من اللافت للغاية أنه بعد أن كان السؤال الأكثر تردداً في الماضي: هل نشتري البيتكوين أم لا؟ أصبح السؤال الآن: أيهما أفضل.. البيتكوين أم الذهب؟
في هذا الصدد فقد نشر موقع Business Insider الأمريكي تقريراً يقارن بين العملة الرقمية الشهيرة ومخزن القيمة المعروف تاريخياً، وهو الذهب، مستطلعاً رأي 10 خبراء، أشاروا إلى أنه غالباً ما يُنظر إلى كلا الأصلين على أنهما طرق مختلفة لتنويع المحفظة الاستثمارية أو كأداة تحوطٍ ضد تضخم العملة الورقية الناجم عما يراه بعض المراقبين على أنه سياسات مالية ونقدية غير مستدامة.
وجهة نظر أنصار الذهب:
يقول المستشار المالي المخضرم "ديفيد روزنبرغ"، إن "تصويته سيكون للذهب لأنه يرتكز إلى سجل تاريخي ممتدٍّ لآلاف السنين كمخزن للقيمة، ولا تزيد نسبة تقلباته عن خمس معدل التقلبات التي تمر بها عملة البيتكوين، كما أنه لا يواجه هذا القدر من مخاطر المنافسة التي تخوضها. واليوم الذي تختار فيه ملكة بريطانيا إليزابيث مقايضة أرطال الذهب الخمسة في تاجها بالاستثمار في العملات المشفرة هو اليوم الذي سأغير فيه رأيي".
ويفق معه "فيل بيكر" رئيس شركة Hecla Mining للتعدين ومديرها التنفيذي، بقوله إن "الذهب والفضة لطالما كانا مخازن للقيمة ووسائط للتبادل على مدى 4 آلاف عام على الأقل من عمر الحضارات كافة وفي كل ركن من أركان العالم. كما أن الذهب لديه سبل إمكانية وصول لا مثيل لها للناس من جميع المستويات الاقتصادية وعلى اختلاف معارفهم التكنولوجية. كما أن الذهب هو العملة النهائية للبنوك المركزية، والفضة كذلك للناس. ومع ذلك، فإن هناك مساحة أيضاً للعملات المشفرة لأن طبيعتها الرقمية تشكّل اختلافاً أساسياً عن الذهب والفضة. غير أن هذه الخاصية تكفل أيضاً ألا تحل العملات المشفرة محل الذهب والفضة في أي وقت من الأوقات، وأن الأمور ستؤول إلى تحسن قيمة المعادن في النهاية".
وفي معرض تأييده للذهب، يقول "مايكل رينولدز" مسؤول إستراتيجيات الاستثمار في شركة Glenmede، إن "أحد الافتراضات الكامنة وراء حالة البيتكوين بوصفه أحد الأصول الصاعدة هو العرض المحدود، ومع ذلك فإن واقع الأمر أن المعروض من العملات المشفرة، في العموم، غير محدود من الناحية النظرية. كما أن البعض يمتدح البيتكوين باعتباره أداة تنويع للمحفظة الاستثمارية، لكنه أظهر حتى الآن ارتباطاً أعلى بقيمة الأسهم عن الوضع مع الذهب، لا سيما خلال الفترات التي تشهد ضغوطاً في سوق الأسهم وعندما يميل التنويع إلى إضافة أكبر قيمة".
كيف يدافع أنصار البيتكوين عن موقفهم؟
يعتبر الخبير والمستثمر "أنتوني بومبلانو" أحد الأنصار المتحمسين لعملة البيتكوين، ويستند في تأييده إلى أن "عملة البيتكوين ارتفعت بمقدار 100 ضعف عن الذهب كمخزن للقيمة"، ويقول "بومبلانو" إن العالم كله يدرك ذلك وبدأ بالفعل في إعادة تقييم العملات الرقمية. ومن ثم،فهو يعتقد أن "القيمة السوقية لعملة البيتكوين ستتجاوز القيمة السوقية للذهب بحلول عام 2030. ولهذا السبب لا يمتلك ذهباً ولديه نسبة مادية من صافي ثروته مستثمرة في البيتكوين".
ويشير "بافيل ماتفيف"، الرئيس التنفيذي لشركة Wirex لخدمات الدفع الإلكتروني، إلى التطورات الأخيرة التي تدفع كلها، بحسب ما يرى، إلى صعود البيتكوين، ويقول: "إن عمليات التداول على العملات الرقمية بدأت تستحوذ على اهتمام ملايين الأشخاص الذين لم يكونوا ينظروا إلى العملات الرقمية سابقاً بوصفها أحد الأصول البديلة. غير أن البيتكوين والعملات الرقمية تختلف في أنها ممكنة التداول بسهولة على المنصات الرقمية. كما أن شركات عالمية تقدمية فتحت الباب أمام تلقي المدفوعات بعملة البيتكوين، وشركات كبرى مثل (تسلا) تقوم بدور نشط في الترويج لعملة البيتكوين. وكل هذه السيولة وسهولة التبادل والاستخدام الأوسع نطاقاً في الاقتصاد الحديث هي بعض عوامل التفاضل الرئيسية التي تنحاز إلى البيتكوين والعملات الرقمية".
ومن ناحية أخرى، يرتكز "جي بي ثيروت" الرئيس التنفيذي لشركة Uphold، إلى الإمكانيات الطموحة التي تختص بها العملات الرقمية، فإلى جانب اشتراكها في الصفات الدفاعية (الاحتفاظ بالقيمة) مع الذهب، تمتلك عملة البيتكوين إمكانية الصعود إلى مضاعفات مذهلة، وذلك في حين أنه لا أحد يعتقد أن الذهب قد يفعل ذلك.
كما أن الكمية المتاحة للتداول من عملة البيتكوين كميةٌ محدودة، على خلاف الذهب. ولا زيادة في الطلب يمكن أن تغير ذلك (عملات البيتكوين الجديدة يتم إنشائها بمعدل متناقص ويمكن التنبؤ به، ما يعني أن الطلب يجب أن يأتي لاحقاً على حساب هذا المستوى من التضخم لكي يبقى السعر ثابتاً). وهذا يجعل قابلية السعر للتطاير شديدة المحدودية".
أما المستثمر المخضرم والثري "مايك فينوتو"، فيقول إنه "من المحتمل ان يختار البيتكوين، لكن لماذا لا يكون كلاهما؟ فالتحوط في الاستثمارات هو تنويعها، ومن ثم يمكن استخدام البيتكوين وسيلةً للتحوط من أي خسارة للأموال في استثمارات أخرى".