وصل الملياردير الأمريكي "وارين بافيت" إلى منتصف الطريق نحو هدفه بالتبرع بثروته الهائلة، وبالرغم من أنه ما يزال لديه 100 مليار دولار متبقية للتبرع بها، إلا أنه لا يخطط لمشاركتها مع أبنائه على الإطلاق.
ذلك بعد أن قال "بافيت"، في شهر حزيران/ يونيو الماضي، إنه سيتبرع بقيمة 4.1 مليار دولار من أسهم "بيركشاير هاثاواي" لخمس مؤسسات، وإنه سيستقيل من منصبه كوصي في مؤسسة بيل وميليندا غيتس.
كل ذلك يعتبر كجزء من جهوده للتخلي عن 99% من ثروته في نهاية حياته، وبذلك يصل إجمالي تبرعه إلى 41 مليار دولار.
لماذا لا يرغب "بافيت" بتوريث أبنائه؟
عكف المستثمر المخضرم على تكرار اعتقاده الراسخ بأن ثروته الصافية "غير المفهومة" من الأفضل إنفاقها في الأعمال الخيرية بدلًا من المحافظ الاستثمارية لأبنائه، حسبما ذكرت شبكة "سي إن بي سي".
وقال "بافيت" في مذكرة للمساهمين في وقت سابق هذا العام: "بعد الكثير من الإشراف على العائلات فاحشة الثراء، إليكم نصيحتي؛ اتركوا للأطفال ما يكفي حتى يتمكنوا من فعل أي شيء، ولكن ليس ما يكفي حتى لا يفعلوا أي شيء".
وأضاف أن أبناءه البالغين يتابعون الجهود الخيرية التي تنطوي على المال والوقت. ويصف "بافيت" عمله الخيري بأنه "أسهل عمل في العالم" لأن "العطاء غير مؤلم وقد يؤدي إلى حياة أفضل لك ولأطفالك".
يقول الرجل البالغ من العمر 90 عاما إنه لاحظ أن سلوك الأسرة متوارثة الثروة، أو انتقال الثروة الهائلة من جيل إلى آخر، أقل شيوعا في الولايات المتحدة منه في البلدان الأخرى، وأنه يعتقد أن جاذبيته ستتلاشى على الأرجح.
لكن هذا لا يعني أن أبناء "بافيت"، وهم الآن في الستينيات من العمر، لم يتلقوا أي شيء من والدهم، حيث ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" عام 2014 أن كل ابن لديه مؤسسة بقيمة ملياري دولار يمولها الأب "بافيت".
يخطط المستثمر، الذي كان في وقت ما أغنى رجل في العالم ويمتلك حاليا ثروة تزيد على 100 مليار دولار، لتوزيع أسهمه المتبقية البالغة 238 ألف سهم لأسباب خيرية.
هذا وقد أعلن "بافيت" لأول مرة عن خطته للتخلي عن الغالبية العظمى من ثروته في عام 2006، عندما كان يبلغ من العمر 75 عاما وامتلك 475 ألف سهم في "بيركشاير هاثاواي".