عكفت مجموعة من المهندسين في كوريا على خطة طموحة، لإنشاء ضاحية في العاصمة الكورية الجنوبية سيول أُطلِق عليها "مدينة الـ 10 دقائق"، حيث يمكن لجميع السكان الوصول إلى مرافق العمل والترفيه في غضون 10 دقائق سيرًا على الأقدام أو على الدراجة الهوائية من منازلهم.
وتطرقت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إلى الموضوع يوم الخميس الماضي، مشيرةً إلى أن المشروع الذي سمي بـ "مشروع H1" يشمل تحويل موقع صناعي قديم إلى مدينة ذكية مترابطة دون سيارات.
ولتحقيق هذا الهدف فقد تم تحديد منطقة تبلغ مساحتها 125 فدانًا (500 ألف متر مربع)، ستكون هي مأوى المدينة الذكية التي ستشمل في بدايتها 8 مبان سكنية كبيرة ومكاتب عمل مشتركة ومساحات للدراسة والصحة والتعليم وأماكن الترفيه ومراكز اللياقة البدنية وحمامات السباحة وحتى المزارع الحضرية المائية.
ولفتت شبكة الأنباء، إلى أن الحي تم تصميمه من قبل شركة الهندسة المعمارية الهولندية "UNStudio" وبدعم من شركة Hyundai Development الكورية الجنوبية مؤكدةً بأن الحي سيكون خاليًا تماما من جميع أنواع السيارات.
وقد صدر بيانٌ صحفي للتعليق على المشروع قيل فيه إن "جميع وسائل الراحة في المدينة ستكون على بعد 10 دقائق سيرًا على الأقدام من منازل السكان"، في حين صرح مؤسس "UNStudio" بأن "تجربة الحياة اليومية للسكان هي الأولوية القصوى للمشروع".
وأضاف "إننا نقوم بذلك من خلال خبرة غنية من التجارب المتطورة والمنسقة في الموقع والتي توفر مجموعة واسعة من الخيارات للسكان لكيفية قضاء وقت معيشتهم وعملهم ووقت فراغهم، وبالتالي توفير الوقت اللازم للسفر إلى أي مكان آخر في المدينة."
ونقلت الشبكة الأمريكية عن متحدث باسم "UNStudio" قوله إن المشروع حصل على الموافقة الرسمية في كوريا الجنوبية لكن لم يتم الكشف عن الموعد المحتمل لبدء العمل فيه.
مصادر طاقة نظيفة متجددة:
قال المهندسون المعماريون أيضًا، إنه سيتم توليد الطاقة النظيفة في الموقع، بينما يتم تصميم أنظمة لتجميع وتخزين الأمطار لتقليل استخدام المياه.
وأشارت الشبكة إلى أنه تم سابقا اقتراح مفهوم "مدينة 15 دقيقة" للمرة الأولى من قبل الأكاديمي الفرنسي الكولومبي "كارلوس مورينو" في عام 2016، وتم تعميمه أخيرا من قبل عمدة باريس "آن هيدالغو"، التي اقترحت جعل العاصمة الفرنسية "مدينة ربع ساعة" خلال حملتها الانتخابية الأخيرة.
ولفتت إلى أن ذلك المشروع أثار انتقادات البعض بدعوى أنه سيتسبب في تركيز الأغنياء في منطقة صغيرة وقد يؤدي أيضا إلى ارتفاع كبير في أسعار المساكن.