عكفت الحكومة السورية خلال الفترة الماضية على الترويج والحديث عن الطاقة البديلة قدر الإمكان، حيث أظهرتها بمظهر الحل المثالي لأزمات الكهرباء والطاقة؛ وقد أثار الأمر ريبة مراقبين ودارت اتهامات تتحدث أن بعض "التجار المدعومين" يتعاونون مع مسؤولين فاسدين لتحويل السوق السورية إلى مكب لأجهزة الطاقة الشمسية الرخيصة والماركات المزورة.
في هذا الصدد قال أستاذ كلية الاقتصاد في جامعة حلب الدكتور "حسن حزوري"، إن معظم ماركات وألواح الطاقة الشمسية المستوردة مزورة أو صنف خامس وسادس وما فوق.
وكتب "حزوري" على صفحته عبر فيسبوك منشورًا قال فيه: "كتبنا سابقاً أن سوريا ستكون مقبرة لألواح الطاقة الشمسية.. وحذرنا من ذلك.. وقلنا مسؤولية الحكومة هي مراقبة الجودة وكفاءة الأداء.. لأن قسماً من المستوردين لا ذمة ولا ضمير."
وأكد أستاذ كلية الاقتصاد أن معظم ماركات وألواح الطاقة الشمسية المستوردة مزورة أو صنف خامس وسادس وما فوق، متسائلاً: "هل يعقل لمنظمة طاقة شمسية مكونة من 9 ألواح لونجي 450 واط، باستطاعة 4050 واط، وانفرتر 5.5 كيلو واط من أحدث التكنولوجيا (افتراضياً) لا يعطي استطاعة نازلة في هذا اليوم الشمسي أكثر من 3 أمبير".
وأضاف أن الكفالات التي تقدم هي كفالات وهمية وغير حقيقية، منوهًا بأن أرباح المستوردين تتجاوز الـ 80% إن لم يكن أكثر.
ورفعت وزارة الكهرباء التعرفة الكهربائية، يوم الثلاثاء الماضي، لأكثر من الضعف لكل الشرائح المستهِلكة لها منزلية وصناعية وتجارية وزراعية ابتداءً من هذا الشهر.
وقال "أدهم بلان" مدير التخطيط في المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء: "لو بقيت أسعار الكهرباء منخفضة فلن يتم التشجيع على الاتجاه للطاقات المتجددة".
ما هو مستقبل الطاقة المتجددة في سوريا؟
يؤكد الخبير الاقتصادي "خالد تركاوي" أن مسألة تصنيع الطاقة في سوريا تحتاج إلى مليارات من الدولارات وليس الليرات السورية فحسب، ويرى أن الحكومة السورية غير قادرة على الدخول في هذا القطاع.
وتحدث "تركاوي" عن وجود مشاريع للطاقة البديلة في البلدان المجاورة لسوريا، كالأردن وتركيا، مشيرًا إلى أن هذه الدول تدفع ملايين الدولارات للاستثمار في هذا المجال. فالطاقة البديلة أو الطاقة المتجددة، سواء طاقة الرياح أو طاقة الشمس، أمر مكلف، بنيتها الأساسية ليست رخيصة، لكن الإنتاج الذي توفره يصبح رخيصًا على المدى الطويل.
فلا حاجة إلى الدفع عندما تمنح المراوح الطاقة الهوائية، لكن تركيب المروحة الضخمة سيكون مكلفًا للغاية، ويمكن أن يصل إلى عشرة ملايين دولار للمروحة الواحدة، بحسب الباحث.
أما بالنسبة للطاقة الشمسية، فتتراوح تكلفة المنظومات الشمسية لأغلب الاستخدامات المنزلية، وخارج إطار المشاريع الإنتاجية، بين ثلاثة ملايين ليرة سورية و14 مليونًا، وفقًا لما يظهر في مواقع الشركات التي تعمل في تركيب منظومات الطاقة.