ثمرة يريد الجميع قطفها... مطار كابول الدولي يجمع تركيا والإمارات وقطر في نقطة مشتركة

12/12/2021

تستمر قطر وتركيا بالعمل على مساعدة حكومة أفغانستان من أجل إعادة بناء مطار كابول الدولي، وذلك بحسب تصريحات وزير الخارجية القطري "محمد عبد الرحمن آل ثاني"، عقب محادثات أجراها مع نظيره التركي "مولود جاويش أوغلو" في الدوحة.

وأفادت وكالات أنباء بأن الإمارات أيضًا أجرت مباحثات مع الحكومة الأفغانية لإدارة مطار كابول، بالتزامن مع توقيع كل من الإمارات وتركيا 10 اتفاقيات تجارية واقتصادية خلال زيارة ولي عهد أبوظبي أنقرة لأول مرة منذ 12 عامًا.

وقد تحدثت وكالة إعلام روسية شهيرة كانت قد قامت بتحليل القضية، أن جميع هذه البيانات والمعلومات تشير، ربما، إلى إمكانية وجود تنسيق مدروس بين كل من قطر والإمارات وتركيا، خصوصًا في المجالات الإقليمية، كدعم حركة "طالبان" أو دعم بعضها البعض ماليا واستراتيجيا في المنطقة.

ثمرة يريد الجميع قطفها:

مع تولي حركة "طالبان" زمام السلطة في أفغانستان، بقي مطار كابول الدولي "مشلولا"، حيث لم تتمكن الحكومة الجديدة من ترميم المطار، لذلك كان هناك حاجة، أكثر من أي وقت مضى، إلى وجود مساعدة خارجية لإعادة تأهيل المطار وتشغيله.

وكانت الإمارات قد أعربت في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عن استعدادها للمشاركة في تنظيم عمل مطار كابول الدولي، وبعد اجتماع بين وزيري خارجية قطر وتركيا في 6 ديسمبر/ كانون الأول، أعلن البلدان أنهما سيعملان معا لمساعدة الحكومة الأفغانية في إعادة بناء المطار وإدارته.

السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل تشهد أفغانستان تنافسًا على النفوذ، أم أنه تجميع للجهود؟ الأمر المؤكد، هو أن تشغيل مطار كابول الدولي في العاصمة الأفغانية سيعزز بشكل كبير نفوذ الحكومة الجديدة في أفغانستان.

وأشار "غوخان إيريلي"، منسق دراسات الخليج في مركز دراسات الشرق الأوسط، إلى أنه من "المرجح أن تتنافس الإمارات مع قطر وتركيا على النفوذ في كابول".

وبدوره، يعتقد الدكتور "مختار غباشي"، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن كل من الدوحة وأبو ظبي تحاولان الدخول إلى أفغانستان من اتجاهات مختلفة، ويظهران حتى اللحظة، كمتنافسين على النفوذ أكثر من كونهم حلفاء ينسقون تحركاتهم.

ووفقًا للدكتور "غباشي"، فإن قطر وتركيا تعملان معا في أفغانستان، بينما تميل الإمارات للتنسيق مع السعودية، وبالتالي فإنهما يعملان في كابول بمفردهما.

قد يكون الأمر مختلفًا عن مجرد منافسة:

على الرغم من التقارير التي تتحدث عن وجود منافسة في كابول، لكن المشهد خارج أفغانستان مختلف تماما، ويعتقد بعض الخبراء أن البلدان الثلاثة التي أظهرت اهتمامًا في أفغانستان، لديها نقطة مشتركة أخرى خارج المشهد الأفغاني، حيث دعمت كل من قطر والإمارات تركيا ماليًا، في نفس الوقت، أثناء انهيار الليرة التركية في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني.

واعتبر "غوخان إيريلي"، منسق دراسات الخليج في مركز دراسات الشرق الأوسط، أن التدفقات والعلاقات المالية، على عكس الجغرافيا السياسية، تكشف عن تحولات بسيطة تحدث في المنطقة، مشيرًا إلى أن هذه الدول الثلاث تظهِر تنسيقا بين بعضها البعض.

ومن جهة أخرى، يعتقد الدكتور "مختار غباشي" أن قطر والإمارات ليستا جاهزتين بعد للقيام بمثل هذا التحالف مضيفًا: "لم تنس الدوحة بعد الحصار الإقليمي عليها في الخليج، والذي شاركت فيه الإمارات أيضًا".

مخاطر وتحديات جديدة:

اعتبر "غباشي" أن وجود مثل هذا الحلف أو التقارب قد ينطوي على خطر ظهور لاعبين آخرين في الخليج العربي، أو منافسين محتملين، مثل إيران، أو عدم وجود رضا من قبل الجانب السعودي.

وصرح في هذا الصدد: "لن تكون السعودية مرتاحة للتقارب الإماراتي التركي، أما إيران فرغم الخلافات مع تركيا ووجهات النظر والتحركات المختلفة في الساحات الدولية، إلا أنه لم يصل للاحتكاك أو الصدام أو الصراع، وهناك تنافسية بينهما"

شارك رأيك بتعليق

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات متعلقة: