من أكثر الأسرار الاقتصادية إثارةً للجدل... إليكم أبرز النظريات حول هوية مخترع البيتكوين

29/11/2021

يقال إن مبتكر البتكوين بات يعد من أغنى الأشخاص في العالم، لكن هويته ما زالت مجهولة إلى اليوم، وسط العديد من النظريات التي تناقش احتمالات متناقضة حول هويته الحقيقية.

في تقرير نشرته صحيفة عالمية، يقول الكاتبان، إن "ساتوشي ناكاموتو" - وهو الاسم المتداول لمبتكر البتكوين - يمكن أن يحتل المركز الـ 15 في حال انضمامه إلى تصنيف مجلة "فوربس" (Forbes) لأغنى الأشخاص في العالم.

لكن اللغز أنه لا أحد يعرف إلى الآن من هو الشخص الذي يقف وراء هذا الاسم المستعار، والذي ذاع صيته أكثر من أي وقت مضى في ظل صعود قيمة العملات المشفرة بشكل غير مسبوق في الآونة الأخيرة.

كيف بدأت القصة؟

بدأ اللغز منذ ظهور أشهر عملة مشفرة في العالم، حيث صمم "ساتوشي ناكاموتو" البتكوين بين عامي 2008 و2010، والبرنامج المعروف باسم بتكوين كور (Bitcoin Core).

وكان مبتكر البتكوين يمتلك هوية إلكترونية، تتمثل في عنوانين بريديين، بالإضافة إلى موقع ويب، لكنه توقف عن نشر أي رسائل منذ نهاية عام 2020 واختفى تماما.

ثم بات يتساءل الكثيرون عن هوية ساتوشي، هل هو رجل أو امرأة؟ وهل هو شخص واحد أو مجموعة من عباقرة الحاسوب؟ لكن لم يظهر حتى الآن أي مؤشر عن الهوية الحقيقية لمبتكر البتكوين؟

في هذا الشأن، يقول "جان بول دولاهاي"، عالم الحاسوب والباحث بجامعة ليل: "أعتقد أن عدم الكشف عن الهوية كان مبرمجا منذ البداية، لقد فعل المبتكر كل شيء ليبقى مجهول الهوية، هل نجح في ذلك؟.. نعم إلى حد ما، لأن هناك شكوكا تحوم حول بعض الأشخاص، لكن ليس أكثر من ذلك".

ويضيف "دولاهاي" متحدثا عن السبب وراء إخفاء الهوية "برأيي، ليس الهدف خلق نوع من الغموض حول البتكوين، لأن ذلك قد يضر بالعملة المشفرة، ولكنه فعل ذلك لحماية نفسه".

قد يكون أغنى رجل في العالم:

باحتساب القيمة الحالية للعملة الرقمية، وبالنظر إلى أن ناكاموتو يمتلك مليونا و100 ألف عملة بتكوين، فإن ثروته تُقدر حاليا بنحو 64 مليار دولار.

ويقول مدير التحليل والأبحاث بموقع "كوين هاوس"، مانويل فالينتي، إن "ناكاموتو قد يكون أغنى رجل في العالم، لكن ثروته تتقلب وفقا لسعر البتكوين، مثل "إيلون ماسك"، الذي تعتمد معظم ثروته على قيمة أسهم تسلا شركة السيارات الكهربائية".

بداية كشف الغموض:

تقول الصحيفة التي نشرت المقال، إن محاكمة تجري حاليًا في ولاية فلوريدا الأميركية قد تكشف جزءا من لغز هوية مبتكر البتكوين، وقد رفعت عائلة "ديفيد كليمان"، الذي توفي عام 2013، قضية ضد شريكه السابق "كريغ رايت"، وهو مبرمج أسترالي يبلغ من العمر 51 عاما ويعيش في لندن، من أجل تقاسم الأصول.

ويؤكد "كريغ رايت" منذ 2016 بأنه مبتكر البتكوين، وهو الأمر الذي ينفيه معظم الأعضاء المؤثرين في عالم العملة المشفرة الأشهر عالميًا، وتزعم عائلة "كليمان" أن الرجلين قاما معًا بتعدين البتكوين، ما يمنح حقوقا للورثة، وصرح "فيل فريدمان"، أحد محامي عائلة "كليمان"، لصحيفة وول ستريت جورنال "نعتقد أنه يمكننا إثبات وجود شراكة لإنشاء واستخراج أكثر من مليون عملة بتكوين".

ومن وجهة نظر تقنية، توجد طريقة واحدة لإثبات هوية مبتكر البتكوين، وهي إظهار المفتاح الخاص الذي يتحكم في الحساب الذي يضم أكثر من مليون عملية بتكوين، وهو الأمر الذي لم يتم القيام به منذ إنشاء العملة في عام 2008.

نظريات متناقضة... من هو ساتوشي ناكاموتو؟

قد لا يكون "ساتوشي" شخصًا يابانيا، ويقول عالم الحاسوب بهذا الخصوص: "نميل أكثر إلى أنه فريق أميركي، هناك عدد من المؤشرات حول ساعات عمله في تلك الفترة، حيث كان التوقيت غربيا، وربما أوروبيا، وهناك أيضا إتقان اللغة الإنجليزية في البيان التأسيسي، وهو أمر غير معتاد بالنسبة لشخص آسيوي".

ويؤكد الكاتبان أن هناك 10 أشخاص تنطبق عليهم خصائص الهوية المحتملة، أي المؤهلات الأكاديمية وإتقان اللغة الإنجليزية، ومنهم "هال فيني"، الذي توفي في أغسطس/آب 2014، وهو أول شخص يتلقى عملة بتكوين ضمن عملية تبادل إلكترونية.

وفي السنوات الماضية، ظهرت عدة نظريات أخرى، منها تورط شركات سامسونغ وتوشيبا وناكاميشي وموتورولا اليابانية في إنشاء البتكوين بشكل سري، ولكن من الواضح أن هذه النظرية ليست قابلة للتصديق، حسب الكاتبين.

شارك رأيك بتعليق

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات متعلقة: