في ظل غلاء العقارات والآجارات... عائلة سورية تنتقل للعيش في كهف

24/07/2021

منذ حوالي أربعة أعوام تقريبًا، بدأت إحدى العائلات في قرية "خربة القبو" التابعة لمنطقة "القدموس" بنحت الصخرة المجاورة للغرفة الوحيدة التي كانوا يملكونها كمنزل لهم بالقرية. ليتم تحويلها إلى غرفة أخرى لعلها تأوي أربعة أطفال وأمهم بعد أن ضاقت الغرفة الواحدة عليهم.

يقول رب العائلة في حديثه مع وسائل إعلام محلية: "منذ 12 عاماً تزوجت وسكنت بهذه الغرفة التي تبعد عن منزل أهلي 300 مترا وكانت لدي فكرة لتجميع مبلغ كل فترة من عملي السابق في مزرعة خاصة وبناء غرفة أخرى بجانبها، لكن طلبت للاحتياط وبدأت أوضاعي المعيشية تسوء في ظل ارتفاع الأسعار وكنت قبل فترة أعمل إلى جانب راتبي وأتمكن من خلال العمل أثناء الإجازات تأمين مبلغ إضافي يسد جزءاً آخر من احتياجات الأسرة، لكني تعرضت لحادث أثناء خدمتي وأصبت بكسور، وأصبحت غير قادرٍ على القيام بأي عمل حالياً علماً أنني مازلت بمرحلة النقاهة أيضاً".

ويوضح رب العائلة أنها لا يستطيع الحصول على مساعدة من أي شخص من أفراد أسرته، فإخوته بنفس المستوى المعيشي ووالديه عاجزان أحدهما على كرسي متحرك والآخر يستخدم الووكر للتنقل، موضحاً أنه لو كان يحصل على سلة غذائية فقط كان يمكن أن تسد أيضاً جزءاً من حاجات العائلة.

هذا ويفتخر الأب بأطفاله الذين قال إنهم يحصلون على مراتب متقدمة في دراستهم بمدرسة القرية، وهم بالصفوف الأول والثاني الابتدائي وفي الصف السابع والأصغر بالروضة، لافتاً إلى أن ابنته الكبرى تتعرض للتنمر من قبل زملائها ومنهم من يقول لها :"اسكتي انتو عايشين بكهف".

أوضاع معيشة صعبة ولا استجابة من الجهات المسؤولة:

يقتصر طعام الأسرة على ما يتوفر في المنزل فلديهم بضع دجاجات يأكلون بيضها، إضافة للزيتون والزيت والخبز الذي تحصل عليه الأسرة بالدين من عند السمان بالقرية، مضيفاً بأن راتبه الذي يقبضه عند كل أول شهر يخصصه لإيفاء الديون ويعود للاستجرار من جديد بالدين.

لا تتوفر في الكهف أدنى مقومات الحياة ومع اقتراب الشتاء يخشى الأب أن تزداد معاناتهم، ويؤكد أن ارتفاع أسعار مستلزمات البناء قضى على كل أحلامه وآماله حتى لشراء عدد من حجارة الاسمنت لإنشاء شبه غرفة، لذلك فهو مستمر بنحت الكهف الذي مازال يحتاج الكثير من العمل.

أما بالنسبة لكيفية توفير الكهرباء، فيقول أنه يمد سلكاً من ساعة منزل أهله ولكنه لا يكفي لتشغيل أي آلة كهربائية حتى أنه كان يملك غسالة عادية لكنها احترقت بسبب الكهرباء ولم يصلحها، علماً أنه راجع شركة الكهرباء ودفع ثمن الساعة الكهربائية لكنهم طلبوا منه ثمن العمود والذي يصل إلى 180 ألف ليرة سورية من أجل توصيل الكهرباء بشكل نظامي...!

شارك رأيك بتعليق

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
عبدالله رويحة
3 سنوات

كيف يمكنني التواصل مع هذه العائلة وجزاكم الله كل خير

مقالات متعلقة: