أفادت وسائل إعلام عربية وعالمية، أن بعض المحافظات العراقية في الشمال، وعلى رأسها نينوى ومركزها مدينة الموصل، تشهد نقصا في الوقود.
ويشتكي الأهالي هناك من طوابير انتظار طويلة أمام المحطات، في مشهد يتكرر منذ أيام، في حين قال مسؤولون إن سبب الأزمة هو تهريب الوقود إلى إقليم كردستان العراق المجاور.
طوابير طويلة وانتظار بالساعات في بلد يفيض بالنفط:
منذ نحو أسبوع تقف يوميا عشرات السيارات في طوابير تنتظر ساعات أمام محطات الوقود في الموصل، في حين كان عناصر من الجيش يداومون على حراسة المحطات.
واشتكى سائق الأجرة "عبد الخالق الموصلي" من هذا الوضع وقد كان واقفا ينتظر تعبئة سيارته بالوقود، إذ قال "نقضي حياتنا كلها أمام محطات الوقود وفي الطوابير، أصبح روتينا".
وقال سائق آخر يدعى "مروان صباح" أن "هناك أزمة وقود وازدحام، لقد بات الأمر عبئا على كاهل المواطن الفقير".
وتشهد محافظة نينوى على نحو متقطع أزمة نقص في الوقود، على الرغم من أن المادة مدعومة حكوميا إذ يباع لتر البنزين بنحو 500 دينار (أي 33 سنتا من الدولار) في المحافظة. لكن سعره أغلى بنحو الضعف في إقليم كردستان المجاور الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ عام 1991.
والموصل (مركز نينوى) التي شهدت حروبًا طوال السنوات الماضية، ولا تزال أجزاء كبيرة منها مدمرة، تقع على بعد نحو ساعة ونصف الساعة من أربيل (مركز إقليم كردستان)، وثمة نقاط أمنية بين المدينتين لمراقبة حركة السير بينهما لأسباب أمنية.
وفي سياق حديثه عن أزمة البنزين في الموصل، أشار محافظ نينوى "نجم الجبوري"، في حديث تلفزيوني أول أمس الخميس، إلى "معلومات" تفيد بأن "جزءا من هذه المنتجات قد يكون ضحية التهريب".
وأكّد أنه أعطى توجيهات لقوات الأمن لتشديد "السيطرات" (النقاط الأمنية) في سبيل "عدم خروج أي منتجات نفطية خارج المحافظة".
وتتلقى محافظة نينوى يوميا أكثر من مليوني ليتر من الوقود، وهي أعلى حصة مخصصة بعد محافظة بغداد، وفق ما أوضح "إحسان موسى غانم"، وهو معاون المدير العام لشركة توزيع المنتجات النفطية، مشيرا إلى أنه "لا توجد أي أزمة في محافظة نينوى".
وقال إن ارتفاع أسعار البنزين في إقليم كردستان مقارنة بالمناطق العراقية الأخرى شكل ضغطا على محافظة نينوى، لأن كثيرا من أهالي مناطق الإقليم المحاذية للمحافظة يأتون إليها للتزود بالوقود.
وأضاف أن "ارتفاع الأسعار يؤدي إلى انتقال الوقود من المناطق الأقل سعرا (محافظة نينوى) إلى المحافظات الأكثر سعرا (إقليم كردستان)".
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن العراق يقبع على احتياطات هائلة من النفط، فهو ثاني أكبر مصدّر له في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بحجم 3.5 ملايين برميل في اليوم، ويمثّل النفط 90% من عائداته.