نعيش حاليًا ضمن أزمة تضخم عالمية، ويشتكي الناس في مختلف دول العالم من تراجع قدراتهم الشرائية. قد يكون تأثير التضخم مقتصرًا على الكماليات أو مقتضيات الترفيه بالنسبة للناس في الدول المتقدمة، لكن الأمر مختلف بالنسبة لأهالي العديد من البلدان النامية والفقيرة.
على أي حال، فإنك كمواطن عادي لن تجد ما يمكن فعله أمام أزمة عالمية شاملة، لكن ذلك لا يعني أن الجميع يتأثر بنفس النسبة، فأولئك الذين ينظمون عمليات التسوق جيدًا ويفهمون كيف ومتى يشترون كل سلعة، أفضل حالًا من الذين يفتقرون لنظام وقواعد محددة ويبتاعون حاجياتهم بشكل عشوائي.
فيما يلي أكثر 8 أخطاء شائعة سيساعدك تجنبها في تخفيف الحمل عن راتبك الشهري بشكل كبير، بحيث أنك ستجد للأمر تأثيرًا فوريًا على دخلك من أول شهر:
أولًا: التسوق في يوم واحد ومن مكان واحد
معظمنا يذهب إلى المتجر في نفس الوقت أسبوعيا (يوم العطلة مثلًا)، لكن "تريسي فوبس"، المدونة وخبيرة التوفير، تنصح بالتسوق "في اليوم الذي يمكن فيه الاستفادة من كل العروض المتاحة"، لأن التوفير يكون بالتسوق في أيام كثافة العروض الترويجية.
نعلم أنه من الصعب عليك إهدار الكثير من الوقت في تتبع عروض التسوق والمتاجر المختلفة واختيار اليوم المناسب الذي تحصل فيه التخفيضات، لكن لا خيار آخر إن كنت ترغب فعلًا في توفير النقود واقتناص السعر الأفضل.
ثانيًا: التسوق بدون خطة
التوجه إلى المتجر بدون قائمة باحتياجاتك الفعلية، هو أحد أسباب الإنفاق الزائد، فبدون "قائمة البقالة"، قد ننسى الأشياء المهمة والمطلوبة، في غمرة انشغالنا بأشياء ربما تكون غير مُلحة، ومن ثم نضطر للقيام برحلات إضافية إلى المتجر، مما قد يهدر الوقت والمال.
لذا قم بالتحقق من المخزون والثلاجة، قبل التوجه إلى متجر البقالة، تفاديا للعودة مرة أخرى خلال الأسبوع. ويؤكد بعض الخبراء أن "عدم وجود خطة، قد يضطر الأسرة لتناول الطعام مرات إضافية خارج المنزل، مما قد يشكل ضغطا على الميزانية".
ثالثًا: الشراء الاندفاعي
من فوائد استخدام القائمة، أنها تساعدنا على تجنب الشراء الاندفاعي لسلع جذابة بسعر مرتفع، فهذا هو "الخطأ الأكثر تكلفة، الذي يرتكبه المتسوقون"، كما تخبرنا "ستيفاني نيلسون"، وهي مؤلفة إحدى الكتب الشهيرة في مجال الاقتصاد الشخصي والعائلي.
أما التمسك ببنود قائمتك، فيساعدك على مقاومة الاندفاع في الشراء، ومغادرة المتجر من دون إضافة أشياء لم يكن مُخطط لشرائها أصلا.
سببٌ آخر للشراء الاندفاعي هو "الجوع"، فحتى من يقوم برحلة تسوق مخطط لها وهو جائع، قد يقوم بمزيد من عمليات الشراء الاندفاعية، في الوقت الذي قد يوفر ما بين 10% إلى 20% إذا كان يتسوق عندما لا يكون جائعا.
رابعًا: الاهتمام الزائد بالإعلانات
عند دخولك إلى المتجر يستقبلك سيل من الإعلانات الترويجية التي قد تؤثر على قائمتك، كهذا الذي يمنحك غالونا مجانيا من الحليب، عند شراء 3 علب من الحبوب.
لكن "نيلسون" تنصح "بالتقاط الإعلانات التي تتماشى مع قائمتك فقط، من أول الدخول من الباب الأمامي للمتجر، أو ضبط قائمتك مسبقا وفقا لإعلانات المتجر على الإنترنت"، لضمان إعداد قائمة تسوق بناء على أفضل العروض، والفوز بالخصومات.
خامسًا: الشراء بما يفوق الحاجة
تلفت "نيلسون" أنظارنا إلى أن "الأسرة المتوسطة تتخلص من 20% – 40% من المشتريات القابلة للتلف"، لذلك تقول إنه "من الأفضل نفاد الشيء قبل شراء المزيد، بدلا من التخلص من غير المستخدم منه". فشراء 10 بدلا من 5 كيلوغرامات من البطاطس، قد يؤدي إلى نتائج عكسية، إذا لم نتمكن من استهلاكه بالكامل، حتى لو اشتريناها بسعر مخفض، "فهي لا توفر المال إذا كنا لا نأكلها".
سادسًا: لا تفترض أنك توفر دائمًا بشراء الحجم الأكبر
رغم أن الشراء بكميات كبيرة يمكن أن يساعدك في توفير المال، فإن "نيلسون" تقول إنه "لا يجب أن تفترض دائما أن الحجم الأكبر هو الأفضل، ولكن الأفضل أن تتحقق من سعر القطعة الواحدة أولا". فقد تجد أن سعر بيع قطعة واحدة من الحجم الأصغر، أقل من سعر نفس القطعة في الحجم الأكبر.
أحيانًا تكون السلع الأكبر حجمًا هي بالفعل الأفضل من ناحية السعر، لكن فكر قليلًا: هل يستحق الأمر من أجل فارق بسيط بالسعر أن تضغط على ميزانيتك الشهرية وتهدر أموالك الثمينة التي ستحتاجها لاحقًا من أجل سلعة أخرى؟
سابعًا: التعلق بالعلامات التجارية
نحن نتمسك ببعض العلامات التجارية، "لدرجة أن ندفع أكثر لشرائها"، كما تقول الخبيرة "فوبس"، مُشيرة إلى أن "غالبية المتاجر لها علاماتها التجارية الخاصة، التي قد تقل عن العلامات التجارية الشهيرة بحوالي 25%". وهي نسبة "يمكنك خفضها من فاتورة مشترياتك، بالتخلي عن ولائك لعلامة تجارية محددة".
ثامنًا: التسوق مع الأطفال والعائلة
من الجيد اصطحاب أطفالك للتسوق بين الحين والآخر، لكننا لا ننصحك بأن تجعل ذلك روتينك المعتاد، فالطفل يتفنن في حثك على الإنفاق ومطالبتك بشراء كل ما لذ وطاب. حسبة بسيطة بين النفقات المترتبة على رحلات التسوق العائلية، ومقارنتها مع التسوق الفردي أو الشخصي، ستكفي لإيضاح المقصود من هذه النصيحة.