عندما يتعلق الأمر بالبحث عن المال والعمل، نجد العديد من الناس عندما يمتلكون الخيار في العمل الذي سيتكسبون منه، يلجؤون فورًا وبدون تردد إلى الأشياء التي يشعرون بالشغف إزاءها، وفي أغلب الأحيان ما تكون هذه الأشياء سوى هواياتهم.
نظريًا، أن تحول هوايتك إلى مشروع تجني من ورائه المال لشيء رائع. الهواية تعني أنك تجد متعة بمزاولتها، ومن المحتمل جدا أنه لديك معرفة واسعة فيما يخص خباياها؛ هذان العاملان جديران بأن يجعل من عملك شيئا ناجحاً، أليس كذلك؟ لكن ليس دائماً، فالأمر قد يتطلب شروط وتفاصيل إضافية ينبغي أخذها بعين الاعتبار.
يجب أن تتسم هوايتك بالواقعية:
لنبدأ بالنقطة الأكثر بديهية، إذا أردت تحويل هوايتك إلى عمل تجني منه المال، عليك أن تكون واقعيًا. كلنا لدينا هوايات نمارسها، ولكنها لا تصلح لأن تكون عملا تجاريا، كأكل الحلوى، والسفر على الأقدام، وقراءة الكتب، أو مشاهدة الرياضة. كما ترى مزاولتك لهذا النوع من الهوايات لا يعني إمكانية استغلاله تجاريا، وعليه فإنه يجب عليك ان تكون صادقا مع نفسك إذا كنت تريد جني المال من هوايتك.
من المحتمل أن تكون قادرًا على تحويل هوايتك إلى عمل يدر عليك المال بطريقة ما، لكن هل هذا الربح يستحق الجهد والوقت الذين ستبذلهما؟ هل يمكنك أن تؤسس لمشروعك نظامًا يعمل من دونك؟
لنفترض مثلًا أنك شغوف بالحرف اليدوية وأردت بيع منتوجاتك على مواقع التجارة الإلكترونية؛ هذه فكرة جيدة لكن عملك هذا سيستمر فقط ما دمت تعمل عليه أنت بنفسك. لذا تذكر أن رجل الاعمال الحقيقي هو الذي يخلق مشاريع يمكن أن تسير بدونه. حتى أن بيعك مثلا للمصنوعات اليدوية من جانب واستثمار الأرباح يعتبر طريقة جيدة لزيادة دخلك السلبي، ولكن لا يمكن اعتبار هذه العملية مشروعًا تجاريا خاصًا إلا إذا كان بإمكانه ان يسير بدون تواجدك الفعلي.
فكر بطرق إبداعية:
إذا كنت لم تجد طريقة بعد لتحويل هوايتك إلى عمل تجاري، ربما حان الوقت للتفكير بطريقة إبداعية و ابتكارية؛ تمامًا كما فعل "روبيرت كيوساكي" – مؤلف كتاب الأب الغني و الأب الفقير – عندما كان صغيرا يعمل بدون أجر في متجر لدى والده الغني، حينما كان على "روبيرت" التفكير بطريقة إبداعية لاقتناص فرص عمل جديدة...
في إحدى الأيام، خطرت بباله فكرة: كان "روبيرت" يحب كتب الكوميديا، وشاهد مالك أحد المحلات لبيع هذا النوع من الكتب يرمي القديمة منها والتي لم يعد يشتريها أحد. فرأى أن يفتح مكتبة لكتب الكوميديا بالحي الذي يسكنه، واستطاع أن يجني قدرًا محترما من المال في سن التاسعة. لكن لو لم يفكِّر خارج الصندوق لكان قد أضاع هذه الفرصة.
عندما تكون قيد تحليل هواياتك وشغفك في الحياة، فكِّر خارج الصندوق كيف تحول هوايتك إلى مشروع ولا تتبع الطرق التقليدية، ابتكر أفكارًا غير مسبوقة لتلبية الاحتياجات الممكنة. وعندما يتعلق الأمر بهوايتك وشغفك لابد أنك ستعرف أكثر من أي شخص أين تكمن فرصتك وكيف السبيل لاستغلالها بطريقة مبتكرة.
تذكر: الهواية متعة لكن العمل يبقى عملًا
إن بدء عمل تجاري خاص ليس بالشيء المريح، فهي ليست نزهة! سيستهلك وقتك بقدر كبير، قد يرهق أعصابك، وقد تجده محبطًا في بعض الأحيان. العديد من الناس الذين دخلوا دنيا العمل الخاص يعيشون هذا الشعور الآن، وقد كانوا متحمسين في البداية لأفكارهم الرائعة.
نحن لا نحاول أن ننصحك بالعدول على فكرة تحويل هوايتك الى عمل تجاري يدر عليك دخلًا ماديا قد يفوق التوقعات، ولكن عليك أن تكون واقعيًا تجاه كيف سيؤثر عالم الاعمال على هوايتك، لذا إذا لم تكن مستعدًا لترك النظر إلى الهواية كمصدر متعة فحسب، فإنه من الأفضل البحث على فكرة مشروع خاص في مكان آخر.
كن جادًّا:
إذا قمت بتحويل هوايتك إلى عمل، فعليك إذن أن تتعامل معها بالجدية التي يتطلبها مجال الأعمال. يجب أن تكون جادًّا تجاه عملك وتجاه مخططاتك للنمو والتقدم. طبعا هذا يحتاج تغيير عقلية الهواية والتحلي بروح رائد أعمال، حيال توزيع وقتك، والتكاسل والطموح وراء المتعة.
عليك أن تسخر كل وقتك وجهدك لعملك، أن تكون على علم بالتفاصيل، وأن تقوم بوضع خطط لأعمالك، والعمل على خلق نظام عمل حتى يتسنى لمشروعك أن يسير حتى بدونك.
مرة أخرى قد يكون هذا أمرًا مرهقًا ومحبطًا، كما أنه قد يسلبك ذاك الشغف الذي كنت تمتلكه إزاء هوايتك في السابق، لذا يجب أن تفكر مليًا ومطولا قبل أن تخوض في هذا الطريق. لكن هذا لا يمنع من أن ينجح عملك وتجده ممتعًا، لكن الجدية في العمل شرط لا يجب التهاون به.