تستمر المنظمات العالمية والأممية بإطلاق تحذيراتها حول الوضع الإنساني في سوريا، بالتزامن مع قرب انعقاد جلسة مجلس الأمن في تموز الحالي لمناقشة قضية إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر المعابر الحدودية. إذ يعتقد مراقبون أن هذه الجلسة ستحسم أسلوب وماهية إدخال المساعدات إلى سوريا.
في هذا السياق كشف برنامج الأغذية العالمي التابع لجمعية الأمم المتحدة، أن حوالي 90% من العائلات السورية تتبع استراتيجيات وأساليب تأقلم "سلبية" للبقاء على قيد الحياة.
حيث نشر البرنامج الأممي تغريدة على تويتر، أفاد فيها بأن عدد من العائلات السورية تلجأ لتقليل كمية الطعام الذي يتناولونه، بالإضافة إلى شراء كميات قليلة مما يحتاجونه، مشيراً إلى اتباع السوريين أسلوب الاستدانة، أي الاقتراض لشراء حاجاتهم الأساسية.
هذا وقد جاء حديث برنامج الأغذية العالمي بعد نحو شهر فقط من تغريدة نشرها، وبيّن خلالها أن 84% من العائلات في سوريا فقدت مدخراتها بعد نحو عقد من الحرب، إضافةً إلى أن 4.8 مليون سوري يعتمدون على المساعدات الغذائية من برنامج الأغذية العالمي للبقاء على قيد الحياة.
في السياق ذاته، أعلن برنامج الأغذية العالمي في شباط الفائت، أن ما يقارب من 12.4 مليون شخص في سوريا، أي حوالي 60% من السكان، يعانون من انعدام الأمن الغذائي، في “أسوأ” حالة أمن غذائي شهدتها البلاد على الإطلاق.
وبحسب توقعات وتقديرات الأمم المتحدة، سيتطلب الأمر أكثر من عشرة مليارات دولار لعام 2021 وحده؛ من أجل دعم السوريين المحتاجين بشكل كامل، وهذا يشمل 4.2 مليار دولار على الأقل للاستجابة في سوريا، و5.8 مليار دولار لدعم اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة لهم في المنطقة.
وكانت الأمم المتحدة قد أطلقت، في وقت سابق من العام 2020، نداءً لتمويل صندوق أعمالها المتعلق بالاستجابة الإقليمية للأزمة السورية، بقيمة 131.6 مليون دولار أمريكي لبرنامج الاستجابة الإقليمية، موضحة أن الدعم سيشمل 11.7 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات الإنسانية داخل سوريا، إضافة إلى وجود نحو 5.6 مليون لاجئة ولاجئ سوري في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر.
وتواجه سوريا، إلى جانب 19 دولة أخرى، مخاطر انعدام الأمن الغذائي، بحسب تقرير نشرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، في آذار الماضي.
كما يعيش نحو 90% من الشعب السوري تحت خط الفقر، بحسب تصريحات ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا "أكجمال ماجتيموفا"، في حزيران 2020.
وتتصدر سوريا قائمة الدول الأكثر فقرًا بالعالم، بنسبة بلغت 82.5%، بحسب بيانات موقع “World By Map” العالمي.