قامت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، مساء أمسٍ الثلاثاء، برفع أسعار المحروقات غير المدعومة، وحدّدت سعر مبيع ليتر البنزين من نوع "أوكتان 90" بـ 3500 ليرة سورية بعدما كان بـ 2500، ومن نوع "أوكتان 95" الذي كان محدّداً بـ3000 ليباع بـ 4000، والمازوت الصناعي والتجاري بـ2500، حيث كان محدداً بـ1700.
وأكدت على إبقاء أسعار المحروقات المدعومة ذاتها حاليًا، حيث يباع ليتر البنزين المدعوم من نوع "أوكتان 90" بـ 1100 ليرة، ومن نوع "أوكتان 95" بـ 2500، ليرة والمازوت بـ 500 ليرة.
وأوضحت الوزارة أن رفع الأسعار يأتي بسبب الارتفاع الكبير بأسعار المشتقات النفطية عالمياً، ومنعاً من استغلال السوق السوداء نتيجة الفرق الكبير في الأسعار.
وطالبت أصحاب المحطات بإعلان أسعار البنزين ونوعيته بشكل واضح ومقروء ضمن المحطات، وحذرت من فرض عقوبات في حال المخالفة.
تأتي هذه الخطوة بعد قيام الحكومة بحركة "جس النبض" المعتادة، عن طريق نشر إشاعات وتوقعات بارتفاع أسعار المحروقات، ليتبعها القرار الفعلي المؤكد للأمر.
وكانت وسائل إعلام مقربة من الحكومة قد أكدت أن لديها "معلومات خاصة"، تفيد بأن الرفع المتوقع سيكون بمقدار 1000 ليرة سورية على كل لتر من البنزين المباع حر أو أوكتان، لمقاربة الأسعار من الكلفة، في حين سيبقى سعر البنزين المدعوم كما هو، وهذا بالفعل ما حصل.
وتقوم شركة "محروقات" حالياً بزيادة مدة الحصول على رسالة البنزين إلى 15 يوماً بدلاً من 10 أيام، لتخفيض كمية البنزين الموزعة بالسعر المدعوم، بكميات لا تزيد على 50 لتراً شهرياً لكل سيارة سياحية خاصة، في حين لا يحصل سائقو السيارات العامة على البنزين إلا كل 10 أيام على الأقل، وهو ما فاقم من أزمة المواصلات ورفع من أسعارها.
ومن المتوقع أن يبقى أسلوب زيادة مدة الحصول على رسالة البنزين المدعوم متبعاً لخفض إنفاق الحكومة على الدعم ودفع المواطنين نحو شراء البنزين بالسعر الحر.
ومنذ منتصف الشهر الفائت عاد الازدحام وطوابير السيارات العاملة على المازوت والبنزين إلى محطات الوقود في مختلف المدن السورية، التي تشهد أزمة نقل وازدحاماً خانقاً نتيجة شح الوقود.
ويشتكي العديد من المواطنين من شح البنزين والمازوت في محطات الوقود، حيث وصلت إلى بعضهم رسالة لتعبئة مخصصاتهم من الوقود إلا أنهم لم يتمكنوا من الحصول عليه وذلك لعدم توافره في المحطات.
وتشهد العديد من المناطق والمحافظات في سوريا، لاسيما دمشق وحلب، أزمة مواصلات خانقة بسبب نقص المحروقات وامتناع العديد من سائقي الحافلات، عن العمل ولجوئهم إلى بيع مخصصاتهم الشهرية من مادة المازوت بالسوق السوداء بأسعار مرتفعة.