نشر موقع "ويليام راسل" william-russell.com تقريرًا تضمن قائمة تضم أفضل 5 دول للعيش والعمل في العالم عام 2022، إذ يستند التصنيف إلى أحدث البيانات المتاحة حول إمكانات تحقيق الأرباح وجودة الحياة والتعليم والرعاية الصحية وغيرها.
أولًا: سويسرا
يأتي العديد من المغتربين إلى سويسرا وهي صاحبة رابع أعلى ناتج محلي إجمالي في العالم، للعمل مقابل الأجور المرتفعة. فهي واحدة من أفضل الدول ليعيش فيها الوافدون. ومع ذلك، فإن أولئك الذين ينتهي بهم الأمر بالبقاء فيها يفعلون ذلك لأسباب أخرى أيضاً، ومنها هواء جبال الألب النقي، والكماليات الراقية، ووفرة الأنشطة الشتوية، ووسائل النقل من الدرجة الأولى.
ويمكن أن يكون لذلك علاقة قوية بالمناخ السياسي المريح بشكل غير عادي في سويسرا التي تشتهر بحيادها في الشؤون العالمية، وتتمتع بدرجة عالية من الاستقرار السياسي والاجتماعي.
متوسط راتب العامل في سويسرا يصل إلى 200 ألف دولار أميركي سنوياً، ولديها ثاني أعلى إنفاق على الرعاية الصحية للفرد بعد الولايات المتحدة.
ملاحظة: الرعاية الصحية في سويسرا يجب أن تُدفع بدلاتها من خلال التأمين الصحي الخاص، بما يجعل التأمين الصحي العالمي أمراً ضرورياً للوافدين إليها.
وقد يرغب المغتربون الأخذ بعين الاعتبار تكلفة المعيشة الباهظة مقابل رواتبهم الجديدة، إذ ترتبط زيورخ بباريس باعتبارها أغلى مدينة في العالم حاليا، ما قد يجعل الحياة صعبة بالنسبة لأولئك الذين لا يكسبون دولارات كثيرة.
ثانيًا: كندا
لأول مرة هذا العام، صنفت "مجموعة بوسطن الاستشارية" كندا على أنها الوجهة الأولى التي قال الناس إنهم سينتقلون إليها إذا أتيحت لهم الفرصة. وليس من الصعب معرفة السبب، فهي دولة تتمتع بجاذبية قوية خاصة للعاملين الشباب ذوي العقلية الرقمية والياقات البيض نظراً لقوة قطاع الخدمات الرقمية والتكنولوجية.
متوسط راتب العامل في كندا يصل إلى 111 ألف دولار أميركي سنوياً، وهي تؤمن رعاية صحية شاملة مجانية لجميع المقيمين الدائمين، والتعليم الثانوي العام المجاني، ودرجة عالية من السلامة العامة وانخفاض تلوث الهواء. وهذه العوامل تجعل كندا واحدة من أفضل الدول للعيش في عام 2022.
وتعد كندا واحدة من أفضل الدول في العالم التي تؤمن تعليماً حكومياً، وتأتي ضمن أفضل 10 دول في القراءة والرياضيات والعلوم. وإضافة إلى ذلك، يمكن للأطفال الذين نشأوا في كيبيك وأونتاريو أن يتوقعوا تلقي تعليما باللغتين الفرنسية والإنكليزية.
وتحتل كندا مرتبة عالية في جميع مقاييس جودة الحياة تقريباً، بما في ذلك السلامة والصحة والبيئة والرضا عن الحياة، ما يجعلها وجهة من الدرجة الأولى للعائلات الوافدة.
وفي حين أن تكلفة المعيشة قد تكون باهظة الثمن في المدن الكبرى مثل تورنتو وفانكوفر، يتفق العديد من المواطنين على أن العيش في هذه المناطق العالمية يستحق الثمن الذي يدفعونه.
ثالثًا: النرويج... أسعد دولة في العالم
مع واحدة من أقل كثافات سكانية في العالم وعدد أقل من الناس في عاصمتها أوسلو، مقارنة بولاية رود آيلاند، ما الذي تقدمه النرويج للمغتربين، ولماذا هي واحدة من أفضل الأماكن للعيش في العالم 2022؟
قد لا يكون العيش في النرويج رخيصاً، لكن يمكن للوافدين توقع جودة حياة عالية المستوى، بغض النظر عن مقدار ما لديهم في البنك. ولا داعي للقلق كثيرا بشأن أموالك لأنه، عندما يتعلق الأمر بالناتج المحلي الإجمالي، تحتل النرويج مرتبة متقدمة عالمياً.
على الجانب السلبي، كانت البطالة تتزايد حتى قبل كورونا، ويرجع ذلك جزئياً إلى تقليص حجم صناعة النفط في النرويج التي تتطلع بشكل متزايد إلى مستقبل مفعم بالطاقة المائية والخدمات الرقمية والسياحة.
متوسط راتب العامل في النرويج يصل لـ73,800 دولار أميركي سنوياً، ويمكن القول إن نظام الرعاية الصحية في النرويج هو أحد أفضل الأنظمة في العالم. فهو مجاني لكل من لديه تأمين وطني ويحصل عليه عندما يبدأ في دفع الضرائب.
رابعًا: سنغافورة
إن تاريخ سنغافورة الفريد كميناء تجاري مهم في جنوب شرق آسيا يعني أنها تفتخر بأحد أكثر الاقتصادات تطورا في جميع أنحاء العالم، حيث تتصدر الخدمات المالية والتكنولوجيا والتجارة قائمة الصناعات ذات الضربات الثقيلة.
وتتمتع سنغافورة بعلاقات قوية للغاية، حيث تعمل كبوابة تجارية للهند وإندونيسيا والصين واليابان وأستراليا، بينما تظل أيضاً على اتصال جيد بالمملكة المتحدة وبقية أوروبا. أضف إلى ذلك حقيقة أنّ سنغافورة لديها الاقتصاد الأكثر حرية في العالم وفقاً لتقارير المنتدى الاقتصادي العالمي.
كذلك، تشتهر سنغافورة بكونها من أكثر الأماكن أماناً في العالم. ربما يكون لهذا علاقة قوية بالمستوى العالي العام من الاستقرار السياسي والاجتماعي. عموما، يميل الوافدون إلى الاستمتاع بنمط حياة مريح للغاية في سنغافورة.
على الجانب السلبي، تعد تكلفة المعيشة المرتفعة في سنغافورة والتلوث العالي، ناهيك عن مناخها الذي لا يمكن التنبؤ به والذي لا يطاق في بعض الأحيان، من الأسباب التي تجعلها تحقق متوسط ترتيب مخيبا من حيث جودة الحياة.
متوسط راتب الوافد في سنغافورة يصل إلى 69,396 دولاراً أميركياً سنوياً، ونظراً لأنها تمتلك أحد أكثر الأنظمة الصحية تقدماً في العالم، لديها خامس أعلى متوسط عمر متوقع في أي بلد في جميع أنحاء العالم، كما أنها تحمل لقب "أفضل دولة في آسيا".
وتحتل سنغافورة المرتبة الرابعة في العالم من حيث الجودة الشاملة للتعليم، وتحل في واحدة من أعلى الدرجات في جودة تدريس العلوم في جميع أنحاء العالم. ويستفيد الطلاب في سنغافورة أيضاً من سياسة التدريس ثنائي اللغة، والتي تسمح لهم بأخذ دروس في اللغة الإنكليزية إضافة إلى لغة أخرى.
خامسًا: أستراليا
تحتل أستراليا المرتبة الأعلى في هذه القائمة من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي. وعندما يتعلق الأمر بالتوظيف، فالأخبار جيدة في جميع المجالات. فهي بلد مستقر نسبياً، ولهذا السبب، فإنّ التوظيف يتوسع بثبات. حتى أنّ أستراليا تمكنت من تجنب أسوأ آثار أزمة كورونا بسرعة إلى حد ما.
وتشمل بعض الصناعات الرئيسية في أستراليا التمويل والاستثمار والبنوك والتكنولوجيا، وهناك أيضاً قطاع موارد طبيعية هائل يركز على التعدين والغاز. وفيها الكثير من الوظائف للشباب أيضا بفضل تسارع نمو صناعة الخدمات الرقمية الناشئة. كما تُعد السياحة من أهم القطاعات في أستراليا.
شيء آخر قد تلاحظه هو الارتفاع السريع في تكلفة المعيشة. فقد اشتهرت سيدني وملبورن منذ فترة طويلة بأنهما من أغلى المدن.
متوسط راتب الوافد في أستراليا يصل إلى 69,202 دولار أميركي سنوياً، وتحتل المرتبة الثامنة في العالم من حيث متوسط العمر المتوقع، بفضل نظام رعاية صحية عالمي رائد عالمياً يغطي كل شيء بما في ذلك زيارات العيادات الطبية وطب الأسنان.
أما فيما يتعلق بالتعليم، فإنّ أداء أستراليا ليس جيداً بما يكفي.