لعل أكثر اللاجئين الجدد في العالم خلال السنوات الأخيرة هم من الجنسية السورية، وذلك يرجع لأسباب عديدة بدايةً من الحرب وصولًا لتردي الوضع الاقتصادي وغياب آفاق المستقبل في البلد. لكن القاسم المشترك بين جميع السوريين هو مساهمتهم بشكل إيجابي في اقتصاد البلاد التي هاجروا إليها.
في هذا التقرير سنستعرض مساهمات المواطن السوري في أبرز دول المهجر، بترتيب تصاعدي حسب نسبة تواجد السوريين في تلك الدول.
السوريون في الجزائر:
كشفت تصريحات رسمية جزائرية عن تنامي النشاط التجاري للسوريين على أراضيها بشكل ملحوظ رغم محدودية أعداد اللاجئين السوريين التي وصلت للبلد العربي الأفريقي.
وأكد وزير التجارة وترقية الصادرات الجزائري "كمال رزيق"، أن الشركات السورية احتلت مكانة بارزة بين الشركات التي تعمل في البلاد بنسبة وصلت إلى 11 بالمئة من مجموع الشركات الأجنبية، وبفارق قليل عن التركية التي جاءت بالصدارة بنسبة 14 بالمئة والفرنسية بنسبة بلغت 13 بالمئة.
وأضاف أنه بالنسبة لفئة التجار الطبيعيين الموجودين في الجزائر، كانت حصة الأسد من نصيب التجار السوريين بـ 30 بالمئة، يليهم التونسيون بـ 25 بالمئة، ثم المغاربة بـ 15 بالمئة.
وتعقيباً على النشاط التجاري الملحوظ للسوريين، نقلت الصحيفة عن الخبير الاقتصادي "فريد بن يحيى" قوله إن الكثير من السوريين ينشطون في ورشات الخياطة ومحلات “الفاست فود” وبيع العجلات والأقمشة، وغيرها من مختلف أنواع التجارة.
وأضاف أن الفرد السوري معروف بحبه للتجارة والحرف منذ الصغر، مشيداً بمزاولة الشباب السوري للتجارة حتى أثناء تلقيهم التعليم.
السوريون في مصر:
يقترب عدد السوريين في مصر من الـ 500 ألف رسميًا، وأصبحوا يشكلون إحدى أكبر الجاليات في البلد، حيث يتوزعون في مختلف المحافظات المصرية ويتفاوت وضعهم الاقتصادي بين الوسط والجيد، مثلهم كمثل أغلب المواطنين المصريين.
انطلاقاً من الحكمة القائلة "الحاجة أم الاختراع"، اقتحم السوريون كل مجالات العمل في مصر تقريباً، وبدأ بعضهم كما يقال (من تحت الصفر)، بينما شق آخرون طريقهم بآلاف الدولارات، معلنين عن تواجدهم الفعلي، فخلقت الجالية السورية عالماً خاصاً بها غير منفصل عن المجتمع الأصلي، واستغلوا كل طاقتهم لوضع بصمتهم على كل ما يتعلق بحياة المصريين.
شارع السوريين في منطقة الحصري بمدينة 6 أكتوبر، شاهد على قوة تواجد السوري في مصر، وأصبح الشارع كخلية نحل تعمل من أجل لقمة العيش.
ويعد القطاع الغذائي هو أبرز ما يعمل به السوريون هناك، لكن بعضهم يعمل في قطاعات أخرى كالصناعة والتجارة.
السوريون في تركيا:
بحسب آخر الإحصائيات الصادرة عن دائرة الهجرة التركية، بلغ عدد السوريين من اللاجئين في تركيا نحو ثلاثة ملايين و672 ألفاً و646 سورياً في عموم ولايات البلاد، يمثلون 4 بالمئة من سكان تركيا.
ولفتت الإحصائية إلى تمركز نحو ثلث اللاجئين السوريين في الولايات الجنوبية المحاذية لسوريا بواقع مليون و414 ألفاً و80 سورياً.
واعترف صناعيون أتراك بالدور الكبير للعمال السوريين في تركيا، معتبرين أنه لولا العمال من اللاجئين السوريين لتوقفت الكثير من المصانع التركية.
ونشرت صحيفة تركية تقريراً سلّطت فيه الضوء على واقع العمّال السوريين اللاجئين في تركيا، وذلك من خلال تصريحات أدلى بها أحد أصحاب الشركات الكبرى في البلاد للصحيفة، كشف من خلالها عن أهمية وجود المهجّرين السوريين داخل المؤسسات الصناعية بالقول إنه "لولا المهجّرون السوريون لتوقفت المصانع".
وأظهرت بيانات "اتحاد الغرف وبورصات السلع في تركيا"، أن السوريين ساهموا بتأسيس 124 شركة مع شركاء في تركيا، برأسمال قدره نحو 59 مليون ليرة تركية، خلال الربع الأول من العام الحالي فقط.
وبحسب ما نقل موقع "تي ري تي خبر" التركي، فقد تأسست 3218 شركة مع شركاء أجانب في تركيا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2021، برأس مال إجمالي يقترب من 2.2 مليار ليرة تركية، 88.14% منه أجنبي.
وبالنظر إلى توزع هذه الشركات حسب الدول، فقد جاءت الشركات السورية بالمرتبة الثانية بعد الإيرانية (200 شركة)، بينما حلت الشركات الأردنية ثالثاً بـ 84 شركة.
وحلت ولاية اسطنبول في المرتبة الأولى بين الولايات بعدد الشركات الجديدة بألفين و31 شركة، ورأس مال يقارب 1.8 مليار ليرة، وتبعتها ولاية أنطاليا بـ 158 شركة، وأنقرة 145 شركة، ومرسين 118، وغازي عينتاب 116، وبورصة 105 شركات.