بدأت المملكة العربية السعودية يوم أمس الثلاثاء، أعمال مسح جيوفيزيائية واسعة النطاق، في منطقة الدرع العربي باستخدام أولى الطائرات المخصصة وبدعم من هيئة المساحة الجيولوجية في المملكة، إذ تعد هذه العملية أضخم مسح جيوفيزيائي للكشف عن الثروة المعدنية بما يغطي ربع مساحة المملكة.
ما تصل قيمته إلى 5 تريليون ريال من المعادن موجود فعلًا:
بعد إطلاق العملية، قال "خالد المديفر" نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين في السعودية في مقابلة مع وكالة إعلام عربية، إن المعلومات المتوفرة قبل المسح الحالي، تظهر وجود مخزونات معادن تقدر بوجه عام بحوالي 5 تريليونات ريال في المملكة.
ووصف بدء هذا المسح الضخم، بأنه "لحظة تاريخية كبيرة جدًا"، تمثل إطلاق برنامج غير مسبوق سيوفر معلومات قيّمة تمكن من زيادة الاستثمار في هذا القطاع الحيوي.
وأوضح "المديفر" أن مخزونات التعدين في المملكة "توفر فرصاً كبيرة ستحددها عمليات المسح وستضاعفها"، مبيناً أن الدرع العربي بمساحته يعد من أهم الدروع في العالم، ويماثل الدرع الكندي والأسترالي، وما زالت ثروات عديدة في الدرع العربي من الذهب والنحاس والزنك والرصاص والنيكل قيد الاكتشاف حتى الآن، وهي سلع أساسية في تمكين الصناعة ومستقبلها.
وستشمل أعمال المسح الجيوفيزيائي المغناطيسي والإشعاعي الجوي كامل منطقة الدرع العربي، إذ تغطي المساحة 600 ألف كيلومتر مربع.
ومن المتوقع أن المسح الحالي سيسهم في اكتشاف مخزونات معدنية كفيلة بتحفيز الاقتصاد وتنويع الإيرادات تحقيقًا لرؤية 2030.
أغنى دول العالم من حيث الموارد المعدنية:
أكد الرئيس التنفيذي لهيئة المساحة الجيولوجية المهندس "عبد الله الشمراني" بأن السعودية تُعد من أغنى دول العالم من حيث الموارد المعدنية، التي تُقدر قيمتها وفقًا لبيانات وزارة الصناعة والثروة المعدنية بنحو 5 تريليونات ريال، والثروة المعدنية ستكون ثروة اقتصادية ثالثة بعد البترول والبتروكيماويات.
وقال إن أعمال المسح الجيوفيزيائي الجوي ستشتمل المسح الجيوفيزيائي المغناطيسي والإشعاعي الجوي لكامل الدرع العربي بالمملكة، مبيناً أن الهيئة تستهدف من خلال هذه الأعمال الحصول على بيانات المغناطيسية الأرضية والطيف الإشعاعي بدقة عالية، وخرائط رقمية للمغناطيسية الأرضية والإشعاعية إضافة إلى التفسيرات الجيولوجية للخرائط المغناطيسية والإشعاعية التي تعكس أهم التراكيب الجيولوجية والسحنات الصخرية، ومن خلالها يتم تحديد وحصر أهم نطاقات بيئات التمعدن.
وأضاف أن عمليات المسح سيجري من خلالها أرشفة وإدراج هذه المخرجات والتفسيرات والتقارير الفنية بقاعدة البيانات الوطنية لعلوم الأرض NGD لتوفير بيانات علوم الأرض للمستفيدين بمجالات متعددة من أهمها مجالات الاستثمار التعديني ومجالات البحث العلمي.