضفاف الأنهار مثل نهر النيل في السودان ومصر. وهذا النوع هو أول نوع عُرِف منذ نشأة الحضارة المصرية حول نهر النيل.