تعتبر بعض الدول بمثابة ملاذات ضريبية تكون وجهات محببة لأصحاب رؤوس المال حول العالم، حيث يمكن للشركات والأثرياء الاحتفاظ بالمال بشكل قانوني، مع تجنب الضرائب المرتفعة في بلدانهم.
نشر موقع "نيوزويك" (newsweek) الأميركي مقالًا يستعرض أهم تلك الدول التي يلوذ أثرياء العالم بأموالهم إليها، حيث قامت "شبكة العدالة الضريبية" -وهي مجموعة تشن حملات ضد التهرب الضريبي- بدراسة مؤشر السرية المالية للملاذات الضريبية العالمية، وسجلت كل دولة وفق مستوى السرية والخدمات المالية الخارجية، وتم حساب درجات السرية بناء على 20 مؤشرا تمثلت في تسجيل الملكية وشفافية الكيانات القانونية ونزاهة الضرائب واللوائح المالية والتعاون الدولي.
جزر كايمان:
هي إقليم تابع للمملكة المتحدة في الخارج، وقد صُنفت على أنها "سرية بشكل استثنائي" حسب مؤشر عام 2020، إذ حصلت على درجة 76 في مستوى السرية، وتمثل هذه الجزر الكاريبية الثلاث 4.58% من السوق العالمية للخدمات المالية الخارجية، حيث قامت بعض أكبر البنوك في العالم وصناديق التحوط والشركات بجلب أعمالها إلى تلك المنطقة منخفضة الضرائب.
الولايات المتحدة:
حصلت الولايات المتحدة الأميركية على درجة سرية قدرها 63، وتمثل الدولة 21.37% من السوق العالمية في الخدمات المالية الخارجية. ولا تتساوى كافة الولايات في أمريكا بهذه الخاصية، بل تعتبر ولاية ديلاوير بشكل خاص واحدة من أسهل الأماكن في العالم لإنشاء شركة صورية.
واجتذب قانون الإيرادات لعام 1921 رأس المال الأجنبي المتهرب من الضرائب إلى الولايات المتحدة، في حين أسهمت الإصلاحات على مدى سنوات للإعفاءات الضريبية في جعل الولايات المتحدة أكثر جاذبية لأولئك الذين يتطلعون إلى إرسال دخلهم إلى الخارج.سويسرا:
تعتبر سويسرا مسؤولة عن 4.12% من السوق العالمية في الخدمات المالية الخارجية، ويرجع ذلك أساسا إلى قوانين السرية المصرفية لعام 1934، التي -على الرغم من ضعفها في السنوات الأخيرة- أقرت إفشاء المعلومات على أنه جريمة جنائية.
هونغ كونغ:
تمتلك درجة سرية تبلغ 66، وتمثل هونغ كونغ 4.4% من السوق العالمية. رغم أن مؤشر السرية المالية يشير إلى أن نية الصين بناء خدمات مالية خارجية في ماكاو وهونغ كونغ قد يغير ذلك في ظل عدم الاستقرار السياسي، وتشمل خدماتها الخارجية الإعفاءات الضريبية وأشكالا مختلفة من السرية المالية.
سنغافورة:
تشهد حصة سنغافورة في السوق العالمية نموًا سريعًا، إذ تقدم 5% من الخدمات المالية الخارجية حاليًا، في حين تم منحها 65 درجة في مؤشر السرية.
وأصبحت سنغافورة أيضا أكثر جاذبية للمستثمرين الماليين الصينيين ومن شمال آسيا بسبب تأثير الصين على هونغ كونغ، وقد كشف تقرير صدر عام 2019 أن سنغافورة استضافت 900 مليار دولار من الأصول الخارجية، وهي ثالث أعلى نسبة حول العالم، مع إعفائها الضريبي الكامل على الدخل من مصادر أجنبية التي يتلقاها أي فرد غير مقيم في سنغافورة، وغياب مكاسب رأس المال.
لوكسمبورغ:
بالرغم من أن لوكسمبورغ لديها درجة سرية معتدلة تبلغ 55 درجة، إلا أنها تمتلك 12% من سوق الخدمات المالية الخارجية العالمية، وسمح الاستقرار السياسي الذي تتمتع به لوكسمبورغ وعلاقاتها القوية مع الدول الأوروبية -فهي أحد مؤسسي الاتحاد الأوروبي- ببناء نفسها ملاذا ضريبيا قويا.
وفي حين أن شفافيتها قد تحسنت إلى حد ما في السنوات الأخيرة، إلا أنها لا تزال واحدة من أكثر الولايات القضائية المالية سرية في العالم، وتشمل الخدمات المقدمة مستودع "فريبورت" عالي الأمان لتخزين الأصول مثل القطع الفنية والسبائك الذهبية، وصندوق استثمار غير منظم يمكنه دعم إدارة صناديق التحوط التي لا تخضع لموافقة الجهات التنظيمية.
اليابان:
تبلغ درجة السرية في اليابان 63 درجة، لكنها تمتلك حصة أقل من السوق العالمية تقد بنحو 2.2%، وفي حين أن لوائحها أكثر تقييدًا من الدول الأخرى، أعلنت الحكومة اليابانية عام 2020 أنها تهدف إلى تخفيف الإجراءات التنظيمية وتعزيز النظام الضريبي.
هولندا:
مع حصة في السوق العالمية تبلغ 1.1% و67 نقطة بمؤشر السرية، تعد هولندا موطنا لـ 15 ألف شركة وهمية تستخدمها الشركات الأجنبية متعددة الجنسيات لتوجيه نحو 4 آلاف مليار يورو عبر البلاد كل عام، وتعرضت الحكومة الهولندية لانتقادات بسبب افتقارها إلى الشفافية ودورها في دعم تجنب ضرائب الشركات الدولية.
جزر فيرجن البريطانية:
تمثل جزر فيرجن البريطانية 0.5% فقط من السوق العالمية، لكنها تتمتع بمعدل سرية مرتفع يبلغ 71، ونظرا لكونها إقليمًا بريطانيا لما وراء البحار، تتمتع جزر فيرجن البريطانية باستقلال سياسي، لكنها مدعومة إلى حد كبير من قبل بريطانيا.
تنبع سرية الجزر من نظام تأسيس الشركات، الذي يسمح لأصحاب الشركات بالاختباء وراء "المرشحين" وإنشاء الشركات بسرعة وبتكلفة منخفضة. بالإضافة إلى ذلك، هناك ضرائب قليلة جدا.
الإمارات العربية المتحدة:
قد تمتلك الإمارات العربية المتحدة 0.2% فقط من سوق الخدمات المالية الخارجية العالمي، لكن لديها درجة سرية عالية للغاية تبلغ 78.
وتُشير الكاتبة إلى أن مركز السرية الخاص بالإمارات يقع في دبي، ويتضمن شبكة من المرافق البحرية التي تشمل مناطق التجارة الحرة، وبيئة ضريبية منخفضة ومرافق سرية متعددة.