التداول في البورصات هو أمرٌ تكتنفه المخاطرة بشكلٍ لا يمكن الاستهانة به، فسواءً كنت متداولًا في سوق العملات أو السلع والمعادن الثمينة أو الكريبتو أو الأسهم، ستكون معرضًا لخسائر صادمة عندما تهمل أساسيات الأمان ومبادئ المخاطرة.
نعم المخاطرة مطلوبة للربح، والتداول الحذر والجبان قد يجعلك تضيع الوقت لا أكثر، لكن المطلوب من المتداول الحذق أن يدرك متى وكيف وإلى أي درجة يخاطر.
في هذا الصدد، فقد نشر موقع "إنفستوبيديا" (Investopedia) الأميركي مقالا يوضح فيه أهم العناصر التي يجب أن يتعلمها المستثمر في البورصة لإدارة المخاطر.
أولًا: لا تبدأ التداول بدون تحديد حجم المخاطرة
أولى الخطوات التي يجب أن تبدأ بها هي تحديد أهم العوامل أو المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها. تحديد هذه المخاطر سيجعلك تفكر في وضع خطة احتياطية، ما سيمنحك القدرة على التصرف إذا تحولت هذه المخاطر إلى واقع.
ما نقصده بكلمة المخاطر هنا هو إما تقلبات الأسواق التي تنتج عن القرارات الاقتصادية والأزمات العالمية وما شابه، أو ماهية الأصل المالي الذي أنت على وشك الاستثمار به.
على سبيل المثال: ليس من الحكمة شراء الذهب في فترة يجري الحديث بها عن رفع الفائدة على الدولار. وبالنسبة للنوع الثاني من المخاطر، ليس من الحكمة الاستثمار بعملة رقمية ذات مشروع مجهول التفاصيل ولا يمكن تنفيذه على أرض الواقع.
المخاطرة الكبيرة تأتي أحيانًا مع أرباح كبيرة، فالمراهنة على مشروع مؤهل للنجاح وشراء أصوله المالية (عملات أو أسهم) سيكون مخاطرة تستحق الخوض. على الجانب الآخر هناك أيضًا خسائر كبيرة، فالمشروع الناشئ مؤهل للفشل والإفلاس أيضًا.
ثانيًا: قاعدة 1%
تقول هذه القاعدة باختصار إنه لا يجب أن تضع أكثر من 1% من رأس المال الخاص بك في صفقة واحدة. وهي قاعدة تنطبق على المستثمرين الكبار الذين يملكون رؤوس أموال ضخمة.
أما إذا كنت من صغار المستثمرين، فيمكن تعديل هذه القاعدة واختيار نسبة معينة تعلم أنها لن تعرضك لخسائر صادمة لا تقدر على تحملها.
ما نقصده بصفقة واحدة هنا، هو عملية بيع أو شراء واحدة، وليس الاستثمار بأكمله (بالتأكيد لن تقوم بتوزيع رأس مالك على 100 استثمار مختلف فهذا سيصيبك بالتشتت).
ثالثًا: وازن جيدًا بين نسبة المخاطرة وحجم الربح
استهدف إجراء 5 صفقات رابحة حيث تخاطر بنسبة 1% في كل مركز، بدلاً من صفقة رابحة واحدة، حيث تخاطر بنسبة 5% من رأس المال الخاص بك. على المدى الطويل، هذا لديه فرص أفضل لجني الأرباح ومنع حدوث الخسائر الكبيرة.
باختصار: كلما زاد عدد صفقات البيع والشراء كلما قلت المخاطرة في إجمالي الاستثمار، لكن ذلك قد يقلل الأرباح المتوقع جنيها أيضًا.
رابعًا: استخدم وقف الخسارة
تتلخص الفكرة في تعيين حد وقف الخسارة، وسيمكنك وقف الخسارة من التحكم في المبلغ الذي من المحتمل أن تخسره في أي صفقة.
يتم تطبيق حدود وقف الخسارة من خلال أوامر محددة لوضع آلية تبيع أصولك بمجرد وصولها إلى مستوى سعر معين. إذا بقي سعر السهم أعلى منه، فلن يتم تشغيل حد وقف الخسارة، وسيظل مركزك مفتوحا. ومن خلال حدود وقف الخسارة، يمكن للمتداولين تلقائيا إغلاق الصفقة عندما ينقلب السوق ضدهم.
خامسًا: استخدم أوامر جني الأرباح
لا بد من وضع حدود معينة لجني الأرباح، لتجنب الحركة التصحيحية نحو الأسفل، ولكيلا يسيطر عليك الطمع وتتصرف بما يعاكس المنطق.
غالبا ما يتم استخدام أوامر جني الأرباح بالاشتراك مع أوامر وقف الخسارة. وبهذه الطريقة، يمكن للمتداول ضمان السيطرة الكاملة على صفقاته المالية المفتوحة.
إذا خرجت من استثمار ما بربح جيد فلا تطيل النظر بالاتجاه القادم للاستثمار، ولا تندم أن قيمة الأصل المالي ارتفعت بعد خروجك، أو تشعر بالحماس حينما تجدها انخفضت وتعجل بإعادة الشراء.