يرغب الكثيرون في تطوير أنفسهم وتوسيع آفاقهم المهنية، لكن أغلب الوظائف والأعمال التي تدر المال في الوقت الحالي باتت تتطلب خبرةً وعلمًا، ولا يمتلك الجميع المال والوقت الكافي من أجل اكتساب العلم من الجامعة أو الخبرة من الكورسات التي قد تستمر شهورًا.
تناول موقع "ذا بالانس كاريريز" (Thebalancecareers.com) الأميركي هذا الموضوع، مؤكدًا أن نقص العمالة في بعض المجالات يجبر أصحاب العمل على تعديل أو إلغاء الشروط المرتبطة بالمؤهلات العلمية، وتقديم برامج تدريب مدفوعة الأجر لسد الشواغر في المناصب المطلوبة.
وقد بات هذا التوجه سائدًا في الكثير من المجالات، بل باتت بعض الشركات والمصانع تفضل الموظف الذي تدربه بيدها على الموظف الذي يمتلك شهادات عديدة ويطلب راتبًا أكبر وشروطًا أصعب.
مفهوم التدريب أثناء العمل:
إن المؤسسات التي توفر تدريبًا مهنيا للموظفين الجدد تدفع لهم أجرًا مقابل التعلم أثناء ساعات عملهم. ولا تكون الخبرة مطلوبة لهذا النوع من الوظائف لأن صاحب العمل هو من يدرب الموظف ويوفر له أيضًا تعليمًا تكميليا يساعده في الحصول على ترخيص أو شهادة.
ويوجد الكثير من المهن والصناعات التي توفر التدريب أثناء العمل للموظفين الجدد، خاصة في القطاعات التي يصعب فيها سد الشواغر.
وهناك مجموعة متنوعة من خيارات التدريب مدفوعة الأجر، إذ يعتمد نوع التدريب الذي تحتاجه على الوظيفة ومتطلباتها، وقد تتمكن أيضًا من الحصول على شهادة أو ترخيص كجزء من برنامج التدريب.
لربما يتعذر بالنسبة للبعض العثور على شركة تعرض التدريب أثناء العمل بشكل مباشر، وأحيانًا يجب أن تكون مبادرًا وتتفاوض بنفسك مع الشركة أو صاحب العمل حتى تحصل عندهم على التدريب الكافي مقابل إنجاز العمل براتب أقل من راتب الموظف العادي.
وتشمل برامج التدريب مدفوعة الأجر التلمذة الصناعية وبرامج منح الشهادات وبرامج التدريب الخاصة بالشركات وبرامج التدريب قصيرة المدى، وبالنسبة للطلاب هناك التدريب الداخلي والعمل التعاوني.
تفاصيل برامج التدريب مدفوعة الأجر:
1- التلمذة الصناعية: التدريب المهني مدفوع الأجر متاح في مجالات البناء وتكنولوجيا المعلومات والأعمال التجارية والتمويل والرعاية الصحية والضيافة والنقل والصناعات التحويلية. وخلال فترة التلمذة الصناعية يتلقى العمال أجورا وتدريبا في الفصول الدراسية.
2- برامج منح الشهادات: تقدم بعض المؤسسات، في المجال الصحي والطبي خاصة، تدريبًا مدفوع الأجر وشهادة. فعلى سبيل المثال، قد تقدم المستشفيات ودور رعاية المسنين وغيرها من مرافق الرعاية الصحية تدريبًا مجانيًا للحصول على شهادة مساعد تمريض معتمد من أجل جذب المرشحين.
3- برامج التدريب الخاصة بالشركات: صُممت برامج التدريب أثناء العمل في الشركات لتعليم الموظفين الجدد المهارات والقدرات التي يحتاجونها للنجاح في الوظيفة وفي مكان العمل. يقوم أرباب العمل الذين يقدمون هذا النوع من التدريب بتوظيف مرشحين مبتدئين دون خبرة ويقدمون لهم تدريبًا رسميا.
4- برامج التعليم المستمر في الشركات: تقدم بعض الشركات تدريبا مجانيا على المهارات، وتدفع تكاليف الدراسة الجامعية للموظفين.
5- العمل التعاوني: تُعرف رسميا باسم تجربة العمل التعاوني، وهي برامج لطلاب المدارس الثانوية والكليات تمكنهم من الحصول على أجور أثناء تعلّم وظيفة وحضور الفصول الدراسية. وتقدّم هذه البرامج عبر مكاتب التوجيه بالمدارس الثانوية والخدمات المهنية بالكلية أو أقسام الإرشاد الأكاديمي.
6- التدريب الداخلي: لا يكون التدريب الداخلي مدفوع الأجر دائمًا، ولكن قد تتاح لك فرصة كسب المال أثناء تعلّم مهنة أو صناعة. يكون هذا التدريب عبارة عن تجربة عمل قصيرة المدى، قد يتمكن المشاركون من الحصول على ائتمان جامعي من خلالها.
7- برامج التدريب قصيرة الأجل مدفوعة الأجر: برامج التدريب قصيرة الأجل هي مجموعة متنوعة من برامج التدريب الخاصة بالشركات. في هذه البرامج، يكون التدريب أقصر من برنامج التدريب الرسمي. فعلى سبيل المثال، يُطلب من حراس الأمن المشاركة في دورة تدريبية مدتها 8 ساعات قبل تعيينهم مع 16 ساعة من التدريب أثناء العمل.