بعد تفاقم تهم وفضائح الفساد... إعفاء مدير السورية للتجارة من مهامه

أصدر رئيس مجلس الوزراء "حسين عرنوس"، قراراً بإعفاء "أحمد خليل نجم" من مهامه كمدير عام المؤسسة السورية للتجارة وتكليف "زياد هزاع" بديلاً عنه.

ويأتي هذا القرار بعد انتشار فضائح وقضايا فساد عديدة في المؤسسة التي يديرها "نجم"، وقد اعترف وزير التجارة الداخلية "عمرو سالم" شخصيًا ببعض التهم الموجهة إلى تلك المؤسسة.

وتحدث "سالم" في خلال اجتماع مع غرفة صناعة دمشق وريفها، قبل بضعة أيام، عن "الحجم الهائل للفساد الموجود في صالات السورية للتجارة"، مشيرًا إلى أن الوزارة ضبطت مستودعًا يحوي أطنانًا من السكر المتجبّل نتيجة طول مدة تخزينه.

وكشف "سالم" أن مصدر أطنان السكر يعود إلى صالات السورية للتجارة، إذ تم تبديل الغلاف الخارجي للأكياس وبيع السكر في السوق بسعر مرتفع، لافتًا إلى أن الوزارة أحالت المسؤولين عن ذلك إلى القضاء.

فضيحة الزيت الملوث:

قبل بضعة أيام، وتحديدًا في 15 من أيلول الحالي، تحدثت صحيفة "الوطن" المحلية، في تقرير لها، عن امتلاء رفوف السورية للتجارة بمادة زيت القطن التي تحتوي على مادة "الجوسيبول" السامة. دون الاكتراث بتوصيات أكاديميين وخبراء كانوا قد أكدوا على ضرورة سحب هذا المركب من الزيت.

وأوضح وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك "عمرو سالم"، أن لا علم له بتلك التوصيات التي كان قد أبلغ عنها الأكاديميون للوزير السابق "طلال البرازي"، في شباط الماضي.

وبحسب "سالم"، فقد أرسلت الوزارة عيّنة من الزيوت لتحليلها للتأكد من مدى وجود المادة السامة، ومدى صلاحية الزيت للاستهلاك البشري.

بينما نفى المدير السابق للمؤسسة السورية للتجارة "أحمد نجم"، حينها ما يتم تداوله عن تسبب زيت القطن المطروح في صالات المؤسسة بالأمراض والسرطانات، بسبب احتوائه على المادة السامة.

وأضاف "نجم" أن مادة زيت القطن من إنتاج “المؤسسة العامة للصناعات الغذائية” التابعة لوزارة الصناعة، التي توزعها بدورها لمراكزها وللمؤسسة الاجتماعية العسكرية، بالإضافة إلى صالات “السورية للتجارة”، مبررًا بأن الوزارة "هي من تقوم بتحليله وإنتاجه في معامل حلب وحمص وحماة منذ عشرات السنين".

قضية الرز الفاسد (المسوس):

في سياقٍ متصل اشتكى عدد من المواطنين منذ مطلع الشهر الحالي، من تسلّمهم مادة الأرز من صالات السورية للتجارة وهي مليئة بحشرة السوس.

وبرر حينها المدير السابق للمؤسسة "أحمد نجم" تسوّس الأرز بأن "كل أنواع الحبوب في فترة الصيف تصبح عرضة لتشكّل حشرات داخلها، ونتيجة الحرارة العالية تفقس البيوض بداخلها، وهو أمر وارد عند كل من يتعامل بالحبوب."

كما نفى تخزين المادة في المستودعات لفترات طويلة، موضحًا أن الأرز وصل عن طريق وزارة التجارة الخارجية منذ ثلاثة أشهر.

وهو ما أكد عدم صحته الخبير الزراعي "بسام السيد"، إذ أوضح أن المواد المخزنة فقط هي التي تتكاثر فيها حشرات عدة تسبب تلف الحبوب وجميع المواد الغذائية.