يحتدم الجدل حول احتمالية اندلاع حرب بين روسيا وأوكرانيا، حيث ستمتد أضرارها لتشمل العالم أجمع، لكن بعض الخبراء يرون أن القوى الغربية العظمى لا تحبذ حدوث هذا السيناريو على الإطلاق، لأن القارة الأوربية ستعاني الأمرين بدون الغاز الروسي.
أما في الاتجاه المقابل فيجادل البعض أن الولايات المتحدة ليست ساذجةً لدرجة ترك شقيقتها المدللة أوروبا رهينة بيد الروس، وأن احتمالات عدة قد تغني عن الغاز الروسي أهمها الموارد القطرية.
وردًا على وجهة النظر تلك، ادعت تقارير إعلامية روسية أن قطر لن تكون قادرة على زيادة إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا بشكل كبير في حال حدوث أي اضطراب في التدفقات الروسية.
وقالت المصادر الروسية إن قطر، أحد أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، تنتج بالفعل بكامل طاقتها ويتم إرسال معظم شحناتها إلى آسيا بموجب عقود طويلة الأجل لا يمكنها كسرها.
وقالوا إن الدولة الخليجية لا تريد التنازل عن تلك الشراكات الآسيوية حتى لو كان ذلك سيؤدي إلى جني ثمار سياسية في أوروبا والولايات المتحدة.
على جانب آخر، صرح مسؤولان كبيران في إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" مؤخرًا، بأن الولايات المتحدة مستعدة لضمان إمدادات بديلة تغطي الغالبية العظمى من أي نقص محتمل في الغاز، علما بأن الأمر قد يستغرق عدة أيام إلى أسبوع أو أسبوعين.
حدث ذلك بعد أن ناقشت إدارة "بايدن" كبار منتجي الغاز، بما في ذلك قطر، حول إمكانية إرسال المزيد من الشحنات إلى أوروبا في حال توقف الإمدادات الروسية إلى أوكرانيا، حسبما نقلت وكالة "بلومبيرغ" عن 3 مصادر مطلعة على الأمر.
ولا يخفى أن هذه التوترات بدأت بعدما قامت روسيا بحشد عشرات الآلاف من جنودها على حدود أوكرانيا استعدادا لاجتياحها على حسب الرواية الأمريكية، وهو ما تنفيه موسكو بشكل قطعي، محذرة في الوقت ذاته من مخاطر تهدد أمنها القومي من جانب حلف الناتو والقوات الأوكرانية التي تلقت دعما متزايدا في الفترة الأخيرة من الغرب.
وحذرت روسيا باستمرار من مخاطر "العسكرة" الغربية لمنطقة شرق أوروبا بما في ذلك نشر الصواريخ وتحشيد القوات وتقديم الدعم العسكري لبعض الأطراف، بما يهدد أمن البلاد القومي، خاصة في ظل ضغط الحلف العسكري الغربي للتوسع نحو أراضيها.
في سياقٍ متصل، كانت شركة "غازبروم" الروسية، قد أعلنت يوم الاثنين الماضي، أن الدول الأوروبية استخدمت بالفعل أكثر من 70% من الغاز الاحتياطي الذي يضخ خلال الصيف من منشآت التخزين تحت الأرض في المنطقة.
وأشارت إلى أن مستوى المخزونات في مرافق البنية التحتية للغاز في أوروبا منذ 11 كانون الثاني/ يناير "انتقل إلى منطقة أدنى مستوياتها القياسية على مدار عدة سنوات".