يقول الكاتب الإسباني "خوان أرمندو كوربين"، إن التحضير لإطلاق مشروع خاص هو واحد من أروع التجارب وأكثرها إثارة في حياة الإنسان، ولكن لا يمكن أن يسير كل شيء كما هو مخطط له، أو تكون الطريق مفروشة بالورود.
وعلى الرغم من أن الخلطة السرية للنجاح صعبة لكنها موجودة، والعديد من مكوناتها في متناول الجميع، وبعد الالتزام بها يبقى أمامنا الصبر والمثابرة والأهم هو طلب التوفيق.
أولًا: اختر فكرة قابلة للتنفيذ... لا تغرق في أحلامك وخيالك كثيرًا
جميعنا تخطر ببالنا من حين لآخر أفكار رائعة، ولكنها غالبا ما تبقى مجرد فكرة ولا ترى النور، وإذا كنت جادا في إطلاق مشروعك، يجب عليك العمل على فكرتك وتعريفها بشكل مفصل ودقيق، قبل بدء الرحلة.
عند دخول سوق الأعمال يجب أن نتحلى بالواقعية، ونكون صريحين مع أنفسنا عند وضع خطة العمل.
هناك العديد من الأفكار التي قد تبدو من الوهلة الأولى رائعة، ولكن عند تحليلها بشكل علمي، نتبين أن مصيرها سيكون الفشل، لذلك تحتاج إلى إجراء تحليل من أجل تحديد نقاط الضعف ونقاط القوة والفرص والتهديدات التي يواجهها مشروعك.
ثانيًا: اجمع المعلومات وادرس الجدوى أولًا... لا تبدأ بالتنفيذ فورًا
جمع المعلومات الصحيحة عن فكرة مشروع ما، والبحث الجيد للتوصل الى عمل دراسة جدوى مشروع أمر ضروري، وهو الركن الثاني في تحقيق نجاح المشروع التجاري الناجح حتى يصبح مربحا بشكل كبير.
دراسة الجدوى تعتبر علمًا وتحديًا بحد ذاته، وإذا أردت لمشروعك أن يرى النور ينبغي إتقانها جيدًا، وهي الفارق الأساسي بين رجل الأعمال الناجح الحكيم، وبين الشخص المتسلق على عالم التجارة والأعمال الذي ينتهي به الأمر فريسة سهلة لحيتان السوق.
ثالثًا: كن مميزًا لكن لا تكن غريبًا
التميز هو أهم نقطة يتوجب حضورها في أي مشروع، فلا أحد يرغب بنسخة أخرى ذات تقليد سيء عن مشروع موجود بالفعل.
في الواقع إن فكرة تقليد مشروع موجود ليست فكرة سيئة، لكن إذا كان المشروع الذي تقلده في نفس سوقك أو منطقتك، فينبغي عليك أن تحاول التميز عنه بحل مشكلة يواجهها أو بإضافة شيء جديد.
يفقد العديد من الناس بوصلة الطريق أثناء البحث عن التميز لينتهي بهم الأمر بأفكار غريبة ومستهجنة، مما يتسبب لمشروعهم بالموت قبل الولادة حتى.
الأفكار الغريبة قد تنتشر أحيانًا وتأتي لصاحبها بنجاح غير متوقع، لكنها بنسبة 90% تفشل وتسبب الخسارة لا أكثر ولا أقل، فالناس ترتاح لما هو اعتيادي ومألوف وتنفر عما هو غريب ومريب.
رابعًا: احترم احتياجات الزبون والسوق
تقول القاعدة "الزبون دائما على حق"، ورغم أن هذه الفكرة ليست صحيحة 100%، فإنها تبقى عقلانية جدا، بما أن مشاريعنا لا تنجح إلا إذا جذبت الزبون واستجابت لاحتياجاته.
في النهاية، الزبون هو من سيحدد نجاح مشروعك أو فشله، لأنه هو الذي يشتري المنتج ويدفع المال، وإذا أردت أن يعود إليك مجددا، يجب أن تقدم له خدمة ممتازة.
وإذا كنت تفكر جيدا في رأي الزبائن، فإنك ستفهم أهمية الجودة والضمانات، هذه المسألة حاسمة جدا لتحديد نسبة الزبائن الذين سيعودون إليك مرات أخرى.
خامسًا: لا تربط مشروعك بمزود واحد
بالنسبة للمشاريع التجارية فالخطأ القاتل يحدث عندما يرتبط صاحب المشروع بمصدر واحد للسلع أو المنتجات أو الخدمات التي يعتمد عليها مشروعه، حينها فإن غياب هذا المصدر سيعني فشل المشروع أو تلقيه ضربة قاضية.
لا تربط نفسك بمصدر واحد يزودك بما تحتاجه من سلع أو منتجات، من الأفضل دائما أن تترك لنفسك خيارات متعددة وتختار دائما الأفضل من بينها، كما أن هذا سيمنحك القدرة على التفاوض.
لنضرب لكم مثالًا: بفرض أنك تخطط لافتتاح شركة لتجارة أو صنع الأثاث المنزلي وتحصل على الخشب من تاجر واحد كبير ومعروف، بمجرد نجاحك وفرض اسمك على السوق ستكون أمام سيناريوهين:
إما أن التاجر الذي تتعامل معه سيحاول التحكم بك والتسلط على أرباحك لأنه يدرك جيدًا كم أن رزقك معلق به، أو أن أحد المنافسين الكبار الذين أزعجهم وجودك سيحاول إغراء هذا التاجر لكي يتخلى عنك.