افتتحت البورصة الروسية تداولات اليوم الاثنين على انهيارٍ مدوي للروبل الروسي بأكثر من 29٪، مسجلًا بذلك أدنى مستوى له على الإطلاق. وقد حدث ذلك نتيجة موجة هلع في الأسواق بعد إعلان الدول الغربية عزل بنوك كبرى في روسيا عن شبكة سويفت.
وتم تداول الروبل عند مستوى منخفض يصل إلى 119 مقابل الدولار؛ وقد بدأت التجارة الخارجية في الصباح خلال ساعات آسيا، من حوالي 84 مقابل الدولار في اليوم السابق.
وأكد البنك المركزي الروسي يوم الاثنين أنه منع وسطاءه من تنفيذ أوامر البيع من الأجانب في الوقت الذي يسعى فيه لاحتواء تداعيات السوق المالية. وقال أيضا إنه سيحرر 733 مليار روبل (8.78 مليار دولار) من احتياطيات البنوك المحلية لتعزيز السيولة.
رفع عاجل للفائدة:
على وقع الانهيار الحاصل، أعلن البنك المركزي الروسي، رفع الفائدة من 9.5% إلى 20% ليتمكن من مواجهة العقوبات الاقتصادية التي يفرضها الغرب عليها بسبب غزو أوكرانيا.
وقال البنك في بيانه: "لقد تغيرت الظروف الخارجية المحيطة بالاقتصاد الروسي بشكل حاد"، وتابع مبررا قراره: "رفع معدل الفائدة سيضمن ارتفاعا بمعدل الإيداع إلى المستويات المطلوبة لتعويض تدهور القيمة وزيادة التضخم والحماية من مخاطرهما".
وأردف البنك المركزي في بيانه: "هذا الأمر ضروري لتحقيق استقرار الأسعار والاستقرار المالي وحماية مدخرات المواطنين من انخفاض القيمة".
وقد عاد الروبل الروسي بعد رفع الفائدة إلى مستويات 95 دولارًا، لكن ذلك لا يبشر بالخير على أي حال – وفقًا للمراقبين – فالأسواق الآن في حالة تخبط وذعر ليس لها مثيل في تاريخ روسيا الحديث.
الشعب الروسي يصطف بطوابير طويلة أمام الصرافات:
منذ البارحة الأحد، اصطف الروس أمام ماكينات الصراف الآلي في أنحاء البلاد لسحب عملات أجنبية، متجاهلين نداءات البنوك للهدوء.
وجاء التدافع البارحة على العملات الأجنبية بالرغم من قيام بعض البنوك ببيع الدولار بسعر أعلى بمقدار الثلث عن سعر إغلاق السوق يوم الجمعة الماضي، ويتجاوز بكثير الحاجز النفسي المهم البالغ 100 روبل للدولار.
واتفقت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا يوم السبت على إزالة البنوك الروسية الرئيسية من نظام "سويفت"، الذي يربط أكثر من 11000 مؤسسة مالية تعمل في أكثر من 200 بلد وإقليم، وهو أقوى الأسلحة المالية التي يمكن أن تُعاقب به دولة، إذ سيقطع البلاد عن جزء كبير من النظام المالي العالمي.
وكتب تحالف القوى العالمية في بيان مشترك أعلنت فيه الإجراء الانتقامي الكبير: "سيضمن هذا فصل هذه البنوك عن النظام المالي العالمي ويضر بقدرتها على العمل على مستوى العالم".
ويعني استبعاد روسيا من نظام سويفت، أن بنوكها لن تكون قادرة على التواصل بشكل آمن مع البنوك خارج حدودها، وهي نفس العقوبة التي صدرت بحق إيران في عام 2014 بعد التطورات في برنامج طهران النووي.
ومن جانبها أعلنت جمعية الاتصالات العالمية المالية "سويفت" أنها تستعد لتنفيذ العقوبات المالية على المصارف الروسية.