كيلو البن بـ 800 ليرة على الحدود و25 ألف في السوق... التجار والجمارك يتبادلون الاتهامات

قال وزير المالية السوري "كنان ياغي"، إن المستوردين يقدمون بيانات جمركية "غير منطقية" لمستورداتهم بغية التهرب من الضرائب، مشيراً إلى أن أحد التجار استورد شحنة من السكر محدداً فيها سعر الطن بـ 100 دولار، بينما سعره في الأسواق العالمية 450 دولار، كما أن أحد مستوردي القهوة، كانت بياناته الجمركية تشير إلى أن سعر الكيلو بـ 800 ليرة، بينما يباع في الأسواق السورية، بـ 25 ألف ليرة.

وجاء كلام وزير المالية في إحدى الجلسات البرلمانية التي عقدت مؤخراً، حيث أشار إلى أن الهدف من تحديد الأسعار الاسترشادية من قبل اللجنة المختصة المشكلة من رئاسة مجلس الوزراء هم التجار المستوردين الذين يقدمون بيانات جمركية مخالفة للأسعار العالمية.

وأوضح "ياغي" أن لجنة الأسعار الاسترشادية تجتمع بشكل دوري وتحدد للجمارك العامة حد أدنى من أسعار المواد المستوردة لعدم السماح لأحد من التجار بالتلاعب بالبيانات الجمركية ما يسمح بالتلاعب بقيمة الضريبة التي تفرض على الرقم الوارد في البيان.

ودافع الوزير عن الجمارك رافضًا الاعتراف بأنها هي التي قبلت بتحديد سعر كيلو القهوة المستورد بـ 800 ليرة، حيث ادعى بأن التاجر يبلّغ الجمارك بأنه سيبيع كيلو القهوة بـ 900 ليرة، وبناء عليه تقوم المالية بحساب الضريبة وفقاً لهذا السعر.

هذا وبالرغم من اعترافه بوجود ممارسات "سلبية" من دوريات الجمارك، إلا أن الوزير "استبسل" في الدفاع عن هذه الدوريات، كما وصفت وسائل إعلام مقربة من الحكومة. وردًا على الانتقادات التي طالت دوريات الجمارك (في أوتوستراد درعا خصوصًا)، تعهد "ياغي" بألا تتكرر الممارسات السلبية.

وكشف وزير المالية أنه يتدخل في عمل الجمارك العامة أكثر مما يتدخل بعمل مدير مكتبه.

وردًا على اتهامات التجار، بأن الجمارك باتت تتجاوز حدود عملها وتبالغ في "زعزعة أمان السوق"، فقد بين "ياغي" أن قانون الجمارك العامة سمح للدوريات من مديرية مكافحة التهريب الدخول إلى المدن ومصادرة المهربات. ودافع عن ادارة الجمارك العامة الحالية بالقول "أعتقد أنه منذ شهر وحتى تاريخه لم يدخل أي عنصر جمارك على محل إطلاقا".

ثم خاطب الوزير دوريات الجمارك العامة بالقول إذا أنهيت عملك على الحدود والمحاور وأردت الدخول للمحلات فلا مانع أما أن تتركي عملك على الحدود وتدخلين الاسواق للبحث عن البضائع المهربة فهذه مشكلة، متسائلًا أساسا كيف دخلت هذه البضاعة المهربة عبر الحدود ومؤكدا أن التعليمات للجمارك واضحة وهناك متابعة يومية لعملها.

الجدير بالذكر أن آلية عمل الجمارك في سوريا أصبحت موضع جدل بشكل أكبر في الآونة الأخيرة، في ظل اتهام البعض لدوريات الجمارك بانها تتعاون مع بعض التجار بشكل "مافيوي"، على حساب مداهمة محال ومستودعات تجار آخرين. ناهيك عن الإشاعات التي تستمر بالتحدث عن انخراط الجمارك السورية بأعمال تجارية غير مشروعة.