تسببت أنباء ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا قد تكون مقاومة للقاحات المتاحة حاليا في دفع المستثمرين للمسارعة بعمليات بيع واسعة في أسواق المال العالمية، واللجوء للملاذات الآمنة من جديد.
وانضمت الأسهم في وول ستريت إلى التراجعات العالمية، يوم أمسٍ الجمعة، مع خروج المستثمرين من أسهم الشركات الأكثر تعرضًا للوباء والبحث عن ملاذ آمن بعد اكتشاف متغير جديد لفيروس كورونا.
فيما انتعشت شركات الأدوية في التعاملات الأميركية، حيث قفزت مودرنا 16%، وفايزر 6%. وفي الوقت نفسه، اكتسبت شركة Quest Diagnostics التي تقدم الاختبارات المعملية 4%.
وكان المستفيدون الآخرون من الوباء مثل Deliveroo لخدمة توصيل الطعام وشركة HelloFresh للوجبات من بين عدد قليل من الرابحين في أوروبا يوم الجمعة، في حين تراجعت الشركات المعرضة لقيود السفر مثل WHSmith. وانخفضت أسعار النفط.
ولم يُعرَف الكثير بعد عن السلالة الجديدة من كوفيد-19 التي تم رصدها حتى الآن في جنوب أفريقيا وبتسوانا وهونغ كونغ؛ لكن العلماء يعتقدون أن فيها تجمعا غير معتاد من التحورات قد تجعلها قادرة على تجنب رد الفعل المناعي وأكثر قابلية للعدوى.
خسائر قياسية للنفط:
خسرت أسعار النفط يوم أمس عشرة دولارات، مسجلة أكبر تراجع في يوم واحد منذ أبريل/ نيسان 2020، بعدما أثار اكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا قلق المستثمرين وعزز المخاوف من تضخم فائض المعروض العالمي في الربع الأول من العام المقبل.
هذا وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 9.50 دولار بما يعادل 11.6% إلى 72.72 دولار للبرميل عند التسوية، لتسجل انخفاضا أسبوعيا بأكثر من 8%.
وانخفض خام غرب تكساس الوسيط 10.24 دولار أو 13.1% إلى 68.15 دولار للبرميل بعد عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة الخميس. وبلغت خسائر الخام الأميركي خلال الأسبوع أكثر من 10.4%.
على رأسها الذهب... الناس تعود للملاذات الآمنة مجددًا:
بالرغم من إغلاقه على سعر أدنى من ذلك، لكن أسعار الذهب ارتفعت أكثر من 1% يوم الجمعة ولامست مجددًا مستويات أعلى من 1800 دولار بعد هبوب المستثمرين للجوء إلى الملاذات الآمنة.
وفي ذروة ارتفاعه، صعد الذهب في المعاملات الفورية 1.2% إلى 1815 دولار للأونصة، وقفزت العقود الأميركية الآجلة للذهب إلى 1816 دولار.
وارتفع الين الذي يعد ملاذاً آمناً، بينما هبط الراند الجنوب إفريقي، مع توخي المستثمرين الحذر بعدما دقت بريطانيا ناقوس الخطر بسبب سلالة جديدة من فيروس كورونا تنتشر في البلد الإفريقي.
وقفز الين 0.56% إلى 114.68 للدولار في حين تراجع الراند إلى أدنى مستوى في أكثر من عام عند 16.17 للدولار مع تصاعد المخاوف إزاء السلالة بي 1.1.529 التي قد تجعل اللقاحات أقل فعالية.
ونزل الدولار الأسترالي شديد التأثر بالمخاطر 0.33% إلى أدنى مستوى في ثلاثة أشهر عند 0.71265 دولار متجاهلا زيادة أكبر بكثير من المتوقع في مبيعات التجزئة.
العملات الرقمية:
شهد سوق العملات الرقمية هبوطًا جماعيًا إلى حدٍ ما، وانخفضت عملة بيتكوين المشفرة إلى 53,500 دولار، أدنى مستوى منذ العاشر من أكتوبر /تشرين الأول.
في هذه الأثناء بات الخبراء يتحدثون عن دخول سوق العملات الرقمية إلى مرحلة الـ "بير ماركت" أو سوق الدب، وهذا يحدث عندما تكون الأسواق في منطقة هابطة مع انخفاض الأسهم في المتوسط بنسبة 20٪ على الأقل من أعلى مستوياتها. ويمكن أن يستمر هذا النوع من الأسواق الهابطة لأشهر أو سنوات حيث يتجنب المستثمرون المضاربة.