قد يكون الأمر غريبًا بعض الشي، لكن مصطلح الثروة في وقتنا الحالي بات أمرًا نسبيًا للغاية، فبينما ينظر الناس في بعض البلدان للشخص الثري على أنه الذي يتمتع برفاهيات الحياة كافةً ويمتلك أموال كافية لتجعله ينفق على أي شيء بدون تردد؛ نرى أن هذه الصفات غير كافية نهائيًا لإطلاق لقب "ثري" على شخص في منطقة أخرى.
في الولايات المتحدة على سبيل المثال بلغ عدد الأسر من أصحاب الملايين نحو 20.2 مليون أسرة في 2020، بينما صار أصحاب المليارديرات يجذبون اهتمامًا أكبر.
من هذا المنطلق قد تصبح الحاجة ملحة للتفكير في مصطلح جديد فوق الملياردير لوصف الشخص فاحش الثراء في المستقبل، وهو ما دفع البعض لطرح هذا السؤال الذي لا بد أنه خطر على بالكم:
من سيصبح أول تريليونير في المستقبل؟
اللافت هنا أنه على الأغلب لن يكون أول تريليونير في العالم من بين من يحتلون المراكز الحالية لأغنى الأثرياء في العالم. فعلى سبيل المثال كل من المليارديرين "كارلوس سليم" و "وارين بافيت" لديهما ثروة ضخمة، وأوضاع أعمالهما التجارية جيدة، لكنهما في السبعينيات من العمر، وحتى لو تمكن سليم من تحقيق معدل عائد استثنائي يبلغ 25% سنويًا، بعد خصم الضرائب، فسوف يستغرق الأمر أكثر من 11 عامًا حتى يزيد ثروته الحالية البالغة 62 مليار دولار إلى تريليون دولار.
وفي حين أن "بيل جيتس" البالغ من العمر 64 عامًا لديه الفرصة ليكون أول تريليونير في العالم، إلا أن اهتماماته المتعلقة بالمال والأعمال قد تغيرت.
وحتى لو كان "جيتس" مهتمًا بتكديس الثروة أكثر من التبرع بها عبر مؤسسة "جيتس"، فسوف يكون عليه أن يجد شيئًا جديدًا يستثمر به أمواله، ويعود ذلك إلى أن المؤشرات لا تدل على أن شركة "مايكروسوفت" يمكنها أن تنمو بالشكل الذي يزيد حجم ثروة جيتس لتصل إلى تريليون دولار.
قائمة المرشحين:
يبلغ "مارك زوكربيرج" 37 عامًا فقط، وتفيد التقارير أن ثروته وصلت إلى نحو 97 مليار دولار هذا العام، بالتالي إذا وجد "زوكربيرج" طريقة لزيادة ثروته بنسبة10% سنويًا، فسوف يصبح تريليونيرًا قبل عامه الخامس والستين، ولكن سيتطلب ذلك نمو شركة "فيسبوك" ليكون حجمها عشرة أضعاف الحجم الحالي لشركة "إكسون موبيل".
من بين المرشحين الذين يجب وضعهم في الاعتبار أيضًا عالم الأحياء الأمريكي "كريغ فينتر"، ومؤسس شركة التكنولوجيا الحيوية "سيليرا جينوميكس"، ورغم أن فينتر يركز أبحاثه حاليًا على علم الأحياء التركيبي الذي يمكن تطبيقه في إنتاج الوقود النظيف، إلا أن بافتراض أنه قام بالتركيز على علاج للسرطان، فقد يصبح تريليونيرًا.
الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية تنفق أكثر من 100 مليار دولار سنويًا لرعاية مرضى السرطان، وبالتالي يصبح إيجاد علاج لهذا المرض فرصة كبيرة أمام "فينتر" ليكون تريليونيرًا.