تشهد أجور معاينات طب الأسنان والمعالجة الجراحية والتجميلية في سوريا ارتفاعًا كبيرًا وغير مسبوق؛ حتى سجلت أرقاماً قياسية مقارنة مع السنوات الماضية وذلك وسط ارتفاع الكلف والمستلزمات وغيرها من الظروف الراهنة وخاصة لجهة استيراد المواد والتجهيزات الطبية.
وقد انعكس هذا الأمر سلباً على شريحة كبيرة من المواطنين، لتغدو معالجة الأسنان لديهم أمراً ثانوياً رغم أهميته مقارنةً بغيرها من الاحتياجات اليومية.
تكاليف العلاج السني في سوريا:
تصل كلفة تتويج السن وسطيا إلى 60 ألف ليرة، وقلع السن لا يقل عن 50 ألف ليرة، والحشوة بين 30 و40 ألف ليرة، كما سجلت "زرعات الأسنان" أرقاماً كبيرة وتجاوز معظمها مليون ليرة سورية، وتختلف حسب المنشأ، وخاصة "الزرعات الأوروبية" المكلفة، إضافة إلى غيرها من المعالجات التي تختلف من مكان إلى آخر ومن عيادة إلى أخرى، إذ ارتفعت كلفتها بنسبة تجاوزت 75 بالمئة.
وبيّن مصدر طبي لصحيفة محلية، أن تكاليف المهنة أصبحت مرتفعة لسبب هو أن جميع المواد التي يتم تأمينها مستوردة، ولا يوجد أي تصنيع محلي، لذا فمن الضروري تشجيع صناعات طب الأسنان، ما يوفر كلفاً كبيرة وقطعاً أجنبياً.
وأشار إلى أن هناك أسباباً إضافية إلى جانب سعر الصرف، وهو عدم توافر العديد من المواد والتجهيزات وصعوبة النقل والشحن وغلاء تكاليف الاستيراد، وينعكس ذلك بشكل مباشرةً على أسعار المواد والمستلزمات لطبيب الأسنان، مضيفاً أن أطباء الأسنان محكومون بتأثير عدة عوامل في ظل اختلاف يومي لأسعار المواد والمستلزمات، خارج إرادة الطبيب.
صعوبات عديدة في تأمين المستلزمات:
أكد المصدر الطبي أن هناك صعوبة في مسألة شحن المواد وكلفة التنقل، ما شكل أعباء كبيرة ناهيك عن مشاكل المحروقات وارتفاع حوامل الطاقة، واضطرار عدد من الأطباء لتأمين المادة عبر السوق الموازية بكلف كبيرة جداً للتر.
وطالب بضرورة أن تقوم الجهات المعنية باستيراد مواد طب الأسنان وتوفيرها بسعر مدعوم أيضًا ما ينعكس على توفير الخدمة للمواطنين.
كما لفت إلى أن كلفة كرسي الأسنان الواحد تتجاوز 10 ملايين ليرة سورية، مضيفاً إنه من الصعب على الخريج الجديد لطب الأسنان افتتاح عيادة خاصة في ظل ارتفاع الكلف والتجهيزات إضافة إلى ارتفاع العقارات والإيجارات.
الأهالي في سوريا يتخلون عن علاج أسنانهم تقريبًا:
لفت المصدر إلى وجود انخفاض ملحوظ في عدد المرضى المراجعين لعيادات الأسنان في القطاع الخاص وذلك بسب تأثير الظروف الراهنة ودفعها للعديد من المواطنين لتأجيل المعالجة والاقتصار على الضروري منها، أو عدم القدرة عليها.
وعلى نحو متصل، بين عميد كلية طب الأسنان بجامعة دمشق "أسامة الجبان" أن ارتفاع الأجور والكلف في القطاع الخاص، زاد من عدد المراجعين للعيادات في الكلية وإلى مشفى جراحة الوجه والفم والفكين (التخصصي) وذلك مقارنة مع الفترة السابقة، مبيناً أنه يومياً يتم تقديم العلاج لأكثر من 2000 مواطن يرتادون الكلية للعلاج، علماً أن الكلية تضم 500 كرسي أسنان فقط.
وقال الجبان: "وعدنا بغرفة عناية مشددة خلال الفترة القريبة القادمة بما ينعكس إيجاباً على واقع المشفى الوحيد التخصصي بجراحة الفم والفكين".
يشار إلى أن الخدمات العلاجية المقدمة هناك لجميع أنواع المرضى، هي من طلاب السنتين الرابعة والخامسة "المرحلة السريرية" بإشراف الأساتذة وطلبة الدراسات العليا.