بينما كان الذكاء الاصطناعي هو عبارة عن شيء أشبه بالخيال العلمي في العقود الماضية، إلا أنه يلعب الآن دورًا كبيرًا في تسيير حياتنا وفي كافة تطبيقات التكنولوجيا التي نستخدمها يوميًا، ورغم كل ذلك ما زلنا في بداية الطريق.
وتكمن قوة الذكاء الاصطناعي في قدرته على التطور المستمر، مما يثير مخاوف من أن تتجاوز هذه التقنية قدرة وذكاء الدماغ البشري ذات يوم.
وبغض النظر عن هذه المخاوف وغيرها، يتناول" كاي فو لي" و "تشين كيوفان" في كتابهما "الذكاء الاصطناعي 2041: عشر رؤى لمستقبلنا "توقعات بشأن كيفية تغيير الذكاء الاصطناعي لحياتنا خلال العشرين عاماً المقبلة.
طريقة عمل البشر والوظائف:
ستصبح جميع البيانات تقريباً رقمية في غضون 20 عاماً، مما يجعل من الممكن استخدام الذكاء الاصطناعي في صنع القرارات والتحسين.
وسوف يحل الذكاء الاصطناعي والأتمتة محل معظم الموظفين، وستقوم الروبوتات والذكاء الاصطناعي بتصنيع المنتجات وتوصيلها والتسويق لمعظم السلع، بالإضافة إلى القيام بالأعمال المنزلية، وتصميم المنازل وبنائها، وغير ذلك من عمليات.
ولأن الروبوتات والذكاء الاصطناعي يعملان على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، دون شكوى من ضغط العمل، ودون تلقي أي أجر، فسوف يساهم ذلك في تقليل تكلفة معظم السلع.
سوف يحل الذكاء الاصطناعي محل الوظائف المكتبية الروتينية مثل التسويق عبر الهاتف، لكنه على الجانب الآخر سيساعد محللي الأبحاث والمحامين والصحفيين كثيراً في عملهم، من خلال جمع كميات ضخمة من البيانات، مما يوفر الوقت للعاملين في مثل هذه الوظائف للتفكير في أمور أكثر تعقيداً.
الذكاء الاصطناعي سيغير طريقة عمل الأشخاص خلال العشرين عاماً المقبلة، ولذلك فإنه من المهم اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة مشكلة فقدان الوظائف، بما في ذلك إعادة تدريب الموظفين، وتمكينهم من التعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ثورة في النظام الصحي والطب:
يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً إيجابياً في مجال الرعاية الصحية، إذ صار بالإمكان الآن رقمنة النظام الصحي، وأصبح من الممكن نقل أي شيء بما في ذلك البيانات، وسجلات المرضى، والأشعة، على الإنترنت، وسيحدث ذلك ثورة في منظومة الرعاية الصحية بأكملها، بما في ذلك التشخيص، والعلاج، والرعاية طويلة الأجل.
سوف يساعد الذكاء الاصطناعي العلماء أيضاً في ابتكار العديد من الأدوية بتكلفة أقل بكثير، كما سيساعد في إيجاد علاجات للأمراض النادرة.
سيكون الذكاء الاصطناعي مفيداً أيضاً في مجال "الطب الدقيق"، وهو المجال الذي يهدف إلى تقديم رعاية صحية مخصصة لاحتياجات كل فرد، فمع توافر المزيد من المعلومات الرقمية الخاصة بكل مريض، بما في ذلك التاريخ الطبي، وتسلسل الحمض النووي، سيصبح بالإمكان تقديم رعاية صحية تناسب كل مريض.
المركبات ذاتية القيادة:
سوف تحدث المركبات ذاتية القيادة ثورة في عالم النقل، حيث ستقوم بنقل الركاب إلى وجهتهم بتكلفة أقل وبأمان أكثر، وستساهم في تقليل الوفيات الناجمة عن حوادث المرور بنسبة 90%.
مع زيادة عمليات الأتمتة، سيكون بإمكان السيارات ذاتية القيادة التواصل مع بعضها البعض، فيمكن على سبيل المثال أن تخبر سيارة بها أي خلل السيارات القريبة منها بالابتعاد عنها، مما يقلل من مخاطر اصطدام السيارات ببعضها.
أفضل من المدرس البشري:
سيصبح الذكاء الاصطناعي بمثابة المعلم الأكثر فاعلية بالنسبة للطلاب، حيث سيقوم بتصحيح الامتحانات، والإجابة عن أسئلة الطلاب بدقة وصبر أكثر من المعلمين البشريين.
سيكون بإمكان الذكاء الاصطناعي استنتاج الطريقة التي تجعل الطلاب يتعلمون بشكل أسرع، وسوف يوفر لكل طالب تمارين مختلفة، حسب وتيرته الخاصة، ومع توافر المزيد من البيانات سيجعل الذكاء الاصطناعي تجربة التعليم أكثر فاعلية وجاذبية ومتعة.
عالم الميتافيرس:
بمجرد أن يغادر الأشخاص المدارس أو العمل، سيكون الذكاء الاصطناعي في انتظارهم في المنزل، ليوفر لهم تجربة افتراضية لا يمكن تمييزها عن العالم الحقيقي.
ستجعل تقنيات مثل الواقع الافتراضي والمعزز والمختلط الحدود بين الحياة الواقعية والاتصالات عن بعد تتلاشى، وبحلول عام 2041 سيكون بالإمكان تعليم الأطفال العلوم من خلال جعلهم يتفاعلون بشكل افتراضي مع علماء راحلين مثل ألبرت أينشتاين.