هيبة كوريا الشمالية تهتز أمام خطر مجاعة محدق... الأمم المتحدة تحذر

18/10/2021

لطالما تمتعت دولة كورية الشمالية بهيبة أمام الدول، حتى بالنسبة لتلك التي تصنف بين القوى العظمى كالولايات المتحدة، وذلك بسبب ترسانتها العسكرية وتجرؤها على الشذوذ عن النظام التقليدي لأغلب دول العالم.

لكن في بعض الأحيان لا تعني الترسانات العسكرية والجيوش المدججة شيئًا عندما يتعلق الأمر بشعب يعاني من الفقر والمجاعة، وظروف صحية سيئة.

في هذا الصدد، حذر مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان، يوم الأربعاء الفائت، من أن فئات من شعب كوريا الشمالية تواجه خطر المجاعة مع تدهور الوضع الاقتصادي بسبب الإغلاق الذي فرضته البلاد في مواجهة الوباء، داعيًا إلى تخفيف العقوبات الأممية المفروضة على البلاد بسبب برامجها النووية.

وتخضع هذه الدولة الفقيرة لإغلاق محكم منذ مطلع السنة الماضية لحماية نفسها من الوباء في ظل معاناة الاقتصاد وتضاؤل المبادلات مع الصين، شريكها التجاري الرئيس، ففي حزيران/يونيو أقر التلفزيون الرسمي الكوري الشمالي بأن البلاد تواجه "أزمة غذائية" ما دق ناقوس الخطر في بلد واجه فيه القطاع الزراعي على الدوام صعوبات في تأمين الغذاء للسكان، في الشهر نفسه، أعلن الزعيم كيم جونغ أون، أن الوضع الغذائي” يزداد صعوبة".

ويرى مراقبون، أن هكذا إعلان في دولة ديكتاتورية متكتمة ترغب بإظهار نفسها مظهر القوي المسيطر مثل كوريا، يعني أن الوضع في البلد قد وصل فعلًا إلى مرحلة خطيرة.

وقال "توماس أوخيا كينتانا" مقرر الأمم المتحدة الخاص حول حقوق الإنسان إن "الكوريين الشماليين العاديين يكافحون يوميا، من أجل تأمين حياة كريمة والوضع الإنساني المتدهور قد يتحول إلى أزمة."

وأضاف "كينتانا" أن "مثل هذه القيود يجب أن تخفف من أجل حماية الفئات الأكثر ضعفا في البلاد في مواجهة النقص في المواد الغذائية، فالأطفال والمسنون يواجهون بشكل خاص خطر المجاعة"، لافتا إلى أن "العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي يجب أن تراجَع وتخفف عند الضرورة لتسهيل المساعدة الإنسانية والمساعدة التي تنقذ أرواحا".

يأتي ذلك التقرير بعد نحو ثلاثة أشهر من إعلان برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أن كوريا الشمالية تواجه نقصًا في المواد الغذائية يبلغ نحو 860 ألف طن هذا العام ويمكن أن تمر بفترة قاسية من نقص المحاصيل.

هذا ولم تستأنف الحكومة الكورية المحادثات بشأن برنامجها النووي منذ انهيار القمة الثانية بين "كيم" والرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" في هانوي ورفضت جهود كوريا الجنوبية لإحياء الحوار.

أما في عهد الرئيس "جو بايدن"، أبدت الولايات المتحدة بضع مرات استعدادها للقاء ممثلين عن كوريا الشمالية مؤكدة مساعيها لنزع السلاح النووي، لكن هذا الأسبوع حمَّل كيم واشنطن المسؤولية عن التوتر في شبه الجزيرة، وشدد على أن أسلحتهم هي للدفاع عن النفس ولا تستهدف دولة بعينها.

شارك رأيك بتعليق

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات متعلقة: