تردي وضع الكهرباء يعزز الركود التضخمي ويدفع السوريين لتغيير عاداتهم الغذائية

09/08/2021

حازت مشكلة الكهرباء في سوريا التي استفحلت في الأسابيع الماضية على أبعاد أخرى، فلم يعد الأمر متعلقًا بالإزعاج الذي تتسبب به ساعات التقنين الطويلة وتعثر حياة الناس فحسب، بل بدأ الأمر بالتأثير بشكل جدي على الاقتصاد والأسواق.

في محاولة للتأقلم مع نمط قطع الكهرباء الشديد، غيّر الناس من عاداتهم الشرائية والغذائية، فلم يعد أحدٌ راغبًا بشراء المواد التي تتطلب التخزين، لأن تخزين الغذاء بأمان في ظل درجات حرارة مرتفعة وعدم وجود ثلاجات بات ضربًا من المستحيل.

ولم يقتصر الأمر على الغذائيات فحسب، بل ابتعد الناس عن كل ما يتطلب وجود كهرباء مستمر، فاستبدلت المراوح العادية بمراوح قابلة للشحن، وهذا دواليك.

في المقابل اشتكى التاجر من كساد بضائعهم، واضطرارهم لصرف أموال طائلة من أجل تخزينها لفترات طويلة، خصوصًا بالنسبة للمواد الغذائية.

وأدى كل ذلك إلى زيادة في الركود التضخمي، فالتاجر يضطر لرفع سعر بضاعته بسبب استخدام المولدات والأمبيرات لتوفير الكهرباء اللازمة لاستمرار العمل من جهة، والناس يصدون عن شراء هذه البضاعة ولا يجرؤون على التورط بسلعة فد تفسد في بيوتهم في غضون عدة ساعات بسبب الحر من جهة أخرى.

وجهة النظر الحكومية... طرح للمشكلة ولا حلول:

أكد رئيس جمعية حماية المستهلك "عبد العزيز معقالي" ملاحظتهم أن هناك انخفاضاً كبيراً في حركة الأسواق بسبب ارتفاع ساعات تقنين الكهرباء التي أثرت في نمط استهلاك المواطنين.

 وكشف "معقالي" أن الجمعية شكلت فريق عمل لرصد حركة الأسواق في ظل هذه الفترة التي ارتفعت فيها ساعات تقنين الكهرباء ومعرفة مدى تأثيرها في مسألة العرض والطلب في الأسواق.

وبين أن فريق العمل لاحظ انخفاض المبيعات بشكل كبير في الأسواق وخصوصاً المواد الغذائية التي تحتاج إلى تخزين نتيجة خوف المواطنين من تلفها وبالتالي اقتصر استهلاكهم على ما يلزمهم خلال يوم فقط.

وأشار إلى أن الجميع يعاني ارتفاع ساعات تقنين الكهرباء سواء كان التاجر أو المستهلك، موضحاً أن التاجر يشكو حالياً من عدم تصريف بضاعته وهذا ما تسبب بخسائر للعديد من التجار ودفعهم إلى عدم تخزين بضائع كثيرة بسبب قلة الطلب عليها من المستهلكين، ضارباً مثلاً أن العديد من بائعي الفروج خفضوا من بضائعهم بشكل واضح بسبب انخفاض مبيعاتها وأيضاً خوفاً من تلفها في الوقت ذاته.

تقنين الكهرباء يتجاوز تأثيره على حياة الناس إلى التأثير على الاقتصاد:

اعتبر "معقالي" أن الكهرباء هي عصب الحياة وزيادة ساعات التقنين لا تؤثر فقط في المواطنين بل أيضاً في الإنتاج والدورة الاقتصادية.

ولفت إلى أن مشكلة الكهرباء وأسباب ارتفاع ساعات التقنين أصبحت معروفة لدى الجميع وهو نقص كميات الغاز وخروج محطات عن الخدمة، مؤكداً أنه في الوقت الراهن لا بديل من الطاقات البديلة بالنسبة للتجار رغم أنها مكلفة وأيضاً تحتاج إلى مكان لتركيبها وخصوصاً إذا كانت المحلات ليس فيها مكان لتركيب ألواح الخاصة بالطاقة البديلة مثل بعض المحلات في سوق الحميدية.

شارك رأيك بتعليق

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
علي شحادة علي
3 سنوات

على السورين اجمعين قبل تغير عاداتهم

تغير هل الحكومة الخسيسة ووزراء العهر والذل
وعلى راسهم معروف مينوا هوي … بلا هلق ما يبعتونا بيت خالتنا!

مقالات متعلقة: