قال الرئيس التنفيذي لشركة تسلا الملياردير الشهير "إيلون ماسك"، إن الشركة بدأت يوم أمس الجمعة، بطرح نسخة محدثة من برنامجها التجريبي الكامل للقيادة الذاتية، والذي لم يكن متاحاً حتى الآن سوى لحوالي 2000 شخص.
أولئك الذين كان لديهم إمكانية الوصول إلى هذا البرنامج الذي يتم تحديثه باستمرار (وهم مزيج من موظفي تسلا ومعجبي ماسك المتحمسين) ظلوا لمدة عام تقريباً يختبرون نظاماً تم تسعير استخدامه للعملاء بما يصل إلى 10000 دولار.
أما بالنسبة للنسخة الذي تم إطلاقها حاليًا من النظام، فقد قالت تسلا إن النظام، الذي يشار إليه غالباً باسم FSD، مصمم للتعامل مع الرحلات القصيرة والطويلة دون التدخل البشري.
هذا وقد اعتبر البعض أن 10 آلاف دولار هو مبلغ باهظ ومبالغ به من أجل برنامج للقيادة الذاتية فحسب. إذ أن من سيحصل على هذا البرنامج قد أنفق أمواله على سيارة تسلا مسبقًا، لكنه سيضطر للدفع مجددًا من أجل ميزة جديدة.
اختبار سلوك في القيادة!
في هذا الصدد، غرد "ماسك" الشهر الماضي بأن تحميل خاصية القيادة الذاتية التي سيشاهدها العملاء الجمعة، سيتطلب إذناً من مالكي السيارات لـ تسلا لتقييم سلوكهم في القيادة لمدة سبعة أيام. إذا رأت الشركة أن السلوك جيد، فسوف تمنح الوصول إلى FSD beta.
يشار إلى أن نظام القيادة الذاتية من تسلا، الذي يعد أحد التصورات التي روج لها "إيلون ماسك" كثيراً، هو ما جعلها صانع السيارات الأكثر قيمة في العالم حتى الآن.
اعتراضات ومخاوف:
اعترض بعض الخبراء في الاتجاه المقابل، على ما يرون أنه نهج متهور ومضلل لنشر تكنولوجيا غير جاهزة، حيث فتحت الإدارة الوطنية الأميركية لسلامة المرور على الطرق السريعة مؤخراً تحقيقها الثاني في عيوب نظام القيادة الذاتية التقليدي لأحد السيارات المنتجة في عام 2016.
وبدأت الإدارة الوطنية لسلامة المرور، التحقيق في نظام القيادة الآلي في أغسطس/ آب بعد ما يقرب من 12 حادث تصادم بسبب عطل النظام، حيث تقوم الجهة التنظيمية - التي تتمتع بسلطة اعتبار السيارات معيبة واستدعاء الطلبات - بتقييم التقنيات والأساليب التي تستخدمها تسلا لمراقبة ومساعدة وإنفاذ مشاركة السائقين عند استخدام القيادة الذاتية. كما أنه يبحث في اكتشاف النظام للأشياء والأحداث على الطريق وكيفية استجابته.
تقلبات وتطورات شهدها النظام في السنوات الماضية:
أعلن ماسك لأول مرة عن خطته لبيع FSD في أكتوبر/ تشرين الأول 2016، بعد بضعة أشهر من إخبار مؤتمر تقني بأنه اعتبر القيادة الذاتية "مشكلة تم حلها".
وفي أبريل/ نيسان 2019، توقع أنه بعد مرور عام تقريباً، ستتقدم تكنولوجيا تسلا إلى الحد الذي لن يحتاج فيه السائقون إلى الانتباه.
وفي مارس/ آذار من هذا العام، أعلن ماسك أن تسلا ألغت FSD beta من سيارات السائقين الذين لم يولوا اهتماماً كافياً للطريق.
فيما استاءت الرئيسة الجديدة للمجلس الوطني لسلامة النقل من حوادث السيارات في الولايات المتحدة، من هذا النوع من الرسائل المختلطة.
وقالت "جينيفر هوميندي" في أول مقابلة لها بعد أن أدت اليمين الشهر الماضي: "سواء كانت تسلا أو أي جهة أخرى، يتعين على هؤلاء المصنّعين أن يكونوا صادقين فيما تفعله وما لا تفعله تقنيتهم"، وفقاً لما ذكرته "بلومبرغ".
ومنذ ذلك الحين، وصفت "هوميندي" استخدام تسلا لمصطلح القيادة الذاتية الكاملة بأنه "مضلل وغير مسؤول"، وأعربت عن قلقها بشأن استعداد FSD لاستخدامها من قبل المزيد من السائقين على الطرق العامة.