لا بد أن الأزمات المتتالية التي شهدها العالم في المرحلة الماضية قد علمتنا مدى ضعف الأموال التقليدية وإلى أي درجة هي غير صالحة لتخزين القيمة والثروة. وقد بدأ أولئك الذين فهموا قواعد اللعبة بالبحث عن ملاذات آمنة تكون مخزنًا جيدًا لأموالهم، ولا بأس لو كانت ذات جدوى استثمارية على المدى البعيد.
في السطور التالية 4 ملاذات آمنة يمكن أن تحفظ لكم أموالكم بمأمن على المدى المتوسط والبعيد...
أولًا: الذهب... ملك الملاذات الآمنة
لطالما كان الذهب هو أبرز الملاذات الآمنة التي تأتي في الصدارة بالنسبة للمستثمرين، باعتباره أفضل أدوات الاستثمار قليلة المخاطر، خاصةً مع تنامي المخاوف السياسية والاقتصادية التي يعيشها المستثمرون.
في هذا السياق، فقد صرح الخبير الاقتصادي "أحمد مصبح"، أنه على الرغم من تقلبات أسعار الذهب إلا أنه سيظل الملاذ الأمن في كل الأوقات، ولكن تبقى العديد من المتغيرات مثل نمو الاقتصاد العالمي وحالة الثقة الاستثمارية ودرجة المخاطر تلعب دورا في تغيرات العرض والطلب على الذهب.
وأوضح "مصبح"، في حديثه مع وكالة إعلام عربية، أنه رغم النمو الهائل في قطاع التكنولوجيا الذي عاصرته منذ بداية أزمة كورونا لا يمكن القول إن هذا القطاع أصبح منافساً للذهب، فخصائص سوق الذهب تجعل منه الملاذ الأمن الأكثر استقرارًا.
وهو ما جاء متوافقا مع تصريحات رجل الأعمال الأميركي الشهير "وارن بافيت"، الذي وصف الذهب في أحد تصريحاته الصحافية بأنه المأوى الأكثر أمانا من الاستثمارات الأكثر تقلبا مثل الأسهم.
وأضاف الرئيس التنفيذي للشركة الأميركية القابضة والمتعددة الجنسيات، أن أكبر الشركات التي تقود الاستثمارات العالمية قابلة للفشل، في حين أن الاستثمار في الذهب غالبا ما يكون أقل خطورة.
ثانيًا: الدولار... العملة التي يرتبط بها كل العالم
تتمثل الأسباب الرئيسية في ذكر الدولار هنا رغم انتقادنا لاستخدام العملات كمخزن للثروة، في حجم اقتصاد الولايات المتحدة، بما في ذلك الاستخدام الواسع للدولار الأمريكي، والإيمان بالدولار الأمريكي كعملة ملاذ آمن، وسيولة الدولار الهائلة.
ذلك أن غالبية عمليات تداول العملات الأجنبية في العالم تشتمل على الدولار الأمريكي، حيث تقترن جميع أزواج العملات الرئيسية بالدولار.
وبما أن السيولة تتمثل في كيفية تحقيق تجار العملة على المدى القصير لأرباحهم، فهناك العديد من الصفقات الطويلة والقصيرة التي تتم على الدولار. فيؤدي هذا إلى المزيد من المتداولين الذين يرغبون بالاستثمار في العملات الأكثر سيولة، والتي يقع الدولار الأمريكي في قمتها.
والسبب الأهم في اعتبار الدولار الأمريكي عملة ملاذ آمن هو أن الدولار الأمريكي يستخدم في تداولات العقود العالمية، بالإضافة إلى أن الاحتياطيات الأجنبية في العالم بالدولار الأمريكي، فإذا انخفض الدولار كثيرًا، سيكون له تداعيات في الأسواق العالمية جميعًا.
باختصار، إن هيمنة الدولار الأمريكي، وهيمنة الولايات المتحدة على التجارة العالمية، تعني أن البنوك المركزية الأخرى لن تسمح بتراجع الدولار.
ثالثًا: العقارات
علاوةً على أن العقارات وسيلة جيدة لتخزين الثروة على المدى الطويل، فإن الاستثمار العقاري الناجح يضمن تدفق دخل سلبي ثابت ومستمر، لكن إيرادات العقار لا تغطي المبلغ الذي دُفع فيه ولا تضمن تحقيق ربح كبير في فترة وجيزة.
لكن أفضل ما في الاستثمار العقاري أنه لا ينتهي أبدا بخسارة كاملة على غرار ما يحدث في الصناديق الاستثمارية أو سوق الأسهم، فمهما حدث سيظل لديك أصل ثابت يمكن بيعه واستعادة جزء من أموالك.
رابعًا: البيتكوين... ذهب جيل الألفية
في تدوينة له على تويتر، أعرب أحد مؤسسي شركة صناديق الاستثمار المشترك الملياردير "جيفري جوندلاش"، الذي كان لسنوات من أشد المدافعين عن الذهب، أنه غيّر رأيه وبات يفضل الاستثمار في البتكوين.
وأوضح الخبراء أن الخوف من عودة التضخم وتراجع قيمة العملات التقليدية، بالإضافة إلى تقلب سعر الدولار، جعل من البيتكوين ملاذا آمنا للكثير من المستثمرين.
ومن جهته، يرى "كريستيان باريسو" كبير الاقتصاديين في شركة "أورال بي جي سي،" أن "البتكوين ذهب جيل الألفية" مؤكدًا أن الاثنتين تجمعهما قواسم مشتركة تتمثل في الندرة والأمن والافتقار إلى القيمة الأساسية أيضًا، ذلك أن قيمتهما تعتمد على ثقة المستثمرين.