يتساءل الجميع عن دور الصين في الحرب الدائرة حاليًا، والاعتقاد الشائع أنها تتبنى موقفًا حياديًا يميل بعض الشيء لصالح الروس. لكن معطيات الساحة الاقتصادية تخبرنا بغير ذلك، فيبدو أن الموقف الصيني أميل للتماشي مع الغرب، في الوقت الحالي على الأقل.
وفي هذا الصدد، يمكن رصد 7 أحداث هامة حملت دلالات اقتصادية تفصح عما يدور في أوساط الصراع حاليًا:
أولًا: مصارف صينية ضخمة توقف تمويل السلع الروسية
في تطور مفاجئ للعلاقات بين البلدين، أوقف مصرفان صينيان تمويل مشتريات للسلع الروسية، في وقت تواجه فيه موسكو عقوبات اقتصادية كبيرة بعد إطلاقها عملية غزو لجارتها أوكرانيا.
ونقلت وكالة "بلومبرغ" أن مصرفين تمتلكهما الدولة الصينية أوقفا إصدار "اعتمادات مالية" بالدولار الأميركي لشراء سلع روسية جاهزة للتصدير.
وقالت الوكالة إن خطوة المصرفين الصينيين تشير إلى وجود دعم محدود من بكين لحليفتها موسكو في الحرب على أوكرانيا.
ويتعلق الأمر بالبنك الصناعي التجاري الصيني وبنك الصين، فيما لا تزال "الاعتمادات المالية" بالعملة الصينية "اليوان" متاحة لبعض العملاء، في انتظار قرار من كبار المسؤولين التنفيذين الصينيين، بحسب "بلومبرغ".
ثانيًأ: بنوك التنمية المدعومة من الصين توقف قروضها لروسيا وبيلاروسيا
أعلن البنك الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية المدعوم من الصين أنه سيعلّق الأعمال المرتبطة بروسيا وبيلاروسيا، ما يدل على تزايد عزلة هذين البلدين بسبب الحرب في أوكرانيا.
وفي بيان صدر الخميس الماضي، قال البنك الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية إنه "من أجل مصلحة البنك، قررت الإدارة تعليق كل الأنشطة المرتبطة بروسيا وبيلاروسيا ووضعها قيد المراجعة".
وبكين هي أكبر مساهم في هذه المؤسسة متعددة الأطراف، وهو مشروع للرئيس الصيني "شي جينبينغ"، وتملك حق التصويت فيها بنسبة 27%.
وأطلق البنك عام 2016 لمواجهة هيمنة الغرب على البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
ثالثًا: المشترون الآسيويون يتخلون عن السلع الروسية
قرر المشترون الآسيويون، التراجع عن امتلاك مجموعة واسعة من السلع الروسية مثل النفط والغاز والفحم وتأجير السفن الروسية، بسبب حالة عدم التأكد المتزايدة بشأن المدفوعات وتوسيع الجهود لفصل موسكو عن النظام المالي العالمي. ومن المثير للاهتمام أنهم اشتروا الذرة وفول الصويا من الولايات المتحدة.
وبحسب مذكرة لـ "ستاندرد آند بورز"، تظهر حالة عدم اليقين من تورط عدد متزايد من شركات الطاقة والبنوك الروسية في العقوبات الدولية، مما أجبر البنوك الآسيوية على اتخاذ تدابير احترازية ووقف إصدار خطابات الاعتماد لتداول أو شراء السلع الروسية.
رابعًا: سعر صرف الروبل ينهار أمام اليوان الصيني
على الرغم من أن الروبل ينهار أمام جميع العملات، إلا أن هذا الخبر يحمل أهمية فائقة بالنسبة لموسكو، لأن الصين هي الشريك التجاري الأكبر للروس.
خامسًا: الصين أمام أزمة العقارات مجددًا
تفاقمت أزمة العقارات في الصين، حيث أظهرت البيانات أن المبيعات في أكبر 100 شركة إنشاءات خسرت بنسبة 47٪ في فبراير/ شباط على أساس سنوي، وهو أسوأ من يناير/ كانون الثاني. علاوة عن أن هناك فاتورة سندات (ديون) كبيرة يجب دفعها هذا الشهر.
سادسًا: استراتيجية صفر كوفيد منتهية الصلاحية
أدركت الصين أخيرًا أن الوصول إلى "صفر كوفيد" هو أمرٌ أقرب للمستحيل، لذلك فقد تخلت عنها جزئيًا أمام الموجة الخامسة الجديدة من الفيروس، رغم أن الوفيات ما زالت حاضرة.
سابعًا: سوق الأسهم الصيني ليس على ما يرام
السمة السائدة على أسواق هونج كونج مؤخرًا هي الهبوط. وإذا حدث انخفاض آخر بنسبة 0.95 ٪ يوم الاثنين، سيغلق مؤشر هانج سينج عند أدنى مستوى منذ عام 2016.
ملاحظة: مؤشر هانج سينج هو مؤشر سوق الأوراق المالية الموزون بالقيمة السوقية والمرجح في هونغ كونغ. يتم استخدامه لتسجيل ومراقبة التغيرات اليومية لأكبر الشركات في بورصة هونغ كونغ وهو المؤشر الرئيسي لأداء السوق العام هناك. حيث تمثل هذه الشركات المكونة من 50 شركة حوالي 58٪ من القيمة السوقية لبورصة هونج كونج.